ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما دعت الصين لوقف سرقتها المستمرة للأسرار التجارية من حواسب الشركات. وقالت الصحيفة في سياق تقرير بثته اليوم الثلاثاء على موقعها الإلكتروني إن المطالب تمثل جهد الإدارة العلني الأول لمساءلة الصين عن ما يصفه المسئولون بأنه حملة تجسس ممتدة لأعوام على الشركات التجارية عبر الإنترنت. وأضافت الصحيفة أن مستشار أوباما للأمن القومي توماس دونيلون قال في كلمة موجهة لمجتمع آسيا في نيويورك "إن الشركات الأمريكية تتحدث صراحة بشكل متزايد عن مخاوفها الخطيرة بشأن السرقة المعقدة تكنولوجيا لمعلومات الشركات السرية وتكنولوجيات لا يحق للجميع استخدامها من خلال عمليات تطفل عبر الإنترنت على نطاق غير مسبوق". وأشارت الصحيفة إلى أن دونيلون أكد على ضرورة اعتراف الصين بالخطر الذي تشكله مثل تلك الأنشطة لسمعة الصناعة الصينية وللعلاقات الثنائية وللتجارة الدولية. ولفتت الصحيفة إلى أنه بحسب دونيلون فيتعين على بكين اتخاذ خطوات جادة للتحقيق في الادعاءات بالقرصنة التجارية. ورأت الصحيفة أن التصريحات جديرة بالذكر لأن مسئولى الإدارة مترددون في تحديد الصين أو أي دولة أخرى كطرف فاعل سيء في فضاء الإنترنت لتجنب معاداة شريك تجارى وقوة عالمية كبرى. ونوهت الصحيفة إلى أنه ومع ذلك فمنذ عام 2010 عندما كشفت "جوجل" عن أن الصين اخترقت أنظمتها وسرقت شفرة المصدر الخاصة بها، بدأ المسئولون الحكوميون وخبراء أمن الإنترنت المستقلون في تجميع أدلة تظهر أن الصين انخرطت بشكل ممنهج في سرقة الأسرار من خلال فضاء الإنترنت. وقالت الصحيفة إن تقريرا صدر مؤخرا من قبل شركة "مانديانت" للأمن حدد بالتفصيل الطريقة التي تعد إحدى وحدات جيش تحرير الشعبي الصيني مسئولة بها عن اختراق مجموعة واسعة من الصناعات الأمريكية. وأوضحت الصحيفة أن الصين نفت بشكل منتظم اختراقها لأنظمة حاسب دول أخرى وتؤكد على أنها ضحية لتجسس الحواسب، لكن على مدار العام الماضي أثار العديد من المسئولين الأمريكيين المخاوف خلال الاجتماع مع نظرائهم الصينيين. وأضافت الصحيفة أن دونيلون أشار إلى أنه بالنسبة للجميع من الرئيس الأمريكي وحتى المسئولين الأقل منه منزلة، أصبحت هذه القضية تمثل مبعث قلق ونقطة نقاش رئيسية مع الصين. ونوهت الصحيفة إلى أن الخبراء اختلفوا بشأن الكيفية التي سترد بها الصين حيث قال جيمس لويس خبير أمن الإنترنت لمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية "سيكون من الصعب على الصينيين أن يتجاهلوا دعوة دونيلون" بينما شكك ويليام رينش رئيس المجلس القومي للتجارة الخارجية في أن تغير الصين من طرقها في أي وقت قريب.