على حداثة عهدنا برؤية رئيس لنا يرتاد المساجد بل وسعادتنا بذلك إلا أنني أدعوا الرئيس أن يلتزم بيته حتى في صلاة الجمعة . تعالت الصيحات من داخل جماعة الإخوان عند تولى الدكتور مرسى منصب رئيس الجمهورية وعلا سقفها إلى وصفه بالفاروق عمر رضي الله عنه؛ ورغم أن الفاروق عَدَلَ في حكمه فأمِن في سربه إلا أنه قتل في مصلاه وتلك هي المعادلة الصعبة التي لا يرقى لفهمها إلا طالبها؛ حيث أن العدل لن يلزم جانب الحاكم إلا إذا وثق في الله ثقة تجعله لا يخاف الغد ولا يهاب الموت بل يجب أن يكون مُرحِباً به حبذا وإن جاء غدراً وفى المسجد وهذا ما جعلني أشعر أن الرئيس رغم تديّنه إلا أنه يفتقده فلقد قرر أن يثق في حرسه الخاص. وليس من باب الأخذ بالأسباب أن يحتاط الرئيس لدرجة أن يتم تفتيش المصلين ذاتياً؛ فالأخذ بالأسباب يقابله لا ضرر ولا ضرار وأخشى أن ينفض الناس من حول الرئيس حتى في المساجد فالبعض رأى أن عملية التفتيش مجرد إجراء أمنى لا دخل للرئيس فيه فهو أسلوب متبع في كل زياراته وهذا عذر لا يقبله من يرى الأمان المطلق في رحاب الله وبيوته والبعض الآخر رآه تعدياً على حريته الشخصية بل قد يصل إلى المنع وأربأ بالدكتور مرسى قبل الرئيس مرسى أن يصل إلى منع شعائر الله! رغم أنه انخرط في الخوف من الناس حتى طغى على ثقته في الله . وحيث أنه لا يتعارض شعار ( بنحبك ياريس ) مع شعار ( ما تمنعنيش اصلي ياريس) لذا يجب على الرئيس سماع الهتافان على نفس درجة الأهمية حتى لا تضيق عليه الأرض بما رحُبت؛ فمن حق الرئيس كإنسان أن يخاف على عمره ولكن هذا الخوف لا ينبغي أن يأتي على حساب شعائر الله . فخامة الرئيس كفاك من المعارضين من يزداد عددهم في الميادين يوماً بعد يوم واحذر أن ينضم لهم الكارهون فالمعارض قد ينقسم إلى محب وكاره وكلاهما معارض أما المؤيد الكاره فأراه أخطر من كليهما وهؤلاء المصلون الذين انتهكت خصوصيةٌ بينهم وبين الله في بيت من بيوت الله قد يتحول حبهم إلى كره والكره يورث الغل وهو أشد وطأة من المعارضة وإن خبثت . لتفتح باباً جديداً بينك وبين الفئة الوحيدة الباقية على عهدها معك وحبها لك كما فتحت لهم صدرك في الميدان فذلك الحب الذي نشأ في الميدان لا يجوز أن ينتهي في المسجد؛ افتح صدرك مُرحِباً بالشهادة ولقاء الله على الأقل في بيوت الله وكن كما عهدناك واثبت أنك ابن الخطاب