يتوجه الرئيس محمد مرسي إلى المانيا الاربعاء 30 يناير في زيارة قصيرة سعيا الي استثمار اجنبي تشتد الحاجة اليه وسط ازمة سياسية تعصف ببلاده وإقناع اوروبا بأنه يسير على طريق الاصلاح الديمقراطي. لكن تحذيرا من القائد العام للجيش المصري من أن الدولة على شفا الانهيار بعد ايام من احداث عنف دموية في الشوارع دفع مرسي إلى الغاء خططه للذهاب من برلين الي باريس وسيعود سريعا الي القاهرة في اليوم نفسه. وكان 52 شخصا قد قتلوا في الاضطرابات التي رافقت الذكرى السنوية الثانية للانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك والتي يقول منتقدو مرسي انه خان قيمها. ويقول مؤيديه إن المحتجين يريدون الاطاحة بأول رئيس منتخب ديمقراطيا في مصر والذي ينتمي لجماعة (الاخوان المسلمون) التي كانت محظورة في عهد مبارك لكنها اصبح لها دور مهيمن في مصر منذ سقوطه في اوائل 2011 . وأعلن مرسي حالة الطوارئ لمدة شهر وفرض حظرا ليليا على التجول في بورسعيد والسويس والإسماعيلية وهي ثلاث مدن تقع على قناة السويس انتشر فيها العنف. وأثناء زيارته لبرلين سيلتقي مرسي بالمستشارة الالمانية انجيلا ميركل وممثلين لقطاع الاعمال الالماني. وقال وزير الخارجية الالماني جيدو فسترفيله لرويترز الاسبوع الماضي "الرئيس مرسي محل ترحيب كبير في ألمانيا وأضاف قائلا "إنه أول رئيس منتخب ديمقراطيا في تاريخ مصر. كلنا نعرف أن الثورة تعني الكثير من الاضطراب... بالطبع نحن غير راضين عن كل شيء تقرر في الاشهر القليلة الماضية في مصر لكن من الضروري السعي الي حلول وزيادة الحوار." وأشادت المانيا بجهود مرسي في التوسط في وقف لإطلاق النار بين اسرائيل والفلسطينيين في قطاع غزة لكنها اصبحت قلقة لمحاولات مرسي العام الماضي توسيع سلطاته والإسراع بتمرير دستور ذي صبغة اسلامية يقول منتقدوه انه لا يعبر عن التنوع الطائفي في مصر. ويرى زعماء قطاع الاعمال الالمان فرصا في مصر لكنهم قلقون بشأن عدم الاستقرار السياسي في أكبر دولة عربية سكانا. وذكر هانز هاينريتش دريفتمان رئيس غرفة الصناعة والتجارة الالمانية "في الوقت الحالي هناك شركات كثيرة تنتظر لترى كيف ستكون التطورات السياسية وهي تتخذ موقف الحذر بشان أي استثمارات كبيرة." وقال خبير بغرفة التجارة والصناعة إنه لا توجد اي شركات تغادر مصر لكن لا توجد ايضا شركات تنشيء انشطة جديدة هناك. وصرحت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في مقابلة مع شبكة تلفزيون (سي.إن.إن) الثلاثاء 29 يناير أن أي انهيار في مصر سيتردد صداه في ارجاء المنطقة. وتابعت "لا يمكن بأي حال إغفال انه يوجد عدد كبير من المصريين غير راضين عن توجهات الاقتصاد والإصلاح السياسي ." وقالت كلينتون "هذه ليس مهمة سهلة. من الصعب جدا التحول من نظام مغلق يقوم بشكل اساسي على حكم الفرد الي نظام ديمقراطي يحاول ان يولد وأن يتعلم كيف يمشي." واختتمت كلينتون "يجب أن تكون جميع الاطياف ممثلة ويجب ان يصدق الناس ذلك... يجب ان يكون هناك دستور يحترم ويعترف بحقوق جميع الناس ولا يهمش بأي حال أي جماعة".