تثير دائما أفلام النجم الكوميدي أحمد حلمي حالة من الجدل.. وتقدم له دور العرض حاليا فيلم " على جثتي" الذي يشاركه بطولته النجمة غادة عادل وهو من تأليف تامر إبراهيم وإخراج محمد بكير.. يحكي الفيلم عن رؤوف " أحمد حلمي" مهندس الديكور ومدير أحد معارض الأثاث الذي يتحدث في بداية الفيلم مع العاملين في معرضه عن فريق العمل والانجاز المشترك والأداء الجماعي بشكل يوحي بمدى تواضع الرجل وديمقراطيته واحتوائه للآخرين.. ولكن لا تمر دقائق حتى نفاجأ بالعكس تماما.. فهو شخصية ديكتاتورية متسلطة في العمل والبيت .. فيما يفهم فيه وما لا يفهم فيه.. وفي هذا الاطار نجده يفرض نفسه على مخرج الاعلانات الذي يعد إعلانا عن معرضه .. ويرفض مطالب جميع العاملين معه.. ويحاسب زوجته سحر " غادة عادل " حسابا عسيرا لأنها ذهبت إلى مدرسة إبنهما رفعت دون علمه .. وحتى إبنه الصغير لا يسلم من ديكتاتوريته فيحرمه الاستمتاع بألعاب أقرانه ويفرض عليه إهتمامات أكبر من سنه بكثير.. وهكذا نجد أنفسنا أمام نموذج ديكتاتوري قد نقابله في أي مكان.. شركة .. مدرسة .. أو حتى بلد بأكمله .. مستبد شكاك والجميع خاضع له وينفذ إرادته خوفا منه .. وفي الواقع لا يحبه أحد.. وهذا الديكتاتور لا يتاح له أن يرى الحقيقة إلا بالموت أو الغيبوبة التي هي مرحلة بين الموت والحياة .. وبالفعل يتعرض لحادث ويدخل في غيبوبة ويصبح شبحا يرى الجميع ولا يراه أحد سوى شبح آخر هو حسن حسني الذي يرافقه في رحلة كشف الحقيقة.. إنه خلال هذه الرحلة يقف أمام جسده الغارق في غيبوبته طالبا فرصة أخرى لاصلاح ما فسد في حين ينصحه الشبح الآخر والذي كان في حياته مستشارا أن ينشد العدل ويحاول أن يمنح من حوله الحب والثقة.. والحقيقة أن الفيلم المفعم بالدراما والكوميديا جاء أدنى من المتوقع من أحمد حلمي الذي كان قد وصل إلى قمة النضج الفني في فيلم " عسل إسود".. كما أن الاسقاطات السياسية في الفيلم إتسمت بالمباشرة والسطحية والسذاجة .. وفكرة الشبح الذي يرى الجميع ولا يراه أحد استهلكت كثيرا في الأفلام الهوليوودية والتي استخدمتها بشكل حرفي ومهني على أعلى مستوى في الاخراج والتصوير والاضاءة بعكس فيلم على جثتي الذي جاء فقيرا على كل هذه المستويات.. ومما لفت النظر أيضا خلو قاعة العرض تقريبا من الجمهور مما يؤشر للمنحنى الخطير الذي تهوي فيه صناعة السينما المصرية في الوقت الراهن..