اعتبرت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية أن باريس تشارك في "حرب" طويلة الأمد في مالي على ضوء العملية العسكرية التي تقودها القوات الفرنسية. ويذكر أن القوات الفرنسية تدخلت في مالي منذ أكثر من عشرة أيام لدعم قوات باماكو في مواجهة الجماعات الإسلامية المسلحة. وأشارت الصحيفة، الثلاثاء 22 يناير، إلى أن الحرب في منطقة الساحل "الأفريقي" هي حرب طويلة الأمد لاسيما وأن "أهدافها طموحة"، مضيفة أن باريس تؤكد أن الغرض من التدخل يتمثل في مساعدة القوات الأفريقية على استعادة كامل الأراضي المالية التي تسيطر على شمالها منذ نحو عام. وأبرزت الصحيفة ما أكده وزير الدفاع الفرنسي جون ايف لودريان الاثنين عن أن القوات الفرنسية لن تغادر البلاد قبل القضاء على "جيوب" المقاومة وتعهده أيضا بدحر الإرهاب واستعادة "وحدة مالي". وأوضحت أن تصريحات وزير الدفاع الفرنسية ليست بجديدة حيث تتردد في أروقة وزارته منذ أشهر طويلة حيث يؤكد مقربون من لودريان ومنذ إعلان التدخل العسكري "الأفريقي" في سبتمبر الماضي أن الهدف سيكون استعادة وحدة أراضي مالي و"لكن الفرق الوحيد أن السياسيين "في فرنسا" كانوا يستبعدون إرسال قوات برية". وقالت "إن القوات الأفريقية هي المخولة بالتدخل في شمال مالي "حتى لو كانت مدعومة من قبل الجيش الفرنسي" لاستعادة الأراضي الواقعة تحت سيطرة الإسلاميين". وأضافت "أن وزارة الدفاع الفرنسية تأمل أن تتدخل القوات الأفريقية في أقرب وقت ممكن لاسيما لتجنب أي اتهامات لباريس بالاستعمار الجديد"، معتبرة أن هذا الرهان على القوات الأفريقية يعد "نقطة ضعف للحرب التي بدأت منذ عشرة أيام في مالي". وتابعت "إنه وإن كان الجنود الفرنسيون على استعداد للتدخل "في الشمال" فإن القوات الأفريقية ليست مدربة بشكل جيد، وغير منظمة، كما تفتقر للتجهيزات وبالتالي فإنها لن تكون جاهزة قبل عدة أشهر". وأكدت الصحيفة أن حل الصراعات من هذا النوع يأتي في إطار السياسات طويلة الأمد "فاستعادة كامل شمال مالي في الواقع يعني أن يتم القضاء على كل الإرهابيين من المنطقة"، مشيرة إلى ما أكده الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند عن أن العملية ستستغرق "الوقت اللازم لهزيمة الإرهاب في هذا الجزء من أفريقيا".