اعتبرت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية أن الهجوم الإرهابي الذي شهدته الصحراء الجزائرية، الأربعاء 16 يناير، يعكس إما ضعفا في صفوف قوات أمن البلاد، أو قوة في صفوف الجماعات الإسلامية المسلحة. ولفتت المجلة في تعليق نشرته على موقعها الالكتروني، الجمعة 18 يناير، إلى الهجوم الذي شنته جماعة تطلق على نفسها اسم "كتيبة الموقعين بالدم" على عدد من الشركات الجزائريةوالغربية، في منطقة "عين امناس" شرق البلاد، مختطفة عددا كبيرا من عمالها ومن بينهم أجانب- كرهائن، بدعوى أن ذلك رد فعل من جانب الجماعة على التدخل الفرنسي في دولة مالي المجاورة وتهديد إخوانها المجاهدين. وأعادت المجلة إلى الأذهان الصراع المستميت الذي خاضه النظام الجزائري ضد الجماعات المتطرفة على مدار عقدين، مشيرة إلى أن هذا الهجوم هو الأول من نوعه في استهداف البنية التحتية للطاقة وهي التي حافظت على بقاء البلاد ميسورة الحال. وعزت المجلة استقواء تلك الجماعات في الآونة الأخيرة إلى أنها لم تعد في قبضة قوات الأمن على النحو الذي كان من قبل، لا سيما وأن وجودها يتمركز في المناطق الشرقية حيث تعيش نسبة 90% من الجزائريين، مشيرة إلى قرب منطقة "عين أمناس" من حدود ليبيا التي لم يستتب الأمن بها بعد، بحيث غدت حدودها مرتعا للجماعات المتطرفة ومصدرا للحصول على السلاح في مقابل تهريب الحشيش المغاربي. ورأت المجلة أن أسوأ ما قد يتمخض عنه هذا الهجوم الجريء هو خوف شركات النفط الغربية بالمنطقة، قائلة إنه من حسن الحظ أن معظم المنشآت النفطية في كل من الجزائر وليبيا بعيدة عن حدودهما المشتركة، بالإضافة إلى أن "عين أمناس" تبعد عن الحدود المالية بما لا يقل عن 1000 كيلو متر ومثلها أو أكثر عن المنطقة التي تشهد صراعا حاليا بين القوات الفرنسية و"الجهاديين" في مالي. واختتمت المجلة تعليقها بالقول إن هذا الهجوم كشف عن تنسيق عملي بين الجماعات المسلحة على ما يفصل بينها من أميال، مشددة على ضرورة أن يستتبع ذلك تنسيقا أكثر إحكاما بين الحكومات الإقليمية والقوى الخارجية للتصدي لتلك الجماعات التي تتزايد قوتها وجرأتها يوما بعد يوم.