صدر عن دار العصرية للنشر والتوزيع المجموعة القصصية "أزمة حشيش" للكاتب أحمد الملواني، وستشارك بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، الغلاف من تصميم عبد الرحمن الصواف. وتعد المجموعة، العمل الثاني للكاتب، الذي صدرت روايته الأولى"زيوس يجب أن يموت" عام 2010، قبل أن تصدر طبعتها الثانية في 2012. وتتضمن مجموعة "أزمة حشيش" ثماني قصص متفاوتة الطول، بعناوين: أوان المد انفصال سيرة الإله الجديد خيال الضل طولة لسان حدوتة بعد الموت كرم رئاسي رقصة بينوكيو الأخيرة. ويربط الكاتب بينهم بخط قصصي من خلال فقرات سردية تأخذ شكل هامش في الفواصل بين القصة والأخرى، وفيه نتابع معاناة مؤلف هذه القصص بسبب اختفاء الحشيش من البلد. وعن المجموعة يقول أحمد الملواني: "نصوص المجموعة كتبت على فترات زمنية متباعدة.. فهناك نصوص كتبت في 2009 وأخرى كتبت في 2011.. ولكن فكرة المجموعة جاءتني في أواخر عام 2010 وهي فترة شهدت شبه اختفاء لمخدر الحشيش بعد عدد كبير من الحملات الأمنية.. هذه الأزمة التي أثرت على المجتمع تأثيرا حقيقيا لدرجة أن الكثيرين مقتنعون إنها كانت السبب الرئيسي لثورة يناير". وأضاف:" رأيت أنها كشفت الكثير من عورات المجتمع، وأسقطت الكثير من الأقنعة.. ودفعتني لحالة من التأمل حول هذا الكم من التناقضات في حياتنا، انتهى بي للشروع في كتابة هذه المجموعة التي ربطت بين نصوصها بفكرة عامة، عن أديب شاب مدمن على الحشيش، ويعاني من ندرة وجوده". أما عن نشر المجموعة في هذا التوقيت، فيقول الملواني: "دار العصرية أعلنت عن مسابقة لاختيار أعمال جديدة للنشر، فتقدمت بهذه المجموعة، وفزت.. أما عن اختيار هذا التوقيت، فهو راجع لإقامة معرض القاهرة للكتاب، والذي يعتبر فرصة كبيرة لتسويق أي عمل أدبي جديد." ومن أجواء المجموعة ":خرج الطبيب الكبير من حجرة الرجل، لتقابله الزوجة بتوتُّرها تسعى بين باب الحجرة المغلَق، ونافذة الصالة المفتوحة.. تقدَّمَ بجسده الفارع الضخم ليسقط فوق الكنبة متعَبًا.. استراح لنعومة وفخامة وسائدها المنفوشة العالية، سألتْه الزوجة لحظتها: مات؟! .. ابتسم وأجابها: يمكن.. ويمكن يكون نايم.. أو في غيبوبة.. دي كلها حاجات بتاعة ربنا.. هزَّتْ رأسَها متفهِّمة، وعادتْ تقطع رحلاتِها عَبْرَ أركان الصالة.. وقالت : " أنا عارفة.. أصل هي العيلة دي كده.. تعرف ان أبوه، ادفن 3 مرات بالحياة!! والله العظيم.. كل مرَّة يفتكروه خلاص مات، والدكتور يمضي له شهادة الوفاة.. يصوَّتوا عليه، ويدفنوه، ويعملوا الصوان، والشيخ يقعد يقرا وينجلي، والقهوة السادة تمُرّ على المعزيين.. هوب.. يلاقوه نازل من التاكسي قدام الصوان.. والله العظيم زي ما بقول لك كده.. بالكفن بتاعه زي ما هو.. يقعد يشتم في عياله، ويسب لهم ميت دين، ويغرَّق وشوشهم تفافة.. والناس يقعدوا يهلِّلوا ويكبَّروا ويبوسوا فيه. كل مرَّة على كده.. ما عدا تالت مرَّة.. العيال اتعلِّموا الدرس.. بقوا قاعدين في البيت ياخدوا العزا ويقيموا الصوان، وسايبين واحد منهم في التُّرَب، قاعد جنب القبر مستنِّي يشوف الراجل ح يطلع تاني ولا لأ.. على المغرب رجع لهم، كان الشيخ لسَّه بيقرا في أول رُبع.. قال لهم: اتزنقت.. رُحت أفُك زنقتي.. رجعتْ لقيت التربة مفتوحة.. ندهت التُّرَبِي.. جاب نور، وطلَّ من فتحة التُّربة، ما لقاش أبوكم.. الناس هللوا وكبَّروا.. والولاد مشُّوا الشيخ، وفضُّوا الصوان.. وقعدوا مستنيين التاكسي اللي أبوهم ح ينزل منه.. التاكسي ما جاش.. ولحد النهارده الراجل ما ظهرش".