القي الرئيس محمد مرسي كلمة أمام مجلس الشورى، السبت 29 ديسمبر، بمناسبة دورة الانعقاد ال33 للمجلس. وجاء نص الخطاب كالتالي: "بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى كافة الأنبياء والمرسلين ..نعمة كبيرة من الله سبحانه وتعالى أن نجتمع في هذا المكان وان نتوجه جميعا بجلستنا وأقوالنا وأفعالنا إلى شعب مصر العظيم ..هذه نعمة من الله علينا نرجو أن تدوم وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها أن الإنسان لظلوم كفار". "السيد الأستاذ د.رئيس مجلس الشورى السيدات والسادة أعضاء المجلس الموقر السادة الحضور جميعا احمد إليكم الله تعالى وأحيكم بتحية من عنده مباركة طيبة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أيها السيدات والسادة الإخوة الكرام والأخوات الحضور أيها المصريون جميعا منذ فجر التاريخ ونحن أمة تصنع الحضارة وتقدم شواهد ملهمة لتاريخ الإنسانية كلها ..أمة توحد الله منذ نشأتها وتفجر طاقات الإنسان في كل مناحي الإبداع ..لقد عرفت مصر بهذا المفهوم ..عرفت مصر منذ قدمها عصور الشهداء منذ الآلاف السنين واستمرت هذه المسيرة على اختلاف مراحلها حتى كانت ثورة 25 يناير حيث سقط الشهداء الأبرار في هذه الثورة وما بعدها إلى يومنا هذا ..فنحن أمة الحضارة وأمة الشهداء وأمة العطاء والتضحية والنهضة وانبعاث المفاهيم الإنسانية الراقية فتحية إلى أرواح شهداء مصر الأحرار الأطهار وتحية أيضا واجبة إلى أهليهم وذويهم وإلى المصابين من أبنائنا وإخواننا رجالا ونساء في هذه الثورة العظيمة .. ثورة 25 من يناير". "السيدات والسادة أتحدث إليكم اليوم في مرحلة هامة في تاريخ وطننا مصر فهذه الأيام بلا شك لحظات تاريخية من عمل المجتمع والدولة المصرية، أن إقرار دستور مصر الجديد يعني بمنتهى الوضوح والحزم إنهاء فترة انتقالية طالت أكثر مما ينبغي فقد أن أوان العمل والإنتاج من أجل النهوض بمصرنا الحبيبة والنهوض بالوطن والأمة والنهوض بالشعب المصري كله". "إن مصر الدولة والمجتمع قد أظلها عهد جديد لا مجال فيه للطغيان أو التميز أو غياب العدالة الاجتماعية أن جميع المواطنين على اختلاف طبقاتهم الاجتماعية ومعتقداتهم ومواقفهم السياسية جميعهم متساوون أمام القانون وفي ظل هذا الدستور أمن مصر لن يبنيها بعض أبنائها دون البعض الأخر فمصر لكل المصريين والحرية لكل أبناء الشعب بل استثناء والديمقراطية هي ثمرة جهد الجميع بعد نجاح ثورة 25 يناير" . "إن بناء دولة عصرية بعد سنوات طويلة من الاستبداد والفساد والديكتاتورية والسلطة المطلقة فبناء هذه الدولة العصرية بعد كل ذلك لا يمكن القيام به إلا بتكاتف جميع قوى المجتمع الحرة وأننا إذ نحتفل بدستور مصر الجديد نطلق جميعا لبناء دولة مؤسسات وتقديم ما يلزم من أجل تطبيق أعمق لحكم مؤسسي يقوم على المحاسبة لكل مخطئ أو مقصر ويعمل بكل حزم بمكافحة الفساد بكل أشكاله وممارساته " . "إن الدول الديمقراطية العصرية الحديثة لا يمكن أن ترسخ وجودها بدون آليات صارمة لبسط سيادة القانون وفي هذا المقام أؤكد لكم جميعا للشعب المصري كله على تعزيز سلطان القضاء وضمان استقلاليه، وكذلك فان الدولة العصرية لا يمكن أبدا أن تقوم بدون إعلام حر بعيد عن سطوة السلطة وسطوة جماعات المصالح والتمويل الفاسد وأيضا لا يمكن أن تقوم هذه الدولة العصرية التي نريدها بدون تمكين المجتمع المدني ليقوم بدور فاعل وداعم ومراقب". "أيها السيدات والسادة أعضاء مجلس الشورى الموقر إنكم وباكتمال تشكيل مجلسكم المحترم أصبحتم بالدستور لا منة من أحد وإنما بالدستور وبإرادة الشعب المصري أصبحتم تتولون سلطة التشريع كاملة ذلك حتى انعقاد مجلس النواب الجديد وبذلك ندعوكم إلى العمل الجاد والتعاون مع الحكومة والحوار مع كافة الأحزاب والقوى السياسية والهيئات المجتمعية، هذا الحوار يكون من أجل إصدار التشريعات اللازمة لهذه المرحلة الهامة، مرحلة البناء والنهضة مع ضرورة الإتقان والسعي نحو الكمال".