شهدت عملية الاستفتاء على الدستور إقبالاً كبيراً من الناخبين في مناطق حلوان والتبين وطره و15 مايو. واصطف المواطنون في طوابير امتدت لمسافات طويلة وأصبحت جميع اللجان كاملة العدد مما جعل بعض المواطنين يتركون الطوابير ويذهبون إلى منازلهم ويعودوا في أوقات أخرى يكون الزحام فيها أقل. وكان كبار السن هم الحصان الأسود لهذا الاستفتاء، حيث حرصوا علي الذهاب للإدلاء بأصواتهم منذ الصباح الباكر وتحملوا مشقة الوقوف في طوابير طويلة رغم أن معظمهم يعانون الأمراض، مصطحبين معهم " كراسي " متنقلة للجلوس عليها دخل الطوابير. وشهدت معظم اللجان بطئ شديد في عملية التصويت نتيجة الزحام، مما أدى إلى وقوع بعض المشادات والمناوشات أمام اللجان، كما شهدت الاستفتاء بعض المخالفات لقواعد اللجنة العليا للانتخابات أبرزها قيام بعض الأشخاص بتوجيه الناخبين من خارج اللجان بالإضافة إلى انتشار اللافتات والعبارات الداعية إلى الحشد في اتجاه معين أمام وعلى جدران اللجان واحتشدت السيدات بأعداد غفيرة أمام اللجان للمشاركة في الاستفتاء واصطحب عدد منهن صغارهن.
وفي معهد طره البلد الأزهري كان الإقبال كبيراً وامتدت الطوابير عدة أمتار واصطف المواطنون منذ الصباح الباكر أمام اللجان للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء على أول دستور بعد ثورة 25 يناير. وساد الهدوء حول اللجان ولم تقع أي مشاجرات بين المواطنين بسبب قيام رجال الشرطة والجيش بواجبهم التأميني على أكمل وجه، حيث يقوم اثنين من أفراد القوات المسلحة بتنظيم عملية الدخول إلى اللجان وتنظيم الاصطفاف داخل الطوابير مما أجبر جميع المواطنين على احترام النظام، كما غابت المخالفات الدعائية والتجاوزات الفجة من أمام اللجان، ولكن انتشر بعض المواطنين حول اللجان وفي الشوارع الجانبية يقومون بتوجيه المواطنين بشكل غير مباشر، حيث يمسك كل منهم هاتف محمول لمساعدة الناخبين في الحصول علي أرقامهم وأماكن لجانهم بواسطة رسائل المحمول، وبعد أن يعطوهم بياناتهم الانتخابية يقومون بتوجيههم بالتصويت بنعم مما يعد مخالفا لقواعد اللجنة العليا للانتخابات. كما انتشرت على حوائط عدد كبير من المدارس في مناطق حلوان والتبين وطره عبارات دعائية للتصويت ب"نعم"، حيث تم تدوينها علي الجدران "بالإسبراي" حتى يصعب إزالتها. وفي لجنة النصر الابتدائية بحلوان قام أفراد التأمين بتمزيق اللافتات الداعية لتأييد الدستور والتي وضعها بعض المؤيدين للدستور على جدران اللجنة، كما قامت بأبعاد المندوبين الذين تواجدوا بهواتفهم المحمولة في محيط اللجنة لإرشاد الناخبين. وشهدت لجنة مدرسة "التربية الفكرية"، بحلوان إقبالاً كبيراً من الناخبين، حيث ظهرت الطوابير بوضوح أمام اللجنة، وامتدت لعدة مسافات طويلة، وقام أفراد الشرطة والجيش بتنظيم الناخبين في طوابير دائرية تفادياً لإغلاق حركة المرور بالشوارع المحيطة للجنة. وحرص عدد كبير من الناخبين على اصطحاب نسخ من الدستور وقراءتها أثناء وقوفهم في الطوابير، ونظرا لطول هذه الصفوف فإن المواطن يقف مدة لا تقل عن 3 ساعات حتى يتمكن من الإدلاء بصوته، مما جعل المواطنين يقومون بتصوير مسودة الدستور والإطلاع عليها ومراجعتها قبل الدخول إلى اللجنة.