كثيرا ما تقابلنا في الحياة مواقف تحتاج ان نتخذ فيها قرارا سريعا، ولكن بعضنا قد لا يدرك أن القرارات المتسرعة غالبا ما تكون غير مكتملة الجوانب و محكوم عليها بالفشل منذ البداية خاصة اذا كان هذا القرار مصيري في حياتك ومن شأنه أن يغيرها تماما فهل لك أن تتسرع باتخاذه؟ هذا في حالة إذا كان القرار يخصك وحدك. وماذا لو كنت مديرا لشركة أو مؤسسة يعمل فيها مئات من العمال والموظفين الذين يرتبط مصيرهم بقراراتك المتسرعة؟! وماذا لو كنت رئيسا لدولة و من شأن القرار ان يتعلق بمصير شعب بأكمله؟! ان اتخاذ القرارات بشكل متسرع غالبا ما يوقع صاحبه في مشاكل كثيرة نتيجة التسرع وقد يغرق معه مركب كامل العدد في حالة وجوده في منصب قيادي، ما يحدث حولنا في هذه الايام يخيفني ويقلقني علي مصيرنا من تضارب في الاراء وسرعة اتخاذ القرارات غير المدروسة، لقد أصبح كل شخص يري انه صاحب القرار الاوحد دون ان ينظر اذا كان رأيه صائبا ام متسرعا هذا يرشح نفسه لرياسة مصر وذلك يعتذر وهؤلاء يرشحون اعضاء في اللجنة التأسيسية للدستور التي من المفروض ان يكون قرارها أهم القرارات في مصيرنا نجد اناسا تعترض واناسا تنسحب واناسا غلابة وهم الاغلبية لا تفهم في سن القوانين والدساتير، ورغم ذلك هم من يقع عليهم نتائج هذه القرارات التي لا تحمل أي رؤي واضحة!! مجرد اهواء وتيارات سياسية تأخذ المركب تارة إلي اليمين وتارة اخري إلي اليسار. كيف نقدر العواقب قبل اتخاذ أي قرار في حياتنا؟ المتسرع شخص لا يقدر عواقب ما يفعله و قد يهدم كل ما بناه في لحظه و من بعدها يندم وقد لا ينفع الندم؛ فلا يجب أن نكون كالذي كسر أصابع يد ابنه بقرار أخذه في لحظة تهور وغضب عندما قام ابنه بخدش السيارة فأخذ يضربه عليها عدة مرات دون أن يشعر أنه كان يستخدم عصا وفي المستشفي يسأله ابنه متي سوف تعود أصابعي كما كانت؟ وكان في غاية الألم فعاد إلي السيارة وبدأ يركلها عدة مرات وعند جلوسه علي الأرض، نظر إلي الخدوش التي أحدثها الابن فوجده قد كتب أنا أحبك يا أبي.