منذ نعومة أظافرها وهي تحمل جينات الغدر والخيانة.. الكذب أهم صفاتها.. والطمع هو عنوان هويتها.. تشبه العقرب الذي يلدغ كل من يقترب منه في خسة ونذالة.. وكانت مثل الثعبان ناعمة الملمس.. تجعل من نفسها مطمعاً لكل من يقترب منها حتي تلتف حوله وتنقض عليه بلا رحمة وتغرس أنيابها في جسده وبسرعة تنشر سمومها في فريستها حتي تحصل علي ما تريد وتترك ضحاياها مجرد أشباه للبشر. أسمها »أخلاص« لكنها لاتعرف أيا من معاني الوفاء والاخلاص عمرها »32 عاما« شديدة الجمال والأنوثة.. وبقدر جمالها كانت أخلاقها السيئة.. وبقدر براءتها كانت قسوتها.. وبقدر أنوثتها كان تسلطها وطغيانها أطماعها ورغبتها في تحقيق الثراء السريع وبأي ثمن جعلها تلقي بكل القيم والمبادئ خلف ظهرها.. فجعلت من الرجال لعبتها خاصة الأثرياء منهم.. وكان عقد »الزواج العرفي« هو المفتاح السحري وطريقها السريع لجمع المال.. حتي أنها تزوجت في ثلاث سنوات فقط من خمسة رجال.. كانوا جميعا ضحايا ل»أخلاص« ذاقوا منها مرارة الغدر.. وتجرعوا علي يديها كل معاني النذالة والخيانة. لكن يبقي »مصطفي« »35 سنة« مدرس اللغة الفرنسية والزوج رقم »5« هو أكثر ضحايا »أخلاص« تضررا منها.. فهو الوحيد بينهم الذي تزوجها رسميا وعلي يد مأذون.. ارتبط بها بعد سنوات طويلة من العداء لكل بنات حواء بعد قصة حب فاشلة في شبابه جعلته يرفض الزواج ويعيش وحيدا في محراب العزوبية.. واعتقد انه أغلق ملف الزواج من حياته إلي الأبد.. حتي شاهد »أخلاص« التي تعرف عليها في منزل أحد تلاميذه الذي يعطيه درسا خصوصيا.. ومن أول نظرة تحرك قلب المدرس بعد سنوات من الراحة.. جمالها الشديد هزم شعره الأبيض.. وأنوثتها ضربت وقاره.. وغرورها هزم تواضعه الشديد.. وتمردها قضي علي التزامه وتحول عداؤه للنساء إلي رغبة جارفة لتعويض ما فات من سنوات العمر بلا زوجة وخلال أسبوع واحد فقط اتفقا علي كل شئ.. وتم الزواج.. وبنفس السرعة تم الانفصال. قبل أن ينقضي شهر العسل أسرعت العروس إلي محكمة طنطا للأحوال الشخصية ترفع دعوي تطلب فيها الطلاق من زوجها بسبب اعتدائه عليها بالضرب أمام الجيران.. وكانت أولي جلسات المحاكمة - وآخرها- شديدة الإثارة.. حيث حضر المدرس بلا توكيل محامي للدفاع عنه.. وأصر علي ان يقف بنفسه يدافع عن قضيته أمام هيئة المحكمة.. وعندما نادي حاجب المحكمة عليه.. تقدم المدرس بخطوات مرتعشة.. والعرق يتصبب من وجهه بغزارة رغم برودة الشتاء.. حاول المدرس ان يلملم شتات نفسه وسرعان ما سيطر علي رهبة الموقف وبدأ يتحدث قائلا: منذ اللحظة الأولي التي شاهدتها فيها أبهرني جمالها وأنوثتها.. بل ووقارها الشديد الذي كانت تخفيه وراء الحجاب الذي يغطي رأسها ونصف جسدها الأعلي.. نسيت تسلمي بعدم الزواج أو اعطاء الأمان لأي من بنات حواء.. اللاتي كنت ابادلهن العداء الشديد لهول ما تعرضت له علي يد زميلاتي بالجامعة والتي بسببها أعلنت العصيان وقررت عدم الزواج حتي آخر العمر.. حتي شاهدت أخلاص.. تغيرت كل آرائي.. وتبدلت مواقفي شعرت وكأنني شاب في العشرين من العمر.. وعندما نظرت إلي المرآة فوجئت بالشعر الأبيض وقد غطي رأسي كاملة إلا من بضع شعيرات سوداء مبعثرة عشوائيا وكأنها تائهة وسط كثافة الشعر الأبيض.. قررت أن اقوم بصباغة شعري لأول مرة في حياتي من أجل »أخلاص«.. يصمت المدرس قليلا ثم يضيف بحثت عن الكتب العاطفية وقرأت أشعار نزار قباني.. وحلقت شاربي من أجل »أخلاص«.. لم اتردد في الحديث معها.. وساعدتني كثيرا بقبولها دعوتي لتناول الغذاء في أحد مطاعم طنطا.. كنت لا امتلك عذوبة الحديث عن الحب والمشاعر.. طلبت الزواج منها فأظهرت ترددها.. ولأنني كنت أدرك فارق السن بيننا الذي يتجاوز 03 عاما فقدمت لها كل المغريات.. وعدتها بالتنازل لها عن عمارة مكونة من 7 طوابق وقطعة أرض مباني يتجاوز ثمنها نصف مليون جنيه قبل زواجنا.. فوافقت.. بعدما حدثتني عن حياتها وأنني أول رجل في حياتها.. ورغم ان كلامها كله كان كاذبا إلا أنني صدقتها لأنني لم أشك لحظة واحدة في ان تخفي البراءة وراءها الخيانة والغدر. تزوجنا بسرعة دون أي معلومات عنها سوي انها يتيمة الأب والأم وانني أول رجل في حياتها.. لكن قالها المدرس ثم اجهش بالبكاء.. وتساقطت دموعه.. ثم أكمل حديثه قائلا.. في ليلة الدخلة التي اعتقدت أنها أسعد أيام حياتي كانت الصدمة في انتظاري.. اكتشفت انها ليست عذراء.. بكت وادعت أنها تعرضت للاغتصاب علي يد ثلاثة وحوش وخشيت أن تبلغني فأرفض الزواج منها.. صدقتها بسبب حبي الشديد لها.. لكنها أظهرت وجهها القبيح بعدما حصلت علي كل أملاكي.. رفضت معاشرتي وأمتنعت عن اعطائي حقوقي الزوجية دون مبرر.. رغم أنني اعتقدت انها ستكون خادمة لي بعدما تسترت عليها ولم افضح سرها.. لكن خاب ظني ولم أجد مبررا واحدا لسوء معاملتها لي.. حتي كان اليوم الذي اكتشفت فيه الصدمة. كانت الساعة تقترب من الثالثة عصرا عدت إلي البيت بعد يوم عمل شاق.. وجدتها في المطبخ.. دخلت غرفتي ابدل ملابسي فوجدتها تركت الكمبيوتر مفتوحا علي صفحة »الفيس بوك« الخاصة بها.. ووجدتها كانت تدير حوارا مع رجل غريب.. وكان حوارا مليئا بعبارات الحب والغرام بل الإيحاءات الجنسية.. اسرعت إليها وعندما واجهتها صرخت في وجهي وطلبت الطلاق.. بل وفجرت مفاجأة في وجهي بأن قالت أنني لست الزوج الأول لها.. بل تزوجت من أربعة رجال قبل ارتباطها بي.. يصمت الزوج قليلا ثم يضيف.. لم اشعر بنفسي إلا وانني انهال عليها بالضرب.. راحت تصرخ وتستغيث بالجيران ولولاهم لكنت قتلتها لانني قدمت لها الحب.. وكان جزائي الغدر.. والآن وبعد ان حصلت علي كل شئ تريد الطلاق لتحصل علي مؤخر الصداق لانها شديدة الطمع وإلا كانت رفعت دعوي خلع.. ولانني كرهتها واحتقرتها.. فقد جئت اليوم فقط ليس للدفاع عن نفسي.. ولكن حتي اطلقها أمام هيئة المحكمة.. وقال.. أنتي طالق.. طالق.. طالق.. قالها الزوج ثم بكي.. وقابلته العروس باطلاق الزغاريد في قاعة المحكمة ثم اعلن المستشار خالد عبدالفتاح رئيس محكمة طنطا للأحوال الشخصية انقضاء الدعوي بحضور المستشارين محمد الشافعي وهاني مرسي.