هبة عمر لستم وحدكم المسلمين ولستم وحدكم إخوانا، ولستم وحدكم السلف، لستم تملكون مستقبل مصر لتجعلوه حكرا عليكم، فلا يأخذكم الغرور كل مأخذ، ولا تنسوا ان الثورة التي فتحت لكم أبواب الحرية وأعادت لكم حقا كان مسلوبا وصوتا كان مبحوحا، يمكنها ان تثور عليكم لو أغلقتم أمامها أبواب الحرية، وجعلتم أنفسكم الخصم والحكم في مسألة الدستور، هذه الثورة التي اعترفت بوقوف شبابكم معها في ميادين التحرير، وتلاشت خلالها الفروق بين العقائد والمذاهب والأهواء، هي نفسها التي تنفصل عنكم الآن وهي تراكم تحاولون الاستئثار بكل شئ وأي شئ! وإذا كنتم قد نجحتم في حشد انفسكم في انتخابات مجلس الشعب ومجلس الشوري والنقابات واتحادات الطلبة بالجامعات ثم اللجنة التأسيسية للدستور، فقد تناسيتم ان هذا النجاح لا يمنحكم حق استخدام نفس أساليب نظام اسقطته الثورة، ولا يعني انكم مؤهلون أكثر من غيركم، ولا قادرون علي صنع دستور مصر الجديد بمعزل عمن يستحقون المشاركة فيه، من أهل العلم والخبرة والثورة، فقد أصبح أهل الثقة لهم الغلبة عندكم، تماما مثلما كان يحدث في عهد مبارك، فماذا فعلتم؟ وما التغيير الذي جئتم به ليحقق آمال وطموحات المصريين في حياتهم ودستورهم؟ حين اختلف الشعب مع حكامه بعد جلوسكم تحت قبة البرلمان، اخترتم جانب صاحب السلطة، اتهمتم وكفرتم وخونتم وحاكمتم كل من اختلف، ولكن حين اختلفتم انتم عدتم مرة أخري تطلبون مناصرة الشعب! حتي المرأة المصرية التي أعطتكم صوتها، وشاركت في الثورة من يومها الأول، وبذلت التضحيات تلو الأخري، وساهمت في إدارة حياتكم واقتصادكم، وتحملت بصبر تجاهلها حينا وقهرها أحيانا، لم تسلم من محاولاتكم سلب حقوقها وتقزيمها وإعادتها إلي نقطة الصفر حتي لو وضعتم بعض اسماء النساء في ترشيحاتكم ذرا للرماد في العيون فإن ما تفعلونه هو جعلها مجرد »وردة في عروة الجاكت« حسب التعبير الشهير لوزير ثقافة مبارك! حين كنا في ميادين الثورة كيانا موحدا يسعي نحو هدف مشترك، فتحنا لكم أبواب الثقة واعتقدنا ان من عاني مرارة الظلم لن يجرؤ علي الظلم، وأن من قهره الاقصاء والتجاهل لن يمارسهما مع غيره، ولكننا الآن اصبحنا بفضلكم نحن.... وأنتم! انتبهوا أيها السادة قبل أن يغرقكم غرور »الأغلبية« كما اغرق قوما قبلكم، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.