أصبحنا من عشاق المظاهرات ومن مدمني الاحتجاجات ومن مريدي واحباب مولد سيدي العارف بالتحرير »المعتصم بن المحتج«!! وأصبح الشغل الشاغل لحكومتنا الرشيدة هو العمل علي توفيق أوضاع السادة المنتدبين والمعارين الي ميدان التحرير والميادين الاخري من معتصمي مصر المحروسة. ولان حياتنا أصبح يغلب عليها الطابع الاعتصامي.. فلا عجب ان نري أحد الافراد يداعب حفيده ويبادره بقوله »هييه.. هي دي مسيرات اللي بنشوفها اليومين دول؟! فين أيام زمان.. كان الواحد يقوم من النوم وقبل ما يغسل وشه كان يبل ريقه ب 5 مسيرات واضرابين!! ده أنا لما كنت شابا قدك كنت باعتصم في اليوم 68 ساعة!! ولما كنت صغيرا وبيعلموني الكلام أول ما نطقت.. ما قلتش بابا أو ماما.. قلت »ارحل«! وسنري ايضا احد الشباب وهو يتقدم لخطوبة احدي الفتيات وبعد السلامات والتحيات يوجه والد الفتاة حديثه الي الشاب قائلا له: شوف يا ابني اللي اوله شرط آخره »اعتصام«.. انت عارف طبعا ان بنتنا متربية علي »الاحتجاج« من صغرها علشان كده لازم تجيب الشقة تلات غرف و»خيمة«!! وبعد كده لما ربنا يفرجها عليك ابقي هات ليها »ميدان« صغير كده علي ادها وأول ما تحط رجلك فيه ادعي حبايبك لمليونية »جمعة الدلع«! وعلي فكرة احنا عاوزين للبنت فرح »تكنوقراطي« ما حصلش يحلف به كل المعتصمين وفسحة كل يوم من 6-9 بميدان التحرير! وسنري ايضا احد الاطباء يبادر بالكشف علي احد المرضي ويقول له »افتح بقك من فضلك وقول.. ارحل«!! ثم يلتفت الي ذويه قائلا »لا.. دي حالته متأخرة خالص ده عنده قصور حاد في الدورة الاعتصامية! وتليف في الغدة »السلمية« وعنده نقص في »القوي الثورية«.. بسرعة عاوز اشعة مقطعية علي الائتلاف بتاعه! والعلاج ده يمشي عليه لمدة جمعتين غضب« ولو ماجبش نتيجة معاه انقلوه لاقرب ميدان ويبقي يعتصم علي نفقة الدولة!! سعيد عثمان مدير بالبنك العقاري بالزقازيق