فاجأني الشاب الثائر سعد طعيمة وكيل مؤسسي حزب شباب الثورة، باتصال هاتفي - بعد فترة غياب ليست بالطويلة - بدأ حديثه هذه المرة بنبرة صوت أصابها شيء من الإحباط - ليس كعادته المتفائلة دوما - ولكنه سرعان ما عاد إلي سابق عهده من ثورة علي كل السلبيات والتجاوزات التي تحيط بنا. أثار محدثي شجون وآمال شباب ثورة 25 يناير في نفسي، باعتراضه علي ما آلت إليه مجريات الحراك السياسي في الشارع المصري، من عبثية هوس الترشح لرئاسة الجمهورية، وما يصحبها من شو إعلامي، مرورا بالأزمات التي باتت تلاحقنا في إصرار لوغاريتمي ممن يثيرونها، حتي أصبح المواطنون حائرين من أمر حكومة الإنقاذ الوطني التي تحتاج لمن ينقذها.. في الوقت ذاته يزداد عناد الحكومة في مواجهة نواب برلمان الثورة، حتي بدا للمواطنين أن الحكومة تسعي لإحراج نواب الثورة - في سابقة هي الأولي - بتأخر الوزراء عن الحضور إلي الجلسات تارة، أو الغياب تارة أخري، وما صحب ذلك من تجاهل الحكومة لوعودها في إطار تصويب أخطائها وتصحيح مساراتها لمواجهة الأزمات، وهو ما أثار غضب النواب تحت قبة البرلمان في سعيهم لإيجاد الحلول السريعة للأزمات التي يعاني منها الشعب، ولكن أداء الحكومة غلفه تجاهل وتباطؤ، وكأنه استعراض لقوتها في مواجهة برلمان الثورة، وهو منطق معكوس غير ملائم لوطن وشعب يعيش ثورة.. وخاصة أن المنتظر من تلك الحكومة هو العمل بأسلوب غير تقليدي، كنا نستبشره خيرا عندما جاء تكليف د. الجنزوري بمسئولية تشكيل ورئاسة تلك الحكومة! الشارع المصري يئن من لهيب الأسعار وتزايدها المستمر، ويتعجب لأزمة البوتاجاز، وأزمة السولار والبنزين، واستمرارهما، وهو ما زاد الطين بلة، وهو ما لم نعرفه بهذا الشكل من قبل.. والغريب أنها أزمات تلاحقت بعد أزمة سفر الأمريكيين المتهمين في قضية الجمعيات المدنية والتمويل الأجنبي، وما أعقبها من أزمة قضائية، أثارت اعتراضات ورفضا في أوساط العدالة، وأعقبها إصرار من القضاة علي التغيير والتنقية، ليعود لمنصة القضاء هيبتها وإجلالها والثقة.. ويضيف محدثي ليؤكد متسائلا عما تم بشأن إعادة هيكلة وزارة الداخلية، وماذا عن وعد وزير الداخلية والتزامه أمام نواب برلمان الثورة بالإسراع في تقديم هذا المشروع لإعادة الأمن والأمان بعد ما جري من أحداث أليمة في بورسعيد. ويري سعد طعيمة أن تغييب شباب الثورة عن المشهد السياسي، جعل نبض الثورة يتراجع، وهو ما دعا لظهور دعوات للمصالحة مع رموز النظام الفاسد، وجعلهم يتطلعون للعفو عنهم بالسعي لمد جسور التفاهم لإعادة شيء مما سلبوه من أموال، استوحشوا في حصادها باستغلالهم لمراكزهم وسطوتهم، التي مكنهم منها قربهم للرئيس المخلوع.. ولم لا؟!، وزادهم أملا ما أقبل عليه بعض رموز النظام السابق من ترشح لمنصب الرئاسة، وتجرؤ القليل من مؤيدي المخلوع لعمل توكيلات له، ليقدموه مرشحا للرئاسة!!. ويؤكد وكيل مؤسسي حزب شباب الثورة أن إعداد الدستور هو التحدي الحقيقي لإعلاء روح الثورة، ويتطلب بل يستلزم العلو عن التحيز للفصيل الحزبي أو الطائفي لتكون مصر فوق الجميع، في تشكيل لجان إعداده، وليس من المعقول أو المقبول تهميش شباب الثورة عن هذا المشهد، وخاصة أنهم مستقبل هذه الأمة، لتكون مشاركتهم فاعلة ومسئولة في صياغة الغد المشرق الذي ضحوا بأرواحهم من أجله.. والآن لنعمل جميعا لإعلاء روح الثورة، ولنتكاتف لتجاوز الأزمات لنضيع علي مثيريها - أيا كانوا - فرصتهم في تحقيق مآربهم.. أليس كذلك؟