ناديت علي العامل في محل للأحذية بالعاصمة الايطالية روما وشاورت له علي جزمتين في الفاترينة.. واحدة بني والتانية سوده.. بس إيه جلد طبيعي من اللي قلبك يحبه!!. طبعا كالعادة عندما نكون في الخارج ونرغب في الشراء فإننا نبحث عن المحلات التي تقدم خصومات وعاملة أوكازيون .. لأنه بصراحه السعر بدون خصم بيبقي نار ياحبيبي نار .... والعملية أصلاً مش ناقصة والواحد يدوبك ماشي بالعافية .. قصدي ماشي حافي!! طبعاًً الأوكازيون بره حاجة تانية خالص وخصومات بحق وحقيق مش ضحك علي الدقون زي عندنا.. وبضاعة مضروبة وإذا كانوا عندنا غشوا اللحمة وأكلونا لحمه حمير .. فمش بعيد أبداً إننا نلبس جزم جلد كلاب!! المهم العامل جه وشاورت له علي المطلوب وكان معي زميلي العزيز الكاتب الكبير عبدالله حسن رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط والزميل عبد الحليم عبدالجليل مراسل الوكالة في إيطاليا. وبالمرة شاور له زميلي عبدالله علي جزمتين هو كمان وفوجئنا بالعامل بيشخط وينطر وأكيد كان بيشتمنا. عارفين ليه لأننا كده عايزينه يجيب لنا 4 جزم مرة واحدة.. ولسه طبعاً هنقيس ونجرب وده كله هياخذ وقت وهناك العمال فافي مش زي عندنا..العامل هناك واخد علي إنه يقيس لزبون واحد فقط وكله بالدور. والعامل بعد ما لعن سلسفينا طبعاً بالايطالي وإلا مكناش سكتنا!! اخدني من يدي إلي داخل المحل وطلب مني الوقوف بجانب لافتة مكتوب عليها بالايطالي »انتظر هنا«. ثم أخذ زميلي عبدالله واجلسه علي كرسي خاص أمامه منضدة قصيرة يضع عليها قدمه. طبعا مش زي عندنا يحشر رجلك جوه الجزمة وخلاص ولكنه أخذ يعطي دروساً حول نوع الجلد المصنوع منه الحذاء والفرش الداخلي ثم نوع النعل، مشيراً إلي الخياطة بين النعل والجلد والتي تعطي الجزمة عمراً أطول. كان يتحدث وكأنه يصف حبيبته وليس مجرد جزمة بنت جزمة .... لا راحت ولا جت!! وبعد أن اطمأن ان زميلي عبدالله عجبته الجزمة طلب منه الوقوف ثم أجلسني مكانه وكرر نفس الأمر معي. وطبعاً خلال هذا الوقت أخبرني ان رجلي باظت من الجزم اللي أي كلام لأن الجلد الطبيعي في الجزم لا يؤثر علي الأرجل علي عكس الجلد السكة!! اللي أي كلام !! ولا يؤدي لظاهرة الكالو التي يشكو منها معظم المصريين . وقال أيضاً انهم في ايطاليا يحترمون الرجل من جزمته.. الجزمة هي عنوان لشخصية صاحبها. والله يرحم باتا بتاعنا.. كانت الجزمة ب99 قرشاً وكان البوت الرياضي الكوتش الأبيض ب31 قرشاً.. وكانت جزمة في الصيف وأخري في الشتاء وبين الفصلين كام خياطة ولوزة وكانوا يضعون قطعة معدنية من أسفل النعل عشان تزود العمر الافتراضي للجزم!!