لأن »الحاجة أم الاختراع« وأي اختراع!! اختراع أمّن لهم لقمة عيش كريمة بعيدة عن الهموم والمتاعب الوظيفية وعناء البحث عن وظيفة أو فرصة عمل التي تتطلب فضلاً عن الهموم اليومية الوقوف طويلاً في طوابير البطالة.. وموت يا حمار..!! وباعتبار أن مدينتي »ديروط« تتميز بوجود شريحة واسعة من شباب العاطلين ليسوا بحمير وإنما أذكياء بالفطرة من الذين يقطنون في مناطقها وريفها ويتسكعون ليل نهار في شوارعها وطرقاتها ومقاهيها فقد لجأ البعض من هؤلاء الأذكياء لتسخير ذكائهم في البحث عن مهنة لا تحتاج إلي موافقة البلدية ولا إلي ترخيص من الإدارات المرورية ولا إلي تصريح من الجهات الأمنية ولا إلي براءة اختراع تتطلب مراجعات دورية مملة رتيبة بين دواوين ومكاتب المؤسسات الحكومية! وبعد اختمار الفكرة في أذهان هؤلاء قام بعضهم بشراء »موتوسيكلات صينية« تدعي »بوحة«! رخيصة السعر وأقساطها مريحة مزودة بمقطورة حديدية تم قطرها خلف هذه الموتوسيكلات وتم استخدامها في نقل مختلف البضائع والحمولات وإيصالها إلي جميع أنحاء المدينة وقراها مقابل أجر مادي موفور! في حين فضل الفريق الثاني عدم المضاربة علي ابن منطقته والتشبه به وقام باستخدام ذات الوسيلة في بيع »الطيور« البلدية لربات البيوت من خلال مكبرات الصوت التي تم وضعها علي هذه »البوحة«! أما الفريق الثالث فقد استخدم ذات الوسيلة بهدف بيع اسطوانات الغاز وتوصيلها إلي المنازل بسعر السوق السوداء من خلال التنبيه بآلة طرق حادة علي هذه الأنابيب! أما الفريق الرابع فقد قام باستخدام ذات الوسيلة ولكن في نشاط آخر وهو تجارة »الخردة« وجمع جميع صنوف وأنواع »الروبابيكيا« وباستخدام ذات الوسيلة ولكن ليس في نقل البضائع أو بيع الطيور البلدية أو أنابيب الغاز أو في تجارة الخردة ولكن في بيع السلع الغذائية والأدوات المنزلية والملابس الجاهزة إلي غير ذلك من خلال مكبرات الصوت! أم المعزوفات اللاموسيقية التي نسمعها ليل نهار ومساء وصباح فهي بحد ذاتها نكتة! دفعت البعض إلي زيارة أطباء نفسيين وأخصائيين أنف وأذن وحنجرة عدة مرات لعلاج »طبلة« آذانهم اللامطاطية التي أصابها الصمم من أصوات وطرقات وضوضاء هؤلاء الباعة ولأن الحبل علي الجرار وما أكثر هذا في مدينتي »المعمورة« ديروط فقد قامت المجموعة الأخيرة من هؤلاء الأذكياء باستخدام ذات الوسيلة التي تدعي »بوحة« بعد إجراء عمليات تجميل لها وإضافة بعض التعديلات علي مقطورتها وبفكرة شيطانية تم تحويلها إلي »توك توك« يتم نقل البشر به من مكان لآخر بدلاً من البضائع والسلع والفراخ! وكل ذلك علي حساب راحتنا وإزعاجنا ونحن نيام!. فما رأيكم دام فضلكم في ذكاء أبناء مدينتي واختراعاتهم واستخدام هذه »البوحة« التي يجرون بها وكأنها في الأرض لولب والذي يصعب علي شيوخ السحر وأباطرة الدجل أن يسخروا الجن لاختراع مثل هذه الاختراعات الجهنمية؟! وجعلتهم في عيشة آخر بحبوحة بهذه البوحة! يوسف القاضي وكيل الثانوية الصناعية بديروط