الخبراء والعسكريون أكدوا أن أمريكا هي المستفيد الاول من تقديمها للمعونة، وأن مصر تمتلك الكثير والكثير من الأوراق والضغوط القادرة علي تعديل مجريات الأمور، لتصبح مصر هي صاحبة الضغط علي الجميع لتحقيق مصالحها. يرفض د. صلاح جودة أستاذ الاقتصاد السياسي مبدأ تعرض مصر لضغوط اقتصادية وسياسية في قضية خروج المتهمين بتلقي أموال من جهات خارجية للإضرار بمصالح البلاد، مؤكدا أن ما حدث في الحقيقة لا يتجاوز تمثيلية ردئية الإخراج وغير مبررة، الا بكونها محاولة لشغل الرأي العام المصري، عن قضايا أخري فشلت فيها الحكومة. فمصر تعاني من أنها دولة غنية ولكن الادارة فيها سيئية ! ويؤكد د. صلاح جودة أن مصر تمتلك أوراق ضغط قوية جدا تجبر أي قوة في العالم علي إعادة حسابتها، قبل مجرد التفكير في الدخول في عداء معها وتحديدا أمريكا. وأهم هذه العناصر هي الورقة الاقتصادية، التي تحدد لغة المصالح بين الدول، فلو قامت مصر بداية من الشهر القادم بالإعلان عن أنها ستتقاضي رسوم العبور من قناة السويس باليورو والدولار مناصفة، أو باليورو كلية، وهذا سيقلل من سعر الدولار أمام الجنيه ويضرب أمريكا في مقتل. ثانيا تقليل حجم الواردات المصرية من أمريكا بمعدل النصف، واستيراد ما تحتاجه من دول شرق آسيا أو أوروبا، هنا ستأتي أمريكا راكعة لاننا ضربنا عملتها ضربة قاضية. .ويكمل د. صلاح قائلا: إن المصالح الاقتصادية هي المحرك الأساسي للعالم، وهي التي دفعت أسبانيا لإخضاع رجل الأعمال حسين سالم للمحاكمة، وتسليمه لمصر لاحقا، لا لشئ إلا لخوف الأسبان من أن تأتي حكومة مصرية تطالب بتعديل شروط اتفاقية تصدير الغاز المصري لأسبانيا، وبنفس هذا المنطق فيمكن لمصر أن تقدم بالضغط باتفاقيات الغاز المبرمة بين مصر وإسرائيل واسبانيا وتركيا والأردن. اللعب بالكويز ومن ناحية أخري فإن مصر تمتلك ورقة ضغط هائلة تتمثل في امكانية رفض اتفاقية الكويز التي أبرمتها الحكومة البائدة، والتي تتيح للمنتج الاسرائيلي ان يدخل العالم من خلالنا، وفي هذه الحالة ستقوم إسرائيل بالضغط علي أمريكا، والاذعان لمطالب مصر حتي لا نلغي هذه الاتفاقية مراعاة لمصالح إسرائيل. ويكمل د. صلاح جودة قائلا: ولعل من أهم أوراق الضغط المصرية القيام فوراً بتهجير 6 ملايين مصري إلي سيناء، وإقامة مساكن رخصية للإيجار وإقامة مشروعات لتشغيلهم، بدلا من الضغط علي القاهرة والمحافظات، وتوفيرا لمليارات الجنيهات التي تذهب في مشروعات مترو الانفاق لتخفيف الزحام في القاهرة. ويؤكد الخبير الاقتصادي قائلا: ان فزاعة المعونة الامريكية واعتبارها ورقة ضغط نوع من الهزل السياسي، لأن المعونة الامريكية لمصر تمثل 3.1٪ من الناتج القومي المصري فقط، ولو أن عدد أفراد الشعب 08 مليون فرد فقط، سيكون نصيبه من المعونة 81 جنيها سنويا، أي جنيه ونصف فقط شهريا، بواقع 5 قروش في اليوم! فعن أي دور للمعونة يتحدثون؟ تقارب مقلق! ومن الناحية الدبلوماسية يري الوزير المفوض طارق عباس ان أهم أوراق الضغط المصرية في مجال العلاقات الدولية، يمثل في تعزيز دور مصر في دول حوض النيل، والتوسع في إنشاء مشروعات مصرية هناك وربطها بشبكة طرق واتصالات لدعم الاستثمارات بها. إضافة لضرورة تفعيل التقارب المصري الايراني، وخاصة بعد ان اعادة دول الخليج علاقاتها مع إيران، ويجب الا تبقي مصر في معزل فالدولتين مصر وايران معا يشكلان عامل قلق لدي أمريكا والغرب منها قوتان يحسب لهما معا الف حساب. ومن ناحية أخري فيجب دعم السياسة المصرية اليورومتوسطية مما سيعزز دور مصر علي الساحة الدولية، مع تعظيم واستعادة دور مصر الحيوي في القضايا العربية ليعيد لمصر تأثيرها في القضايا الدولية. إعادة نظر! ويري طارق عباس بأن مصر تملك المطالبة بتقديم إسرائيل تعويضات عن قتلانا من الضباط والجنود المصريين الذين تم أسرهم في حرب 8491 و 6591 و 7691، ومطالبة اسرائيل بتعوضينا عن استغلالها للموارد الطبيعية بسيناء طوال فترة احتلالها حتي تسليمها لمصر، وكذلك جميع الاثار المصرية التي نقلت لإسرائيل. ويشير الوزير طارق عباس إلي أن مصر تمتلك المطالبة بتعديل اتفاقية حرية المرور بقناة السويس بما يحقق مصالحها الاقتصادية وبما يسمح لها بالتحكم في مرور السفن الحربية، ومنها من المرور إذا إرتأت أي تهديد لمصالحها. لسنا تحت الضغط ويشدد الخبير الاستراتيجي اللواء عادل فوده، أن مصر بتاريخها وحضارتها وقوتها البشرية تملك الكثير، إضافة لوزنها في العالم العربي، ولا يمكن لأي قوة تجاهل مصر كقوة وكبعد سياسي وجغرافي، إضافة للجيش المصري الذي يحسب له الف حساب، وما المعونة الامريكية إلا وسيلة لإغراء كل من مصر وإسرائيل لاستمرار اتفاقية السلام بينهما، وهذه المعونة حقيقة لا تمثل لنا شيئا يذكر، وإذا أردنا أن نستخدم أوراق القوة المصرية، فسنجد انه لا توجد أي تفاقيات في التاريخ لا يمكن تعديلها، ولا توجد اتفاقيات مؤبدة! كما أن ورقة دخول مصر المجال النووي، هو ورقة ضغط هائلة، خاصة وأن جارتنا إسرائيل تملك أسطولا نووياً فيصبح من حقنا استخدام المجال النووي لصالحنا. ويبقي السؤال.. لماذا لا تستخدم مصر أوراق الضغط!