بإعلان اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة عن جدول اجراءات انتخابات الرئاسة في مصر، اعتبارا من فتح باب الترشح في العاشر من مارس2012 الي21 يونيو تاريخ الاعلان عن رئيس جديد لمصر، سيظل الجدل قائما حول مواصفات رئيس مصر القادم مدنيا بحتا أم ذا خلفية عسكرية، أم من ذوي المرجعية الإسلامية؟، ام ليبراليا؟.. تلك اسئلة يثور حولها الجدل الاعلامي منذ ثورة 25 يناير حتي الآن، ولكن السؤال الحائر الآن: هل الرئيس القادم سيكون رئيسا مرحليا لفترة لن تطول، ام رئيسا دائما يتمتع بالاستقرار والاستمرار؟الحقيقة ان الجدل الدائر حول تشكيل اللجنة التأسيسية للدستور، والتخبط الحادث بين القوي السياسية من الاحزاب في البرلمان وخارجه، والنخبة في وسائل الاعلام في مصر وخارجها، تؤكد علي ان الجميع اتفقوا علي ألا يتفقوا.. وان الدستور القادم سيخرج مسلوقا، تحت تأثير القوي الاسلامية الغالبة في البرلمان بمجلسي الشعب والشوري، والنقابات واية مؤسسات خضعت للانتخابات بعد الثورة ولها علاقة بآلية اختيار اعضاء اللجنة التأسيسية. وبناء عليه سيكون النظام الرئاسي البرلماني القادم لمصر الجديدة في مهب الريح، وسيتم الطعن عليه وعلي الرئيس القادم، رغم انف المادة 28 من الاعلان الدستوري، وان بدأت المسيرة فعلا بالطعن في البرلمان الحالي، ناهيك عن ان العديد من القوي الثورية التي يتزعمها الدكتور البرادعي احزابا وائتلافات تابعة - والتي خرجت من مولد الثورة بلا حمص - تعبئ لثورة جديدة علي من ركبوا حصان الثورة الأولي، فرؤيتهم انهم لم يتخلصوا من نظام دكتاتوري فاسد، ليمكنوا نظاما دكتاتوريا اشد شراسة يتسلح برداء الاسلام السياسي، خاصة بعد ان خسروا الرهان علي المجلس العسكري، الذي سلم الراية للاسلاميين، فطالبوا باسقاطه، إضافة لما يتم تدبيره خارج مصر..نعم ستجري انتخابات الرئاسة، ويتقدم إليها قائمة كبيرة من المرشحين، منهم الوطنيون الذين ادوا ادوارا جليلة لهذا البلد، ومنهم الطامعون في نيل لقب مرشح سابق لرئاسة مصر، ومنهم من يحتسب واجره علي الله.. وسننتخب رئيسا لمصر. ولعلي لا أكون مبالغا أو مخطئا، في ان الرئيس القادم لمصر سيواجه بعد عدة اشهر من توليه السلطة، بصعوبات بالغة في ممارسته لسلطاته، وطعون علي شرعيته (؟!).. تجعل منه رئيسا مرحليا - والعلم عند الله وحده - فمن كان يحلم أن يصبح برلمان اليوم - 70٪ من اعضائه - من القوي السياسية التي عانت طويلا من الظلم خلف أسوار طرة والعقرب ووادي النطرون والفيوم والوادي الجديد، وغيره من سجون ومعتقلات مصر لعشرات السنين؟!، ليصبحوا مفاخرين بذلك؟!.. وكأنهم حصدوا شهادات من أعظم جامعات العالم مثل اكسفورد والسوربون وهارفارد.. في الوقت الذي نجد فيه "أهل الملك" من أرباب النظام السابق يحلون مكانهم الآن في طرة لاند.. سبحان الله.. انه مالك الملك يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء.. بيده الخير، وهو علي كل شيء قدير.