مثل كل الورود الجميلة عاش حياة قصيرة، ومات في لقطة خاطفة! انه فارس الكلمة الساخر جلال عامر الذي رحل عن دنيانا قبل أيام قليلة. صدمني الخبر رغم انني لم ألتق به شخصيا إلا مرة واحدة أثناء حفل تسلمه جائزة أحسن عمود صحفي في مسابقة كتاب الجمهورية عام 9002. لكنني التقيته كثيرا من خلال مقالاته الساخرة، وتغريداته المميزة علي موقع »تويتر« للتواصل الاجتماعي علي الانترنت. كان جلال عامر نبيلا.. متواضعا كإنسان. وكانت سخريته تفيض بالبهجة رغم انها تقطر بالألم! وكان مهموما بمصر وثورتها ومستقبلها طوال الوقت. لذلك لمع نجمه ككاتب صحفي شهير. وعرفه القراء وارتبطوا به في العام الأخير من حياته. ويبدو ان أمثال جلال عامر لا يحتملون الشهرة الزائدة ولا يطمحون إلا إلي التعبير عن أنفسهم، وأن يكونوا صوتا للبسطاء، والناس الحقيقيين. ربما انسحب بهدوء من هذا الصخب وقلبه مليئ بالألم علي شهداء مباراة بورسعيد. اتذكر شجن أجمل تغريداته في الشهور الأخيرة علي موقع »تويتر« حيث كتب يقول: حصاد عام من الثورة: »نزعت الخوف من نفوس الشعوب وزرعته في قلوب الحكام«. »حولت منافقي مبارك إلي منافقين للثورة«. قامت ضد »محمد حسني« لكنها أطاحت ب»محمد البرادعي«. »طالبتهم برفع قيمة »الإنسان« فرفعوا سعر »الأنبوبة«. رحم الله جلال عامر.. الكاتب الصحفي المصري حتي النخاع!