في جمعية محبي الفنون الجميلة أقيم تأبين الساخر جلال عامر بعد أيام معدودة من وفاته والذي لم يحضره سوى قليل من الشخصيات وقليل من الصحفيين أيضا وهو الأمر الغريب على كاتب وساخر متعمق له العديد من المواقف والمقالات والمقولات والأثر العظيم في نفس كل مصري قرأ له أو حتى تابع تويتاته الشهيرة والجميلة أيضا. «بلال فضل» تحدث عن جلال عامر الانسان قائلا : أنه أسعد كل من عرفه ككاتب وساخر، وأنه كان انسان مرهف المشاعر والاحاسيس ، و انه كثيرا ما الح عليه بكتابة الرواية ولكن جلال عامر كان يرفض، وقال بلال ان مشكلة اليسار في مصر انها لم تلقي الضوء على العديد من المواهب ومنها جلال عامر خاصة ان جلال عامر كان لا يقدر نفسه وعمل بالجرائد البسيطة الفقيرة. واستطرد قائلا ان جلال عامر له كتابان فقط في كل حياته ، وعندما عرض عليه بعمل الشخصيات التي هي من وحي خياله في مسلسل لم يتحمس المنتجون لها على الرغم من قيمتها. وتحدث بلال عن العديد من مواقف جلال عامر الساخرة والممتعة مثل موقفه مع الجيش عندما انهى عمله كضابط بالجيش وهو الذي حارب في اكتوبر فكان له ان يحصل على شقة كمكافأة نهاية الخدمة وكانت في منطة مصطفى كامل بالاسكندرية ثم اكتشف ان مكان العمارة كان يوجد تحته اثار فلم يعطوه الشقة واعطوه مكان اخر في مدينة نصر وكانت وقتها صحراء فرفض لانه كان لا يستطيع خروج من الاسكندرية الى ان انتهى الامر بشقة في العامرية، واوضح بلال ان المواقف الصعبة في حياة جلال عامر كان يحولها لمواقف ساخرة وبسيطة يضحك بها الجميع. كما تحدث بلال عن موهبة جلال عامر التي تم اكتشافها مؤخرا وانه رفض العديد من العروض المغرية حفاظا على انتمائه الاصلي في الجريدة التي ساهمت في كشف موهبته وعرضها وهي الاهالى ، وكان يدافع عن مبادئه اليسارية التي تدافع عن الفقراء بقوة .ويعمل من أجل العيش حيث انه يوجد في بلد لا تقدر المبدعين الا بعد رحيلهم وفي نهاية كلام بلال فضل تمنى ان تتغلغل الثورة الى المؤسسات الثقافية وتعطي المبدعين حقوقهم، كما اوصى الشاعر شعبان يوسف منظم التأبين ان يحاول جمع تراث جلال عامر حتى لا تتم سرقته، بداية من اعماله في التجمع ثم البديل ثم مقالاته في المصري اليوم. وتحدث الكاتب حمدي عبد الرحيم ايضا عن مواقف جلال عامر وبناء سخريته من الاشياء الكبيرة بشكل رائع وقال انه ترك بصمة عظيمة، وقال انه واثق ان القادم اجمل لكل المبدعين وان جلال عامر سيبقى له اعماله الجميلة حتى بعد مماته، وسيظل مشرقا وربما بموته يبدأ الطريق لنقل اعماله الساخرة.