النيابة العامة والنائب العام هل تحولا إلي ما يشبه شاهد ما شافش حاجة.. في كل ما جري من أحداث دموية بدءا من اغتيال شباب الثورة في التحرير بقناصة محترفين.. ثم مأساة ما سبيرو.. وبعدها معركة الداخلية وشارع محمد محمود.. وانتهاء باغتيال شباب ألتراس الأهلي في بورسعيد في أكبر مذبحة كروية مخططة ومتعمدة؟! النائب العام وأجهزته يفتحون التحقيقات.. ويجمعون ويفحصون المستندات والادلة.. ويناقشون جميع الاطراف.. ويعدون التقارير.. وبعدها لا يعلنون اي نتائج.. بل تدخل الأدراج.. ولا تخرج منها.. حتي ينتهي الحدث.. وتموت الحقيقة.. ويبقي الفاعل مجهولا.!! العدوي انتقلت إلي البرلمان.. فبعد تشكيله لجنة لتقصي الحقائق عقب مذبحة بورسعيد.. توقعنا بعد ذهابها إلي هناك.. وجمعها للأدلة.. واستماعها للشهود.. ولكل الأطراف المتصلة بالحادث.. ان تعد تقريرا يحدد لنا من المتهم بتخطيط وتنفيذ المذبحة.. واغتيال شباب الألتراس عمدا ومع سبق الاصرار والترصد؟! اللجنة الموقرة أعلنت تقريرها.. ولم تقدم لنا اجابات حول اتهامات محددة وخطيرة.. أولها.. أن وزارة الداخلية لم تنف ما تم نشره عن نقل اللواء سامي الروبي مدير أمن بورسعيد السابق لمقر الوزارة بالقاهرة قبل المباراة بعشرة أيام.. دون مبرر.. ورغم ما عرف عنه من أسلوب منظم ومتشدد في تأمين مباريات كرة القدم.. مثلما فعل قبلها في مباراة الاتحاد السكندري والمصري في بورسعيد.. من تفتيش ومصادرة اسلحة .. وفرض لسطوة الأمن.! استبعد الرجل دون حركة تنقلات معتادة وبصفة استثنائية.. وأتوا بغيره ممن لا يجيد خبرة التعامل مع الفوضي المتوقعة.. فلماذا؟! ثانيها.. قطع الكهرباء بعد المباراة لمدة نصف ساعة.. وتصريح مسئول الكهرباء في المدينة بأن القطع تم من غرفة كهرباء الاستاد الرئيسية.. ثم تضارب اقوال المسئول عنها والعاملين معه.. هو بالقطع يعني وجود مؤامرة لتعتيم الملعب.. ومنع كاميرات الاستاد والاعلام من تصوير عمليات القتل اثناء تنفيذ الجريمة.. واخفاء الجناة الموجودين علي مسرح الاحداث.. فمن وراءها؟! ثالثها: اسلوب إغتيال الضحايا.. بإلقاء بعضهم من أعلي نقطة في المدرجات إلي الشارع وبارتفاع يزيد علي خمسة ادوار.. و استعمال الاسلحة البيضاء في طعنهم.. وتقطيع اجسادهم.. وخنق البعض الآخر بالكوفيات والجنازير.. لا يمكن الا أن يكون من بلطجية وقتلة محترفين.. ينفذون جريمة مخططه.. ومدبرة.. بمعني آخر هي جريمة سياسية لاغتيال شباب الألتراس.. ورسالة لتخويف وإرهاب غيرهم فمن هؤلاء السفاحون المحترفون؟! رابعها.. لم يقدم الطب الشرعي كعادته في الجرائم المهمة تقريرا مفصلا بالأعداد الحقيقية للقتلي خاصة أن هناك تأكيدات بأن عددهم اكثر من 071 قتيلا.. ولم يعط ايضا بيانات حول الاصابات.. ولا الوصف التشريحي للجريمة.. حتي يمكن استيضاح أبعادها ومرتكبيها.. فلماذا؟! لجنة تقصي الحقائق الموقرة.. اكتفت بتوزيع اتهامات عامة ضد الأمن.. واتحاد الكرة.. والنادي المصري.. وفلول من الحزب الوطني.. مؤكدة لنا ان الجريمة مخططة ومتعمدة.. ولكن دون ان تحدد من هو الفاعل والمتهم الحقيقي.. وألقت بالكرة في ملعب النيابة العامة.. ليبقي الفاعل مجهولا.!!