لا أظن أن الألفاظ الخادشة للحياء التي وردت في حوار فيلم »واحد صحيح« قد ساهمت في الترويج للفيلم.. أو جعلت الجمهور يصطف في طوابير لمشاهدته .. بل العكس تماماً.. فقد فوجئت وصديقتي اننا وحدنا في صالة العرض بعد ان تعددت حملات مقاطعة الفيلم علي الفيس بوك ورغم انني ضد مبدأ مقاطعة أي عمل فني لأنه يمثل في النهاية جهداً جماعياً وأموالاً أنفقت عليه الا أنني أري أن ما ورد علي لسان الفنانة بسمة في أحد مشاهد الفيلم قد نال كثيراً منه.. فقد جاءت هذه الألفاظ مفتعلة ومتعمدة وخارجة تماماً عن سياق الحوار ولا تخدم الموقف الدرامي بل ولا تعبر عن المضمون الذي أرادت توصيله وقد جاءت بعيدة ايضا عن المستوي الاجتماعي والثقافي لأبطال الفيلم الذين ينتمون لطبقة اجتماعية راقية.. فالبطلة تعمل مصورة فوتوغرافية وليست مثلاً فتاة متسولة حتي نقول إنها.. من قبيل الواقعية تستخدم مفردات تعبر عن بيئتها.. مع ان الواقعية بريئة من الشتائم والسباب.. كما ان تامر حبيب مؤلف الفيلم لم يكن في حاجة لهذه الالفاظ فأفلامه تجد صداها لدي الجمهور والنقاد والحوار الذي قدمه في الفيلم جاء متميزا رغم ان القضية التي يطرحها لا تخرج عن فكرة فيلم »امرأة واحدة لا تكفي«.. وقد اعترف د. سيد خطاب رئيس الرقابة بأن العبارات التي وردت بالفيلم خادشة للحياء ووعد بحذفها من شريط الصوت وهو ما لم يحدث بل وأكد أن الرقابة حذفت فعلاً عبارات أخري جاءت بنفس المستوي الهابط.. لهذا كله اندهش من الدعاوي التي تطالب بإلغاء الرقابة في الوقت الحالي وليس مثلاً بتطويرها لتؤدي دورها بشكل أفضل وأري أننا سنظل في حاجة إليها ويمكن أن تصبح جهاز لمراجعة الأفلام بعيداً عن الحساسيات التي قد تثيرها كلمة »رقابة«.