القاعة كانت صامتة، الكل ينتظر تتر «واحد صحيح»، وفى أثناء هذا كانت السينما تعرض المقدمة الإعلانية لفيلم «بنات العم» الذى سيطرح قريبا، وفجأة ينقطع الصوت على لفظ ينطق به إدوارد وهو ضمن أبطال «بنات العم»، وبسهولة يميز المشاهد ما هو اللفظ الذى وجدت الرقابة أنه محرج أو خادش ففضلت كتم الصوت، ثم تبدأ أحداث «واحد صحيح»، ونجد بسمة (تجسد دور نادين) تنطق اللفظ نفسه الذى كتم الرقيب صوته فى «بنات العم».. الرقابة ليس عليها رقيب، لماذا تركته فى هذا الفيلم ولماذا حذفته فى آخر؟ يبدو أن عمل الرقابة لا يخضع إلى قواعد محددة بالفعل، لكن هناك ما هو أغرب، فقد قرر الدكتور سيد خطاب، رئيس هيئة الرقابة على المصنفات الفنية، إعادة النظر فى الفيلم مرة أخرى، حيث أكد خطاب فى تصريح خاص ل«الدستور الأصلي» أنه قام بتشكيل لجنة لمشاهدة «واحد صحيح» بعد عرضه بأسبوع مرة أخرى، وذلك بعد أن تلقى ردود أفعال غاضبة من الألفاظ التى تتلفظ بها بسمة فى الفيلم -بحسب كلامه-، وفى حالة التوافق على رأى بضرورة كتم الصوت فى هذه المشاهد سيفعل.. قرار خطاب يأتى فى وقت يطالبه فيه كثيرون بضرورة إلغاء هيئة الرقابة، ويعيد الذاكرة إلى 37 عاما مضت عندما تم رفع فيلم «الكرنك» (عرض عام 1975) من السينما، وتم حذف عدد من مشاهده وإعادة عرضه بعدها.. تامر حبيب مؤلف «واحد صحيح» قال إنه لا يعلم شيئا عن اللجنة الثانية التى ستشاهد الفيلم، ثم تطرق إلى نقطة أخرى: «أعلم أنه لو تم تشكيل لجنة سيتم تقديم ملاحظات على هذا المشهد الذى يجمع بسمة بعمرو يوسف، لأنى أعلم أنه كان صادما، مع أننى أرى أن الألفاظ عادية جدا وبنقولها فى حياتنا اليومية، ومنها كلام اتقال قبل كده فى فيلم (أوقات فراغ)، أبدى صاحب «عن العشق والهوى»، و«سهر الليالى» اندهاشه من قرار الرقيب: «الدكتور سيد خطاب نفسه الذى أجاز الفيلم، وهو من يشكل لجنة ثانية لمشاهدته، وهذا أمر غير مفهوم وغريب»، وأضاف أن لو هذا القرار كان بناء على ضغوط من الإخوان أو تيارات دينية غيرها، فإنه يعتبرها حالة جبن لا يجب أن نقبلها».