لا يمكن ان يكون مقبولا بأي حال من الاحوال ما حدث في استاد بورسعيد! مهما كان الاحتقان التاريخي بين الاهلي والمصري.. والتراس اهلاوي والتراس مصراوي.. مهما كانت الكراهية بينهما والتي كانت تظهر في الملاعب في صورة هتافات او اشارات.. مهما كان كل هذا.. لا يمكن ان يصل الامر الي هذه الدرجة من البشاعة.. والدموية.. والهمجية التي تجلت في ابشع صورها. في كل حادث غبي.. بشع.. كنا نتحدث عن طرف ثالث.. في ماسبيرو.. في البالون.. في محمد محمود.. في مجلس الوزراء.. كان هناك حديث دائم عن طرف ثالث يقتل ويسحل ويدهس ويعري بناتنا، أما في بورسعيد فلم يكن هناك طرف ثالث.. جماهير موتورة مشحونة هاجمت جماهير علي الطرف الآخر من الملعب.. تحت سمع وبصر.. اقصد تحت غياب متعمد وعاجز من الشرطة.. قامت جماهير بورسعيد بأكبر مجزرة في تاريخ الرياضة في العالم.. راح ضحيتها شباب مصريون في عمر الزهور.. كل ذنبهم انهم شجعوا فريقهم.. حتي لو كانوا قد تجاوزوا قليلا في التشجيع.. فإنهم لم يستحقوا هذا المصير المأساوي البشع. نشعر جميعا.. بأن كل شهيد في استاد بورسعيد هو ابن اي واحد فينا.. لذلك حزنا جميعا.. وتأثرنا جميعا.. وبكينا جميعا..لهم كل الدعوات بالرحمة ولأسرهم كل الدعوات بالصبر.. ولمصر كل الدعوات بالرحمة والصبر.. والامل في ان تتجاوز آلامها وهمومها. علي كل مسئول في هذا الحادث ان يتحمل مسئوليته.. اتحاد الكرة الذي يجب ان يحاكم دون الاكتفاء باقالته.. حتي لو احتمي بالاتحاد الدولي.. فالشعب قرر اسقاطه ومحاكمته.. المسئول عن الامن في مصر وبورسعيد تحديدا.. وكل من اغمض عينه لابد من محاكمته وحسابه دون الاكتفاء بنقلهم الي ديوان عام الوزارة.. ادارة النادي المصري يجب ان يكون عقابها رادعا.. بحرمان النادي من اي نشاط كروي لخمس سنوات علي الاقل وتسريح جميع لاعبيه ومحاسبة رئيسه ومسئوليه ومحاسبة رموز جماهيره التي شحنت وسخنت واشعلت الدنيا في مباراة كرة قدم كنا نتمناها بيضاء او خضراء فتحولت الي حمراء بلون الدم الذي اكرهه. الرحمة للشهداء.. والقصاص لهم.. الحساب للمسئولين والقصاص منهم. وحفظ الله مصر من كل سوء.