وسط أزمات عديدة تلاحقنا.. لم يكن ينقصنا إلا أزمة مهرجان القاهرة السينمائي التي قد تهدد دورته المقبلة بعد أن تفجر نزاع بين كل من جمعية كتاب ونقاد السينما برئاسة ممدوح الليثي ومؤسسة مهرجان القاهرة »تحت التأسيس« التي يرأسها يوسف شريف رزق الله حول أحقية كل منهما في إقامته، فجمعية نقاد السينما تري أنها الأحق حيث انطلق منها المهرجان في دوراته الأولي من خلال مؤسسها الفنان الراحل كمال الملاخ، بينما منحت وزارة الثقافة في عهد د. عماد أبوغازي وفي اطار هيكلة المهرجانات السينمائية مسئولية إقامة المهرجان للمؤسسة التي يرأسها يوسف شريف التي اتخذت خطوات عديدة للاعداد له . وإذا كان الموضوع برمته أمام القضاء الآن فيجب أن يعلم الجميع أن المهرجان لن يحتمل أي تأجيلات بعد أن تأجلت الدورة الماضية منه تحت وطأة الظروف السياسية والأمنية، كما انه لا يتحمل أي ازمات قد تدفع باتحاد المنتجين إلي اسقاط صفة الدولية التي بذلت فيها مجهودات كبيرة حتي يصل إلي تلك المكانة الدولية التي جعلته يحتل ترتيبا متقدما .. ولابد أن نتكاتف جميعا وفي كل الأحوال لإقامته في ظل حالة تربص تلاحقه من مهرجان »حيفا« ومهرجانات عديدة أخري تلهث للانقضاض عليه . في هدوء يماثل شخصيته الإنسانية البسيطة رحل الزميل حامد حماد مسئول الإعلام بمهرجان القاهرة السينمائي وعضو مجلس إدارة جمعية كتاب ونقاد السينما.. رحل الشاب الذي كانت الطيبة تسكن ملامحه ودماثة الخلق عنوانه.. انضم حماد إلي ضحايا النظام السابق الذي حاصر أكباد المصريين بالتلوث في الغذاء والهواء والماء.. وأصبح غولا ينقض عليهم بلا رحمة.. وقد اختار حامد أن يتألم في صمت.. ويرحل أيضا في صمت.. رحم الله حامد حماد.