دعاني صديقي د. عدلي رضا رئيس قسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة لمشاهدة الفيلم الوثائقي الرائع الذي أنتجته وزارة التعليم العالي عن الشهداء من طلاب الجامعات في ثورة 52 يناير المجيدة. والعمل تم تصويره ومونتاجه في ستديوهات كلية الإعلام بجامعة القاهرة وهي مجهزة علي مستوي فني متميز وقد شاهدتها بنفسي عندما كنت أتولي تدريس مادة النقد والتذوق الفني لطلبة قسم الإذاعة والتليفزيون في العام الماضي، وقد شاركت في عضوية لجان تحكيم الأعمال الفنية التي قاموا بإعدادها في مشاريع التخرج وكم تمنيت أن تقوم أجهزتنا الإعلامية المختلفة بدعم ومساندة هؤلاء الشباب المبدعين واتاحة فرص العمل أمامهم. وفيلم شهداء طلاب الجامعات يحكي عن الظروف السياسية الصعبة التي عاشتها مصر خلال السنوات الثلاثين الماضية وكيف تردت الأوضاع فيها بسبب سوء الأحوال الاقتصادية وسيطرة الحزب الوطني علي شئون البلاد وقيام رموزه وقادته بتزوير الانتخابات التشريعية في عام 0102 وحصول هذا الحزب علي نسبة 79٪ من مقاعد البرلمان بعد الاغتيال المعنوي لكل القوي والتيارات السياسية الأخري المعارضة لشلة الفاسدين من قادة هذا الحزب الذي أفسد صورة مصر داخليا وخارجيا ونهب مقدراتها وثرواتها مما أحدث آثارا جانبية سيئة علي أبناء الأمة والشباب في طليعتهم وهو الأمر الذي زاد من حدة الإحتقان الذي كان قد تراكم بداخلهم نتيجة لعدة عوامل أخري منها انتشار الفقر والبطالة وتفشي الأمراض واتساع الفوارق الطبقية بين كل أفراد الشعب والفجوة الشاسعة بين الحد الأدني والأقصي للأجور فأصبح هناك ناس هايصة وأخري لايصة لا تجد قوت يومها سوي في صناديق القمامة مثلها مثل قطط الشوارع والكلاب الضالة وتلك هي المصيبة التي جعلت شبابنا العظيم يخرج عن صمته ويثور ويرفع شعاره الخالد »عيش حرية عدالة اجتماعية ديمقراطية« وهي الكلمات التي تصدرت المشهد الأول من ثورة 52 يناير المجيدة التي قامت لتغير وجه الحياة في مصر. وقد نجح الفيلم في فترة زمنية لم تتجاوز 01 دقائق أن يقدم لنا حكاية 52 شهيدا من طلاب جامعاتنا المختلفة ضحوا بأرواحهم من أجل اسقاط رأس النظام الفاسد وإعادة الوعي لهذا الشعب العظيم الذي أهدرت كرامته طوال السنوات الماضية. الفيلم توافرت له كل عناصر الإبداع وأخرجه د. خالد صلاح الدين الأستاذ المساعد بقسم الإذاعة والتليفزيون ومعه كتيبة من المبدعين كان من بينهم المهندس جمال السعيد وأشرف عبداللطيف ومحمد ضي وإسلام عادل الذي علق علي الأحداث بصوت قوي مؤثر سيطر علي مشاعرنا لدرجة جعلتنا نتوحد مع أحداث العمل الممتع الذي أشرف عليه د. عدلي رضا رئيس قسم الإذاعة والتليفزيون والمستشار الإعلامي لوزير التعليم العالي د. حسين خالد الذي وقف وراء خروج هذا العمل وسانده بحماس شديد بل وقرر أن يقام لكل طالب شهيد نصب تذكاري في جميع كليات ومعاهد مصر تقديرا علي ما قدموه من تضحيات من أجل وطنهم المفدي.وقد أسعدني قيام قطاع الأخبار برئاسة ابراهيم الصياد والوكالة العربية للأخبار التي يقودها زميلنا اللامع حامد عزالدين بتقديم المواد الفيلمية اللازمة لظهور ملحمة شهداء طلاب الجامعات بهذه الصورة المشرفة ويا ليت صديقي المخرج الكبير مجدي أحمد علي رئيس المركز القومي للسينما المسئول عن إقامة مهرجان الاسماعيلية للأفلام التسجيلية أن يخصص قسما خاصا داخل المسابقة الرسمية للمهرجان في دورته المقبلة عن الأفلام التسجيلية التي أنتجت عن ثورات الربيع العربي في مصر وتونس وغيرها من الأقطار العربية التي امتدت الثورة إلي أراضيها فهذه الأعمال تستحق كل تقدير واحترام ولابد أن يكرمها هذا المهرجان الذي يخرج إلينا هذا العام في ثوب جديد.وارجو من صديقي عصام الأمير رئيس التليفزيون تخصيص فترة زمنية ثابتة علي خريطة البرامج لعرض الأفلام التسجيلية التي أنتجت عن ثورة 52 يناير ولتقديم أيضا كل الأعمال الجديدة التي تقدم في هذا المجال فهناك أفلام تسجيلية متميزة ورائعة ولا أحد يسمع عنها شيئا خاصة أن أجهزة الإعلام عندنا لا تتعامل معها بالجدية والحماس مثلما يحدث مع الأفلام الروائية الجماهيرية التي تطاردنا أخبارها ليل نهار ومعظمها بكل أسف يمثل اهدارا للمال والذوق العام!