إذا عاش إنسان مقيدا لمدة ستين عاما، ثم فككنا سره وأطلقنا سراحه، وطلبنا منه أن ينطلق حيثما يشاء هل يستطيع أن يتحرك بسرعة ويعدو ويقفز في الهواء؟ لا.. سوف يقع عدة مرات ويتعثر قبل أن يقوم ويمشي.. وفي النهاية يصل الي مرحلة الجري والانطلاق! هذا هو بالضبط ما حدث لنا بعد ثورة 52 يناير.. اصينا بالشلل والجمود تقدمنا الي الامام بخطوات بطيئة وأحيانا أخري لم نتقدم، بل توقفنا ورجعنا الي الخلف. يجب الا ننسي إننا ننتقل من مرحلة الي أخري .. من حكم الديكتاتوري فردي الي حكم ديمقراطي حر. لقد تقدمنا خلال العام الماضي بخطوات ثابتة، ونسير في الاتجاه الصحيح مما يغفر لنا بعض التعثر والبطء في الاداء. لا نريد ان ننسي ان الثورة أسقطت نظام حكم عتيد وتحاكم الرئيس السابق وقيادات نظامه ليكونوا جميعا عبرة لغيرهم . في نفس الوقت يتم كتابة دستور جديد يعبر عن الارادة الشعبية ويحدد سلطات رئيس الجمهورية ويفعل سلطة البرلمان. لا نريد أن ننسي الانتخابات الحرة النزيهة التي جرت في مرحلة انتقالية في منتهي الصعوبة، وأنه سوف يتم انتخاب رئيس جديد في يونيو المقبل، ويعود العسكريون الي ثكناتهم. يجب أن نتفادي في الستين سنة المقبلة كل أخطاء الستين سنة الماضية، فلولا الاخطاء التي وقعت في هذه الفترة لكانت حياتنا تغيرت تغيرا جذريا! فلنتعلم من أخطائنا!