معظمنا عرف طاغور شاعرا وفيلسوفا ومفكرا ، له أكثر من ألف قصيدة و25 مسرحية وثمانية مجلدات قصصية وثماني روايات ، بالإضافة إلي عشرات الكتب والمقالات والمحاضرات في الفلسفة والدين والتربية والسياسة والقضايا الاجتماعية ، لكن القليل منا يعرف انه احترف الرسم في مرحلة متأخرة من حياته وهو في الستين من عمره ، وانه أقام معارض ناجحة في باريس ، وكان يقول : عندما بدأت ارسم لاحظت تغييرا في نفسي ، بدأت اكتشف الأشجار في حضورها البصري ، وبدأت أري الأغصان والأوراق من جديد ، وأتخيل خلق وإبداع هذا العالم السحري منها ، وكأنني لم أر هذه الأشجار مطلقا من قبل ، كنت أري الربيع والأزهار تنبثق في كل فرع من فروعها لكن مع الرسم اكتشفت الثروات البصرية الكامنة في الأشجار والأزهار التي تحيط بالإنسان علي مدي اتساع البصر. في المركز الثقافي الهندي بالقاهرة - مولانا أزاد - احتفل المثقفون في مصر والهند بالذكري 150 لميلاد طاغور حيث ألقيت عدد من القصائد التي كتبها شاعر الهند و بعض الأغنيات التي قام بتأليفها إلي جانب بعض الرقصات وأكد السفير الهندي : أن الاحتفال الذي يقيمه المركز الثقافي بالقاهرة يواكب الاحتفالات التي تقام بالهند في نفس التوقيت ،لقد كان طاغور صديقا للشاعر المصري احمد شوقي . وكان أيضا (1861-1941) أول شخص من خارج أوروبا يفوز بجائزة نوبل في الأدب عام 1913. لم يلتحق طاغور بأي مدرسة ولكنه تلقي تعليمه في البيت علي أيدي معلمين خصوصيين، اطلع منذ الصغر علي العديد من السير والتراجم ، وأتقن علم الفلك والعلوم الحديثة ، ودرس التاريخ ، و نظم الشعر في الثامنة من عمره وفي السابعة عشرة من العمر أرسله والده إلي انجلترا لدراسة الحقوق ولكنه عاد لوطنه دون أن يحصل علي أي شهادات وتزوج وهو في الثانية والعشرين من فتاة في العاشرة من عمرها وأنجب منها ولدين وثلاث بنات وكتب فيها ديوان شعر تحت عنوان" بستان الحب" ولكنها ماتت شابة ومات أيضا أولاده وعاش هو أكثر من ثمانين عاما، يعطي، ويكتب، ويرسم، ويلقي المحاضرات في كل أنحاء العالم الذي احتفظ له اليوم بالذكري رغم مرور 150 عاما علي رحيله .