طبقاً للتقرير الذي أصدرته مجموعة الأزمات الدولية مؤخرا بشأن تصاعد العنف في فنزويلا، فإن هذه الدولة الصغيرة التي تقع شمال أمريكا الجنوبية، قد تمثل بؤرة مشتعلة في العام الجديد. صحي فة نيويورك تايمز علقت في مقال لها عن تزايد عمليات القتل الناتجة عن العنف في فنزويلا مؤكدة أن عدد الوفيات الناتجة عن عنف عام 2011 تجاوز عدد القتلي في العراق عامي 2009 و2010. وطبقاً للارقام التي أوردها التقرير حول مقتل شخص كل نصف الساعة، فقد احتلت فنزويلا بجدارة لقب الدول الاكثر عنفاً في امريكا الجنوبية. ربما لهذه الأسباب أدرجت مجلة "الفورين بوليسي »فنزويلا« ضمن قائمتها للدول المرشحة لان تشهد حروبا هذا العام. ورغم ان ارتفاع معدل جرائم العنف في فنزويلا يعود الي عام 1999 عندما تولي الرئيس تشافيز منصبه، الا ان الصحيفة توقعت ان تؤدي أعمال العنف هذا العام الي دخول فنزويلا معترك الحرب الاهلية وذلك بسبب الانتخابات الرئاسية التي تشهدها البلاد هذا العام. فطبقاً للصحيفة قام الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز بتسليح قطاعات من الميليشيات المدنية خشية أن تقوم المعارضة بعمل انقلاب عسكري علي حكومته قبيل الانتخابات مثلما حدث في أبريل 2002. الامر المثير أن المعارضة الفنزويلية التي قاطعت انتخابات 2005 قررت العودة بقوة الي المشهد السياسي خاصة بعد مشاركتها في الانتخابات التشريعية في سبتمبر 2010 ومن المتوقع ألا تدع الانتخابات تمر هذا العام بسلام ،خاصة بعد أن قام شافيز ببعض التعديلات الدستورية في 2009 ليضمن لنفسه فرصة الترشح في انتخابات 2012.
الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز اتهم المعارضة بتحضير الظروف أمام التوغل الأجنبي في فنزويلا وأنها تعمل في خدمة الامبرياليين، وعلي رأسهم الولاياتالمتحدة، ويجهزون حملات لعرقلة الانتخابات حتي ولوكان من خلال "جرجرة" البلاد لحرب أهلية وصراع مسلح يمكن ان يشعل النار في امريكا اللاتينية بأسرها.