قال خبراء إن تهديد هوجو تشافيز بقطع النفط عن الولاياتالمتحدة الزبون الأول لفنزويلا إذا دعمت هجوما مفترضا لكولومبيا علي بلاده سيشكل "انتحارا اقتصاديا" لفنزويلا التي تشهد حالة ركود وتعتمد علي حد كبير علي النفط الخام. وكان الرئيس الفنزويلي الذي يقود تيار اليسار المتشدد في أمريكا اللاتينية أطلق هذا التحذير بعد ثلاثة أيام من قطع العلاقات الدبلوماسية مع كولومبيا ردا علي اتهامات بوجوتا بأيواء 1500 من المتمردين وعشرات المعسكرات التابعة لهم. وقال تشافيز الذي يترأس تاسع دولة منتجة للنفط في العالم "إذا وقع اعتداء مسلح علي فنزويلا انطلاقا من الأراضي الكولومبية أو أي مكان آخر فسنعلق إرسال النفط إلي الولاياتالمتحدة حتي إذا اضطررنا لأكل الحجارة". وقال الخبير الاقتصادي أورلاندو أوشوا في صحيفة لوس انجلوس تايمز إن "تعليق بيع النفط إلي الولاياتالمتحدة الزبون الوحيد الذي يسدد كل فواتيره سيشكل انتحارا اقتصاديا خصوصا بسبب الانكماش المستمر ونسبة التضخم وهي الأعلي في المنطقة وأكدت الولاياتالمتحدة الزبون الأول لأكبر دولة منتجة للنفط في أمريكا الجنوبية أنها "لا تنوي شن عمل عسكري ضد فنزويلا" وترغب في مواصلة علاقة مفيدة للطرفين في مجال الطاقة. وذكر الخبير الاقتصادي خيسوس كاسيك بأن فنزويلا صدرت في أبريل 590 ألف برميل من النفط يوميا إلي الولاياتالمتحدة من إنتاجها الذي يتراوح بين 2،32 مليون برميل يوميا حسب أوبك و3،1 مليون حسب السلطات وأضاف أن تعليق صادرات النفط إلي واشنطن سيحرك كراكاس من بين "10،5 مليارا دولار و11 مليارا قبل نهاية السنة" وتابع أن فنزويلا "ليست لديها سوق بديلة يمكن دخولها بسهولة لتصدير نفطها بدلا من إرساله إلي الولاياتالمتحدة" مشيرا إلي أن واشنطن من البلدان النادرة التي دفع ثمن النفط نقدا. وفي الواقع يستفيد عدد من حلفاء فنزويلا من اتفاقات تسمح لهم بدفع نصف فواتيرهم في بعض الأحيان علي أقساط لمدة 25 عاما أو تسديد ثمن النفط بمواد غذائية أو مصنعة وبما أن مبيعات النفط تشكل حوالي 90% من عائدات القطع لفنزويلا فإن انخفاضها في الأشهر الأخيرة أسهم في تعزيز الانكماش وتراجع إجمالي الناتج الداخلي 3،3% في 2009 ويفترض أن يسجل انكماشا بنسبة 3% هذا العام حسب المفوضية الاقتصادية لأمريكا اللاتينية والكاريبي. ويعتقد كاسيك أن تشافيز لن ينفذ تهديده وإلا "سيواجع وضعا صعبا جدا خلال فترة قصيرة لا تتجاوز الثلاثة أشهر لن يكون هنا عملات صعبة للتجارة والصناعة وسيسجل التضخم ارتفاعا هائلا" وتابع أن تهديد تشافيز "خطاب سياسي وشعبوي" قبل شهرين من انتخابات تشريعية تخشي السلطة انتعاش المعارضة التي قاطعت انتخابات عام 2005 فيها.