إذا أحسست برغبة في الكلام والبوح.. أو شعرت بحاجة إلي صديق مخلص تودعه أدق أسرارك. إذا كنت تبحث عن حل لمشكلة تؤرقك..فاكتب إلينا.. وستجدنا دائما في انتظار رسائلك الخاصة جدًا الحب كما يصنع المعجزات يصنع المصائب أيضاً، فقد كان الحب أكبر مصيبة وورطة في حياتي، وأنا الآن أدفع الثمن.. وهذه هي قصتي.. رغم صغير سني سيدتي إلا أنني تعرضت لضربة موجعة قسمت ظهري، صدمة كبيرة لا يتحملها الكبار، وقعت في فخ وشرك نصب خصيصاً من أجلي بإحكام وإتقان شديدين تركا في نفسي أثراً لن يمحوه الزمن. أنا فتاة في التاسعة عشرة من عمري. طفلة بريئة خدعني الحب. صنع لي شاب شركاً دقيقاً مرصعاً بزيف الحب، واستغل حاجتي، وأنا في هذه السن الصغيرة للحب والمشاعر الرقيقة. تعرفت علي شاب، ظهر في حياتي مرتدياً ثوب الملاك الطاهر البريء. وتواري في ثوب شيطان معلون، تسلل إلي قلبي بكلامه المعسول وفك أسري من سجن الوحدة، ليحكم عليّ بالموت طيلة حياتي، ويتركني روحاً بلا جسد، كان أمامي مثلاً للعاشق الولهان كما يجب أن يكون، وأوهمني أنه يعيش من أجلي فقط، أن هدفه في الحياة أن يتزوجني ويحقق كل أحلامي. خدعني بمظهر الحمل الوديع، وتواري خلف هذا المظهر بوجه الذئب الذي صبر حتي تقع الفريسة في يده لينهش جسدها دون رحمة، كان أمامي مثلاً للشاب المكافح، بشكله المحترم وثيابه المنمقة، وأسلوبه المصطنع الذي يذيب القلوب، ويسري في العروق مجري الدم، حتي أصبحت أثق فيه ثقة عمياء. ارتبطنا عاطفياً لفترة قصيرة واتفقنا علي أنه سوف يتقدم لطلب يدي من أهلي، عشت علي هذا الوهم وبلغ خيالي عنان السماء، في هذا الوقت طلب مني أن أذهب لزيارته في منزله، كان بمفرده، استدرجني باسم الحب، حتي أفقت من غيبوبتي لأجد نفسي وقد أصبحت امرأة! لا تسأليني.. كيف فعلت ذلك؟ فأنا نفسي لا أملك الجواب، فكما تعلمين أن الحب يلغي جميع الحواس ويفرض سيطرته علي الأبدان، يجعل الإنسان يتصرف بدوافع عاطفية بحتة، لا يحركه شيء سوي قلبه، وهو تمكن من استغلال هذه النقطة بأسوأ ما يمكن. لا أعرف.. كيف سمحت له أن يقطف زهرة براءتي، وعدني بالزواج، ليصلح من فعلته الشنيعة، لكنني وجدته يستغلني جسدياً لوقت طويل، لا أستطيع أن أقول له كلمة لا، أو أرفض لأنني أنا في حاجة إليه لنتزوج، وعندما كنت أفاتحه في هذا الموضوع يقول لي، عن قريب سوف آتي لأتقدم إليك، ثم فوجئت بأنه ارتبط بفتاة أخري، وقال لي أنا لم أفعل شيئاً دون رغبتك، وأغلق هاتفه. أنا في قمة الحيرة والإحساس بالذنب. أرجوك ساعديني ماذا أفعل؟ المعذبة س. ن الكاتبة: ماذا أقول؟ لقد صدمتني رسالتك صغيرتي وآلمتني في آن معاً! لماذا تنسي فتاة صغيرة مثلك نفسها، ومبادئها، وتعاليم دينها، وكرامتها كأنثي، واسم عائلتها، وتضرب بكل هذا عرض الحائط؟ لماذا تفعلين ذلك بنفسك، وتندفعين بلا عقل وراء مشاعرك المراهقة، وعواطفك المتأججة الجانحة في هذه المرحلة من العمر؟! لماذا لم تحكي لأمك، لأختك الكبيرة حتي تكون إلي جوارك تعطيك من خبرتها، وحبها، وتمنعك من السقوط في تلك الهاوية؟! لقد صدمتني قصتك وتمنيت أن أخاطب كل الأمهات وأقول لهن: انتبهن يا أمهات مصر.. احتضن بناتكن المراهقات فأولاد الحرام كثر. والشباب المتربص ببراءة الفتيات قليلات الخبرة يزداد يوماً بعد يوم. لقد فقدت عزيزتي احترامك لنفسك، وحصدت آثام الخطيئة، وأغضبت الله. لكن الله تواب رحيم. لذلك.. لابد أن تتقربي إلي الله، وأن تصلي بقلب مفتوح، وتقرأي القرآن، وتطلبي من الله التوبة. كذلك اقتربي من أمك فهي الحضن الحقيقي الذي يمكن أن يحتوي آلامك ويخفف من توترك وصراعك. لقد تماديت عزيزتي ولكن لا فائدة الآن من الكلام. المهم الفعل. ركزي في دراستك. انخرطي في هواية رياضية أو ثقافية تحبينها. اقتربي من أمك واجعليها صديقة لك، فهي الأحرص عليك من كل البشر. ادخلي في دوائر اجتماعية سليمة من خلال أنشطة في النادي.. في الجامعة.. في إطار العائلة. لا تستسلمي للجراح.. حاولي أن تنظفي البؤر السوداء في قلبك وحياتك. وابدئي من جديد.. فليس هناك نهاية لفرص التوبة والبدء بكتابة صفحة جديدة مشرقة في حياتنا.