صناع الأمن والامان علي الطرق بين المدن والمحافظات.!. أصبح السفر علي الطرق وخاصة اذا كان ليلا.. بمثابة مغامرة غير محسوبة العواقب.. فقد يسوقك الحظ في طريق عصابة تجبرك علي ترك سيارتك.. وعلي سرقة كل ما تحمله.. واذا قاومت فربما تكون نهايتك الموت رميا بالرصاص.! قطع الطرق.. والسرقة بالإكراه.. وترويع أصحاب السيارات.. ظاهرة تثير المخاوف.. لأنها جرائم جديدة علي بلدنا.! تحاورنا مع مدير الأمن العام.. حول المخاطر الاجرامية.. والمواجهة الامنية وخطط حصارها. الاعتداء والترويع علي الطرق تعددت أشكاله.. مساء الاثنين الماضي سيارة نقل محملة بحديد التسليح علي الطريق الصحراوي الشرقي وأمام إحدي قري مركز ببا بمحافظة بني سويف فوجئ السائق بسيارة يستقلها 7 أشخاص اعترضوا طريقه واجبروه علي التوقف واستولوا علي السيارة بحمولتها تحت تهديد السلاح وفروا هاربين.! وفي نفس الليلة وعلي الطريق الصحراوي الغربي كان قائد سيارة نقل حديد تحمل 42 طن حديد يتعرض لحادث بنفس التفاصيل امام قرية البهنسا التابعة لمركز بني مزار بالمنيا وترك السائق السيارة تحت التهديد بالسلاح من 8 أشخاص هاجموه بعدها تم العثور علي السيارة علي طريق مصر أسوان الزراعي لكن بدون حمولة الحديد.! بلاغ آخر بعد ساعات يتلقاه مركز الصف من ملحقنا الاداري بسفارتنا في دولة غينيا بتعرضه لمحاولة سرقة سيارته امام قرية أبو طماع من 6 أشخاص كانوا يستقلون سيارة نقل وعندما رواغهم وهرب منهم اطلقوا عليه الرصاص ليصاب في كوع ذراعه اليسري.! في واقعة أخري الاهالي والشرطة عثروا علي سيارة بطريق الصعيد الغربي بها جثة شخص وآخر مصاب وهو قائد السيارة وكان مصابا بانهيار عصبي وقال انه فوجئ بمجهولين يعترضون السيارة لسرقتها وعندما رفض الامتثال لهم وهرب اطلقوا عليه الرصاص الذي قتل زميله واصابه هو! السرقة بالاكراه هذه الحوادث مجرد نماذج لتلك الجرائم الذي اصبح يتعرض لها المواطنون علي طريق السفر بالمحافظات المختلفة منذ وقوع الفراغ الامني عقب احداث الثورة حتي بلغ عدد السيارات المسروقة نحو 61 الف سيارة مسروقة نسبة كبيرة منها تم تهريبها عبر الانفاق إلي قطاع غزة قبل تشديد القبضة الامنية مرة اخري. الآن اصبح صاحب السيارة المسروقة يتلقي مكالمة من تليفونه المحمول الذي تحرص عصابات السرقة علي الاستيلاء عليه اثناء جريمتها لتجري عملية التفاوض مع مالك السيارة من خلاله علي اعادة السيارة اليه مقابل »اتاوة« فإذا فشلت المفاوضات يتم تفكيك السيارة وبيعها كقطع غيار. وفي حوادث السرقة بالاكراه التي تعرضت لها سيارات النقل المحملة بالبضائع اضطر اصحاب السيارات والبضائع إلي الاستعانة بمسلحين لحراسة سياراتهم اثناء عبورها للطرق. تساؤلات كثيرة حول تلك الظاهرة الاجرامية طرحتها بحثا عن الاجابة عند المسئول الاول في وزارة الداخلية عن تحقيق امن الشارع المصري اللواء أحمد جمال مساعد وزير الداخلية لقطاع الامن العام. تحطيم معدات الشرطة يقول اللواء أحمد جمال: ما حدث لم يكن سهلا فخلال احداث الثورة وبعدها فقدت الشرطة اكثر من 0002 سيارة كانت خاصة بأعمال الدوريات ومراقبة عمليات التأمين مما أثر سلبا علي هذا النوع من المهام خاصة ان لدينا شبكة طرق صحراوية وزراعية طويلة. وهو ما أعطي الفرصة للالاف من محترفي الجرائم خاصة الهاربين من السجون الذين كانوا بدون مصادر دخل ولديهم اسلحة ولايوجد رادع لهم. لم يكن هناك طريق يخلو من جرائم السرقة بالاكراه سواء ليلا أو نهارا وكانت عمليات الضبط في الاسابيع الاولي عقب الاحداث تكاد تكون معدومة في حالة فراغ شرطي أوتواجد مشلول يفتقد للامكانيات المادية ولكن سرعان ما بدأنا نستعيد زمام الامور بمجرد وصول أول إمدادات التعويض فقمنا بتوزيع تمركزات علي بعض الطرق مكونة من سيارتي مجموعات قتالية تقوم بالمرور علي الطرق. ونظرا لنقص السيارات كانت المجموعة تتولي المرور والتأمين علي مسافة 04 كيلو مترا. وبدأنا نقلل من الحوادث ويتواكب ذلك بعودة نشاط المباحث في تتبع الجناة والمشتبه فيهم لتبدأ عمليات لضبط السيارات المسروقة والجناة وصلت إلي 91٪. وبتوالي تعويض الخسائر في السيارات واجهزة الاتصالات ومن خلال خطط امنية مدروسة تم تحديد أكثر الطرق والاماكن التي ترتكب فيها الجرائم وبدأنا نكثف التواجد والمرور الامني فيها. المطاردة مستمرة يضيف اللواء أحمد جمال: هناك مجموعات تأمين جاهزة للانطلاق لمكان الاستغاثة حيث يتم اغلاق الطريق وتبدأ عمليات مطاردة علي الفور ومن خلال تلك الخطط سقط العشرات من التشكيلات العصابية سواء عقب ارتكاب حادثا لسرقة أو من خلال توزيع مصادرنا السرية علي محطات الوقود والاستراحات ومقاعد الانتظار علي الطرق لرصد تواجد الغرباء المشبوهين أو بحيث يتم متابعتهم وتبين ان كثيرا من هؤلاء المرصودين كانوا وراء حوادث السرقة بالاكراه التي تتم وكان من المقبوض عليهم اعضاء في التشكيلات العصابية من السجناء الهاربين من السجون اثناء الاحداث وللاسف وهو ما كان مفاجأة محزنة لنا هو دخول عناصر جديدة لم تكن لها أي سجل نشاط اجرامي من قبل ولكن دفعتها الظروف الاقتصادية واستغلال الفراغ الامني للانخراط في الجريمة. ويواصل مدير الامن العام: جهود الشرطة زادت وكان ارتفاع الروح المعنوية واستعادة الثقة لرجالها السبب في انخفاض الجرائم حتي انها انخفضت بنسبة كبيرة علي الطرق الرئيسية واصبحت هذه الجرائم ترتكز علي الطرق الداخلية وهي محور اهتمامنا حاليا ونعد لها خططا تأمينية خاصة بها وهي السبب في نجاح المواجهة. انتظروا حملات مكثفة ويؤكد علي زيادة التواجد الامني في شكل الكمائن والقوات المتمركزة والمتحركة في مسافات لا تتعدي نشاطها 51 كيلومترا وذلك بعد تسلمنا خلال الايام الماضية ل 004 سيارة جديدة نزلت علي الطريق فعلا بخلاف حملاتنا علي البؤر الاجرامية التي تعد مأوي لافراد العصابات ويكفي انه فجر الاثنين الماضي كانت هناك عدة حملات تتحرك في وقت واحد بجميع المحافظات تضم 607 ضباط مباحث يصحبهم الف ضابط وجندي من الامن المركزي وفرق الامن داهموا العديد من البؤر الاجرامية. أسلحة ثقيلة للمواجهة ويختتم مدير الامن العام كلامه قائلا: هذا التحرك ليس نهاية المطاف فحاليا اعدت خطط التأمين للطرق وسيتم تنفيذها خلال الايام القادمة عقب وصول 21 مدرعة من الخارج لدعم نشاط وحملات رجال المباحث لاول مرة في مصر بالاضافة إلي استقدام المصفحات الموجودة في الصعيد التي كانت مخصصة لمواجهة الارهاب واصلاحها وتطويرها وكذلك دعمنا القوات بكميات وفيرة من القمصان الواقية للرصاص لحمايتهم في مواجهة كل مظاهر الجريمة والبلطجة وسيشعر بها كل مواطن بعودة الامان المفقود مرة أخري إلي كل ربوع البلاد.