بقلم : إيمان أنور imanwar 123 @ yahoo.com لم تكن غريبة هذه الهوجة التي أثارها البعض .. بعد قرار الحكومة مد العمل بحالة الطوارئ لمدة عامين جديدين .. فقد كان هذا السيناريو المفتعل المحبوك بالصريخ والعويل واللطم علي الخدود متوقعا من هذه الفئة التي تصطاد في الماء العكر .. في محاولة زائفة للأسف علي ما آلت إليه مصر من تردي أحوالها و ديمقراطيتها المفقودة !! ولم يكن غريبا أيضا أن تطنطن وأن تزن وجوه بعينها هنا وهناك .. اعتدنا رؤيتها في الفضائيات وسئمنا حججها الواهية .. في محاولة لاستنفار الرأي العام ضد الدولة .. وكأن مد حالة الطوارئ مستمرة كما هي بكامل تدابيرها .. لتعيد إلينا ممارسات مرفوضة مثل التنصت علي التليفونات وقتل الحريات والتنكيل بالمعارضة وفكرة الاعتقال دون أسباب واضحة .. واختفاء المعتقل في السجون في غياهب النسيان دون سبب نعرفه أو محاكمته .. وفكرة »زائر الفجر« الراسخة في أذهاننا منذ ستينيات القرن الماضي .. وهو ما لا يمت للحقيقة من قريب أوبعيد.. ولايجب ألا نحكم علي المستقبل بهواجس الماضي السحيق لأن زوار الفجر قد ذهبوا دون رجعة .. وواقع الأمر أن حالة الطوارئ قد أفرغت بالفعل من مضمونها منذ سنوات بالتزام سياسي.. وأنه لم يعد يتبقي منها سوي اسمها فقط !! أما الجديد الذي جاءت به الحكومة هذه المرة لطمأنة المواطنين والذي يعد أمرا محمودا هو التحول من الالتزام السياسي إلي الالتزام القانوني الذي ينص علي تدابير مادتين فقط هما .. جرائم الإرهاب والاتجار في المخدرات .. ولا أظن أن أحدا منا لا يرفض الإرهاب الملعون الذي روعنا وخطف النوم من أعيننا .. وعانيننا منه كثيرا .. حتي لو نجحت جهود ويقظة وزارة الداخلية في مصر التي تقف للإرهاب بالمرصاد في تجفيف منابعه إلا أن خطر الإرهاب - أبشع الجرائم المنظمة - لايزال قائما ولا وطن له ولادين .. وما قد لايعرفه البعض أن هناك أكثر من 35 حالة تنظيم إرهابي تم الكشف عنها خلال العامين الماضيين وصدرت أحكام بالإدانة في 18 قضية منها !! ولعل أكثر ماإستفزني في الطنطنة إياها .. ترديد البعض أن حالة الطوارئ تم تطبيقها في مصر منذ 29 عاما بعد حادث المنصة واغتيال الرئيس الراحل أنور السادات .. في محاولة للإيحاء أنها مرتبطة بفترة حكم الرئيس حسني مبارك .. وهو أيضا ما ينافي الحقيقة .. فالتاريخ الذي لايكذب ولايتجمل يقول أن أول مرة تم تطبيق حالة الطوارئ في مصر كان في عام 39 في عهد الملك فؤاد واستمرت حتي عام 45 مع الحرب العالمية الثانية .. ثم في عهد الملك فاروق في عام 48 واستمرت عامين ثم في عام 56 وحتي عام 64 ثم في عام 67 وحتي قبيل اغتيال الرئيس السادات ب 15 شهرا فقط .. إذن بحسبة بسيطة .. نجد أن خلال السبعين عاما الأخيرة في عمر مصر رفعت حالة الطوارئ لمدة سبع سنوات فقط ! ياإخواني .. لابد من استعراض الأمر بصورة موضوعية بعيدا عن استغفال الناس بالصوت العالي والنهيق والمزايدة .. ويجب أن يعرف الجميع أن مد حالة الطوارئ إنما يستهدف أولا وأخيرا الحفاظ علي أمن الوطن والمواطن..