عندما يكون الإنسان في أزمة تسود الدنيا في وجهه ويحاول أن يتلمس بصيصاً من النور وهو يلجأ إلي خالق هذا الكون والقادر علي أن يفك كرب المكروبين.. فالله دائماً يأتي بالخير ولكن ظلم الإنسان لأخيه الإنسان هو دائماً مصدر الشر ومبعث الأزمات.. وحينما تشتد الأزمة ويضيق بها صدر الإنسان فلا ملجأ له إلا الله.. وإن كان الإنسان قد يتوق في لحظات إلي يد حانية أو كلمات مداوية من محب تبعث في نفسه شيئاً من الطمأنينة وتخفف عنه بعضاً من الهم والحزن.. ولكن من أين يأتي بهذا المحب والناس في دوامة والكل غارق في مشاكله ومكتف بهمومه ومصالحه ولا وقت لديه لمجاملة غيره.. وقد يزيد من اشتداد الأزمة جفاء وأنانية من تظن أنه محب.. وهو في انشغاله بنفسه وعدم اهتمامه مستغرق ومستقطب.. وربما يزيد من اشتداد الأزمة أيضاً بعض من أصحاب القلوب المتحجرة وعديمي الإحساس والذين لا يهمهم ما يشعر به الآخرون لأنهم في لهوهم وسطحيتهم غارقون.. وربما بسوء تصرفاتهم واستخفافهم يضمرون الشر لغيرهم حتي في أزماتهم وهم لا يبالون.. إذن فلا ملجأ لغير الله في أي أزمة.. فهو الملجأ وهو الملاذ وهو المنجي وهو المغيث.. لا شيء غيره هو القادر المقتدر وهو الرحمن الرحيم.. وإذا كانت مصر تمر الآن بأزمة تعاني فيها أشد المعاناة من الخونة والمارقين والبلطجية والخارجين علي القانون وأصحاب المصالح والمأجورين والمتسلقين والطامعين وأعدائها في الداخل والخارج من الحاقدين وأعوان النظام السابق والفلول وغيرهم ممن أفسدوا الحياة السياسية وأذاقوا الشعب مر العذاب وصنوف الذل والقهر ومازالوا يضمرون لها الشر والهوان.. فلا ملجأ لها غير الله الذي آزر ثورتها وهو القادر علي حمايتها وهو مغيثها ومنجيها.. ولا سبيل أمامنا إلا أن نقول »يا رب«.