وبعد اذاعة حلقة التوأمين »مصطفي وعلي أمين« في برنامج »النادي الدولي« والتي اثارت ضجة في كل الأوساط الفنية والاجتماعية والاعلامية طبعا.. فهي أولا المرة الاولي التي يظهر فيها التوأم الشهير معا في برنامج تليفزيوني.. ثم هي ايضا الظهور الأول لمصطفي بك أمين بعد غيابه عشر سنوات قضاها في السجن وقد تناول الحلقة كثير من عظماء الأقلام الصحفية.. موسي صبري.. يوسف ادريس - يوسف السباعي بل ان الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس كتب تحت عنوان »خبطة جديدة« لبرنس التليفزيون كتب يشيد بالجمع بين التوأمين للمرة الأولي والأخيرة!! وكل الأقلام والكتاب طالبوا التليفزيون بالاحتفاظ بهذه الحلقة في مكتبة التليفزيون الي جانب حلقات أخري لي مع كبار وعظماء الفكر في ذلك العصر الذهبي في كل شئ في الأدب والفكر والصحافة والسينما والموسيقي.. ذهبي في كل حاجة!!! وأخيرا طلبت من الأعلامي الكبير صلاح الدين مصطفي رئيس التليفزيون أن يسمح لي بالبحث والتنقيب عن حلقاتي مع توفيق الحكيم - أحمد رامي - فكري اباظة - عبد الوهاب - صالح جودت هذه الكنوز الملقاة في مخازن التليفزيون وعرضت عليه ان اشارك أن وجدت في ترميمها حتي نستطيع ان نقدمها من جديد للجيل الحالي لعله يتعلم ويدرك ويفتخر بالثروة الفكرية والأدبية التي كانت تشكلها عناصر ذلك العصر الذهبي من تاريخنا المعاصر !! ومنذ اللقاء الأول بيني وبين مصطفي بك والعلاقة الحميمة لم تنقطع وكنت أسعد بزيارته في مكتبه أو في بيته لأتعلم منه كل شئ.. اهمها فلسفته الخاصة في التعايش مع الناس!! ولن انسي بكاءه بحرقة في جنازة الأستاذ علي أمين التي انطلقت طبعا من أمام مبني » اخبار اليوم«وشارك فيها الوف لا تعد.. ولن انسي كلمته لي في بيته بعد الجنازة.. »كان نفسي هو اللي ياخذ العزاء فيّ«!! وعندما اقتربت الذكري الاولي لوفاة الأستاذ علي أمين.. تلقيت مكالمه تليفونية من مصطفي بك وطلب مني الحضور الي منزله للأهمية.. وفي المساء كنت أجلس معه في صالون بيته وعلي المائدة امامه علبه كبيرة ملفوفه بعناية وقال: ده يا سمير برنامج تليفزيوني عملته محطة ال B.B.C عني انا وعلي اخويا وفيه لقطات لجنازة علي ولقطات لأشهر مقالاته وعمود »فكرة« وفيه ناس كتير بتتكلم عنه.. البرنامج متصور سينما 61م .. وال B.B.C مشكورة بعتولي النسخة دي هدية لي.. خذها يمكن تنفعك تعمل حلقة أو حتي اشارة في حلقة من برنامجك وتعرض بعض لقطات منها عن علي اخويا.. ممكن تعملي الخدمة دي« وطبعا اخذت الفيلم وأنا في منتهي السعادة.. اولا لأن الأستاذ الكبير حملني انا أمانة إنني أعمل حاجة تسعده خاصة إنها عن أحب انسان الي قلبه وفكره.. أخوه التوأم!! وثانيا.. لإنني حصلت علي فيلم وثائقي نادر سأسعد به المشاهدين الذين يتابعون برنامجي وفعلا في الحلقة التالية من البرنامج.. قدمت فقرة كبيرة حول الكاتب الكبير وفيها لقطات ارشيفية نادرة للأستاذين مصطفي وعلي أمين في طفولتهم وعند إفتتاح دار » اخبار اليوم«.. الي لقطات فريدة لشخصيات مشهورة في جنازة الأستاذ الراحل الكبير!! وأذيعت الحلقة وحققت نجاحا كبيرا وكان الأستاذ مصطفي أمين في قمة سعادته »انا باشكرك نيابة عن علي.. أنا حاسس أن الحلقة عجبته قوي«!! وبعد فترة اتصل بي مصطفي بك وطلب مني اعادة الفيلم الوثائقي الذي كنت قد اخذته منه.. وعند ذهابي لاحضار الفيلم من مكتب مونتير البرنامج »أصبح الآن من أشهر المخرجين للفيديو« فوجئت به يبحث بين أدراج مكتبه ثم يقول: الفيلم انت اخذته يا استاذ سمير! انت اخذته؟ الفيلم كان عندك هنا.. أنا سلمتهولك هنا في مكتبك! اكيد حضرتك ناسي انك اخذته يا استاذ سمير..الفيلم مش عندك!! يعني ايه؟ الفيلم ضاع.. اتسرق.. اتخطف؟ طبعا المسألة مصيبة كبيرة بالنسبة لي.. مصطفي بك كل يوم يطلبني يسأل عن الفيلم.. ودي مسئوليتي أني أنا سبت الفيلم للإهمال التليفزيوني المعتاد!! يا سمير.. الفيلم ده الذكري الوحيدة عندي لأخويا علي.. أرجوك رجعهولي وبدأت اتهرب من مكالمات مصطفي بك وأنا في شدة الألم لأحساسي به وبرغبته في الحصول علي الفيلم ولكسوفي منه لأنني قد تسببت في ضياع شئ عزيز جدا عليه! وأخيرا فكرت في فكرة ونفذتها قررت السفر الي لندن وهناك اتصلت بال B.B.C وشرحت لهم أني أبحث عن نسخة من فيلم عن التوأمين الشهيرين مصطفي وعلي أمين في برنامج »TONIGHT« تم تصويره في القاهرة في إبريل الماضي وبعد فترة جاءني صوت سيدة وقوره جدا قالت - هل تريد نسخة من الفيلم؟ قلت - نعم قالت - لاستعمالك الشخصي؟ قلت - نعم وارجو أن يكون مع الفيلم نسخة فيديو قالت - هل ستحضر لتأخذه من عندنا أو تحب ان نرسله لكم؟ قلت - ياريت إرساله لي! قالت - هل ستدفع نقدا؟ قلت - نعم قالت - سيكون الفيلم عندك غدا الساعة الواحدة ظهرا اعطني العنوان! وقبل الواحدة كان أمامي في الفندق رجل انيق جدا يرتدي بدلة رمادي اللون سلمني الفيلم. واحتضنت الفيلم وعدت فورا الي القاهرة وطلبت مصطفي بك وحد لي موعدا في نفس اليوم فذهبت الي منزله ومعي الفيلم ولما حكيت له تفاصيل ضياع الفيلم وحكاية سفري لاحضار النسخة ودقة ارشيف ال B.B.C قال لي. كنت قولي اللي حصل إشركني معاك..اتعلم دائما المواجهة مهما كانت النتائج عموما أنا مش حاانسي ابدا المجهود اللي انت عملته علشاني انت واد جدع! وفعلا لم ينس مصطفي بك أني كنت أول من طرق بابه وسجل معه حديثا تاني يوم خروجه من السجن لم ينس ابدا أني نفذت له طلبه واحتفلت بذكري توأمه علي بك أمين بالصورة التي ارادها والتي تليق بالراحل الكبير وعندما جاءت الفرصة لمساندتي أثناء محنة ايقاف برنامج النادي الدولي دافع مصطفي بك عني بشراسة المقاتل!! ودي حكاية ثانية من حكاياتي الكثيرة مع عملاق الصحافة مصطفي أمين لنا لها عودة بإذن الله.