يبدو ان شخصية »سي السيد« في ثلاثية نجيب محفوظ مازالت تسيطر علي الإدارة في مصر.. هكذا انتهت دراسة اعدتها د.آية ماهر مدرسة الموارد البشرية بالجامعة الأمريكية حيث أشارت إلي ان مصر واجهت بعض التحديات الثقافية والاجتماعية التي تعوق تطبيق اللامركزية وقالت ان هذه التحديات ترجع جذورها إلي الثقافة السلطوية والأبوية. وأضافت ان الثقافة السلطوية تتمثل في الإدارة المركزية التي كانت دائما علوية متعالية علي الجمهور منذ أيام الفراعنة وعصر الباشوات مما أدي إلي خلق ثقافة بنية ثقافية عدائية مركزية تشكلت تدريجيا عبر تاريخ طويل. أما الثقافة الأبوية فهي متأصلة في الواقع المصري حيث يعتبر الأب هو الحاكم وسيد العائلة »سي السيد«! ومن ثم ينظر إلي الرؤساء والمرءوسين في الإدارة المصرية باعبتارها امتدادا منطقيا لانماط العلاقات السائدة في العائلة المصرية. وهناك ثقافة اخري بدأت منذ ثورة 1952 هي ثقافة ترفض المساءلة. دراسة د.آية ماهر عرضتها أمام مؤتمر اللامركزية وتمكين المجتمعات المحلية والذي شارك فيه نخبة من كبار المسئولين والخبراء وأساتذة الاقتصاد. وأكدت الباحثة ضرورة خلق بيئة عمل مرنة ومحفزة للافراد بالمحليات وتمكينهم باشراكهم في عمليات اتخاذ القرار والتخطيط والمراقبة. وكذا زيادة مرتباتهم لتقبل سياسات التغيير والتحول عن السلوكيات المعتادة. وقالت انه لا يمكن التصدي للتحديات الثقافية واللا اجتماعية للامركزية بالقوة أو بالجبر ولكن بكسب الدعم المجتمعي لها من قبل منظمات المجتمع المدني واصحاب الأعمال. ومن جانبه أكد د.صفوت النحاس رئيس جهاز التنظيم والإدارة أهمية التحول لنظام اللامركزية من أجل تخفيف العبء علي الحكومة المركزية وتحسين الخدمات الحكومية في المحليات، هذا بالاضافة إلي ضغط نفقات الحكومة. وقال ان التحول لهذا النظام في بلد مثل مصر يحتاج إلي جهود القطاع الخاص نظرا لضعف موارد الدولة. كما يحتاج إلي جهود مؤسسات المجتمع المدني مشيرا إلي ان مصر قطعت شوطا كبيرا في مراحل التحول للامركزية في بعض الخدمات مثل التعليم والصحة. نفس هذه الآراء أكدها أيضا كل من د. عالية المهدي عميدة كلية الاقتصاد والعلوم السياسة ود. كمال المنوفي عميد الكلية الأسبق ود.سمير عبدالوهاب أستاذ الإدارة العامة ومدير وحدة دعم سياسات اللا مركزية بالكلية، وغيرهما من الخبراء .