طرح الدكتور السلمي نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية السياسية والتحول الديموقراطي مشروعه للمبادئ الاساسية للدستور ومعايير تشكيل الجمعية التأسيسية . ولعل الشكر واجب لمن اعدوا المشروع وان تناسوا مشاركة المصريين في الخارج ويحسب للدكتور السلمي طرحه للمشروع قبل انتخابات مجلسي الشعب والشوري ونتائجها التي قد توقعنا في حيص وبيص التيارات الدينية المعتدل منها قبل المتطرف.. والذي قد يخلق مناخا.. لا يتلاءم مع غاية شعب مصر في دولة مدنية عصرية ديموقراطية دستورها مصدره الرئيسي الشريعة الاسلامية. ولكن هل تأتي الرياح بما تشتهي السفن؟ المفاجأة تلك الهجمة الشرسة للإخوان المسلمين والتيار السلفي والقوي المتحالفة معهم علي الدكتور السلمي ومشروعه بل وحكومة الدكتور شرف التي باركت المشروع.. حتي انه لم يتبق في الجعبة الا اتهامهم بالخيانة والعمالة الاجنبية. وكأن الإخوان تناسوا انهم اول من ايد حكومة شرف الثورية وقالوا فيها اشعارا مراهنين عليها والمجلس الوطني العسكري. والمفاجأة الاخري هي الهجوم المنظم علي المجلس العسكري والمشير بصفة خاصة لمباركة مبادرة السلمي عن المبادئ الدستورية واتهامه بالنكوص بنتائج استفتاء 91 مارس الماضي. والسؤال الحائر والموجه للإخوان والسلف والجماعة الاسلامية: أليس ذلك هو المجلس العسكري الذي حمي البلاد من شرور اعداء الداخل والخارج وآخرها محاولة اسقاط الدولة في ماسبيرو.. أليس هذا المجلس الذي يدلع ويطبطب علي الكثيرين من الاخوان المسلمين وتحالفهم والاخوة الاقباط رغم ارتكابهم لاخطاء جسيمة منها ماهو معلوم ومنها ما تعلمه الاجهزة الامنية والمجلس العسكري فقط.. تصل لحد الجرائم في حق الوطن.. أليس هذا المجلس الذي يحمل علي كاهله ايضا اعباء امة كبري اقتصادها يتهاوي بفعل فاعل وتصرفات غير مسئولة لبعض الفئات وراكبي موجة الثورة. اليس هذا هو المجلس الذي يحفظ أمن مصر واستقرارها . انني من هذا المنبر الرائد لاخبار اليوم اناشد التيارات الاسلامية علي اختلاف الوانها ان يرتفعوا فوق الصغائر ويحكموا العقل في حفاظهم علي الامة المصرية ولا يغرنهم انهم الاكثر تنظيما وقدرة علي حشد الاتباع للحصول علي اكبر عدد من مقاعد البرلمان القادم يمكنهم من تشكيل حكومة ائتلاف.. فمصر ليست ايران أو لبنان .