كنت قد يأست مثل غيري من ملايين المشاهدين الذين يتابعون شاشة التليفزيون المصري من العثور علي سهرة أو برنامج جيد يستحق المتابعة والمشاهدة بعد أن تدهورت أوضاعه بشدة وفقد ما تبقي له من بريق ولمعان إلي أن وجدت مساء السبت الماضي عملا يستحق كل احترام وتقدير يؤكد ان التليفزيون بدأ يتعافي ويسترد عافيته علي أيدي رئيسه الجديد الإعلامي القدير صلاح الدين مصطفي. والعمل الذي اتحدث عنه هو السهرة المثيرة التي أمضينا معها أوقاتا ممتعة مساء السبت الماضي حيث استضاف صلاح الدين مصطفي رئيس التليفزيون العالم المصري الكبير د.أحمد زويل ومجموعة من أصحاب القامات العالية يمثلون رموز المجتمع جاءوا جميعا ليناقشوا مستقبل مصر بعد ثورة 52 يناير المجيدة علي مدي ثلاث ساعات من المتعة والفن والفكر. واعترف بأنني ظللت علي مدي الساعات الثلاث مقيدا أمام شاشة القناة الأولي مستمتعا في الجزء الأول من السهرة بمحاضرة علمية مبهرة قدمها د.أحمد زويل عن تاريخ وحضارة مصر علي مدي العصور وكيف كانت منارة للعلم والتنوير وكيف حملت مشاعل النور والمعرفة لغيرها من الحضارات ثم أخذ يشرح في لغة سهلة وبسيطة صورة المستقبل وما يحمله من آمال عريضة مع إنشاء مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا في السادس من أكتوبر حيث تقودنا إلي عهد جديد من التقدم والازدهار لنصعد إلي مصاف الدول العظمي الكبري. وعقب انتهاء د.أحمد زويل من محاضرته الرائعة والمثيرة جاء الجزء الثاني من السهرة حيث قاد القدير صلاح الدين مصطفي حوارا علي مستوي فني عال بين د.زويل وضيوفه الكبار د.علي جمعة مفتي الديار المصرية ود.مجدي يعقوب جراح القلوب العالمي ود.أحمد عكاشة عالم الأمراض النفسية الجليل والمستشارة تهاني الجبالي نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا ود.مصطفي النجار ممثلا لشباب الثورة. وقد اسعدني أن تأتي تلك السهرة الرائعة لتؤكد علي اننا قادرون علي استرداد مكانتنا في سوق الإعلام المصري والعربي والعالمي إذا ما خلصت النوايا وتوافرت لنا قوة الإرادة ومقومات التخطيط العلمي ومفرداته في استخدام أدوات العمل الإعلامي المحترف بدليل كل هذا الكم الهائل من الاعلانات التي هبت بعد غياب علي شاشة التليفزيون لتحقق دخلا هائلا يذكرنا بالأرقام التي كنا نسمع عنها فقط ولا نشعر بأثرها أو قيمتها أو جدوها نتيجة لأسباب كثيرة يعرفها القاصي والداني داخل ماسبيرو العريق نتيجة لتفشي كل اسباب الفساد في العصر السابق . المهم وحتي لا أطيل عليكم وتهرب مني المساحة المخصصة لهذا المقال أقول لأسامة هيكل وزير الإعلام انك مطالب بأن يعود صلاح الدين مصطفي ليجمع بين عمله الإداري كرئيس للتليفزيون وكمحاور يجيد التعامل مع القضايا المهمة ومع رموزها من كبار الأساتذة والعلماء والساسة والمثقفين حيث تميز أداؤه بالحوار الهاديء ولغته السهلة والبسيطة وأدبه الجم في محاوراته مع ضيوفه واعطاء كل منهم الفرصة في الحديث دون مقاطعته أو محاولة سرقة الكاميرا منه كما يحدث في برامج كثيرة تطاردنا حاليا ليل نهار علي كل شاشات التليفزيون العام والخاص. انني انتظر صلاح الدين مصطفي في برامج وسهرات أخري داخل ستوديو 72 لتعود لشاشة التليفزيون البريق واللمعان مرة أخري وليعلم الجميع ان التليفزيون المصري يمرض بعض الوقت ولكنه لا يموت ولن يرثه احد ليبقي ملكا للدولة ومعبرا عن كل تيارات الشعب وفئاته دون تفريق أو اقصاء لاننا جميعا نذوب عشقا في تراب هذا الوطن.