هذه حالة من الهبوط العام علي كل الأصعدة، وإذا كانت هناك »خناقات« بين القوي والأحزاب السياسية، فهو شأن هذه اللعبة التي عادة ما تشهد مناورات دبلوماسية أحياناً، أو معارك كلامية في أحيان أخري.. أما »خناقات« بهذا الأسلوب الرهيب علي الساحة الرياضية فهو شيء جديد لم يكن موجوداً من قبل.. لقد هبط كل شيء في الرياضة، خاصة كرة القدم.. المستوي الفني لمعظم الفرق، والأخلاق في المدرجات، وسلوك »البهوات« النجوم في الملاعب.. كله تراجع وتدهور، وللأسف الشديد لا تبدو الصورة المستقبلية مطمئنة، ما بقيت البلطجة بدون التعامل معها بما يتناسب مع مجرميها!! الاجتماع الذي استضافه وزير الداخلية منصور العيسوي وحضره سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة ورؤساء الأندية الشعبية أو الجماهيرية.. وغاب عنه المهندس حسن صقر لأسباب غير معروفة، وربما يتم التعرف عليها قريباً.. هذا الاجتماع وضع بعض ملامح التصور للقضاء علي ظاهرة الانفلات الأخلاقي والشغب الشماريخي في المدرجات.. ولكنه لم يرسم خريطة الطريق لتنقية الأجواء بين الأطراف المعنية بالأزمة، وهي إدارات الأندية والجماهير، ثم اتحاد الكرة.. إذن هو كلام نظري جميل ينبغي أن يتم ترجمته إلي برنامج عمل قابل للتنفيذ، بعيداً عن الأساليب النظرية، أو المسكنات الاكلينيكية التي تفقد مفعولها بمنتهي السرعة! اقتراحات إعادة الانضباط للملاعب كثيرة، ومنها أن يشارك شباب الألتراس لكل ناد في التنظيم، وأن يتولي كل ناد مسئولية الدخول والتفتيش، وأن يتم تشكيل هيئة مشتركة بين الأندية لمقاومة الشغب، وأن يكون للإعلام دور حيوي يلتزم به، لا أن »يشعللها.. شعلل«.. كما أشعلها ويشعلها كثيرون علي الساحة السياسية لأغراض شخصية.. المهم يفكرون ويحاولون! إذا قرأ محترفو الشغب ما جاء في اعتذار منتخب بيلا روسيا عن عدم اللعب مع نظيره المصري بالقاهرة هذا الشهر، سيدركون أنهم »خونة« يستحقون الذبح.. لقد جاء في الاعتذار: »نأسف.. بلدكم غير آمن«.. وبالطبع، لن يكون الاعتذار الأخير، إذا ظل الوضع سيئاً! في رومانيا، عاقبوا ناد بعدم اللعب أمام جماهيره لمدة سنة، لأن أحد مشجيعه المجانين نزل إلي المستطيل الأخضر، واعتدي بالضرب علي لاعبي الفريق المنافس.. »ناس ماعندهمش فكرة«.. ولامؤاخدة!