الجهاز القومي للتنسيق الحضاري أعلن »الڤيتو« علي اعمال التطوير التي تمت في محطة السكك الحديدية الرئيسية بميدان رمسيس.. لأنها مخالفة للمعايير والقواعد المعمارية.. ولم تحافظ علي المبني التراثي المسجل ضمن قائمة المباني الأثرية المهمة! دكتور سمير غريب رئيس الجهاز طالب الجهات المسئولة بوقف اعمال التطوير في مباني المحطة الرئيسية.. وباقي محطات السكة الحديد التراثية علي مستوي محافظات مصر.. ومراجعة ما تم فيها من مخالفات حفاظا علي الثروة المعمارية والتراثية.. وحتي لا تهدد الاموال العامة في اعمال مخالفة تستدعي الازالة الفورية. تجاهلوا مسابقة التطوير ويضيف سمير غريب ان اللجان الفنية بالجهاز راجعت الاعمال التي تمت ووجدت مخالفات فالساحة الكبيرة الأمامية ذات مقياس عظيم تسمح بالإبداع في تنسيقها لتصبح علامة مميزة في العمران المصري، إلا انه تم التعامل معها بشكل تقليدي ووظيفي فقط دون التركيز علي التصميم العمراني لها. ايضا لم يراع في تنسيق الساحة ما ورد في المشروع الفائز بمسابقة تطوير ميدان رمسيس من حل شامل لهذا الفراغ العمراني الكبير (ميدان رمسيس) وقد تم تنفيذ المشروع الحالي بعيداً تماماً عنه، ولم يؤخذ منه أي أفكار أو تطويرها، بما يعتبر إهداراً للجهد والوقت والمال العام الذي أنفق علي المسابقة. هذا اضافة الي عدم ملائمة النخل »الملوكي« المرتفع لمقياس واجهة المحطة إذ يبدو هزيلا فلا يضيف جمالا للمكان لأنه تائه في فراغ كبير واستخدامه (لمجرد التزيين أم للتظليل) يفوق ارتفاع واجهة المحطة الممتدة أفقياً حوالي 003 متر، يؤدي الي انفصال بصري بين أفقية المبني ورأسية النخل. طمس المعالم الأثرية ويتعجب رئيس جهاز التنسيق الحضاري لأن الاعمال التي تمت داخل مبني المحطة تغلب عليها أعمال الديكورات علي حساب أعمال تطوير ورفع الكفاءة الوظيفية والأداء لهذه النوعية من المباني، كما ان أعمال التصميم الداخلي لم تتبع سبل الحفاظ علي المباني التراثية فهي غير متوافقة مع الأساليب الفنية العالمية المتبعة في إحياء أو إعادة توظيف المباني التراثية حيث إنها اعتمدت علي إخفاء وطمس معالم المبني الأصلية من الداخل وكذلك إخفاء المنشأ الحديد الذي يمثل في حد ذاته قيمة تراثية. الغريب انه تم الخلط في استخدام الطرز المعمارية في المباني الداخلية ما بين النيوإسلاميك والكلاسيك والفرعوني بشكل غير مبرر، وغير واضح سبب تحويل منشأ حديد ينتمي الي القرن 91 وواجهاته ذات طراز »نيو - إسلاميك« ومسجل في قوائم المباني ذات القيمة المعمارية الي شكل جديد وخلطه بطرز معمارية أخري منها الكلاسيك والفرعوني وتلقيط الزخارف من تصميمات أخري، حتي صار المبني شبيهاً بملهي ليلي أو فندق في محاولة للإبهار واجتذاب الأنظار. اضافة الي ان الخامات المستخدمة غير متوافقة مع مادة الحديد الأصلية مثل الكرانيش الجبس والأكريليك.... وغير ذلك. ويبدي رئيس جهاز التنسيق الحضاري استغرابه من اضافة نصب تذكاري يحمل أسماء شهداء ثورة 52 يناير ويتوسط بهو المدخل الرئيسي لمحطة السكك الحديدية هو عنصر لا أساس لوجوده داخلها خاصة ان أحداث الثورة لم تكن ذات علاقة بالمحطة أو ميدان رمسيس ويؤكد أنه عمل مستحدث ومقحم ولم يكن وارداً منذ بداية المشروع ولم يصرح بوجوده من قبل في بداية إعداد الرسومات التي تم الترخيص بها من الجهات المختصة. وينوه بأن الجهاز سبق أن أعلن رأيه الفني أولاً بأول لكبار المسئولين في وزارة النقل وهيئة السكك الحديدية.. وتجاهله مخالفة تستحق الحساب.!!