جاء المحاسب مصطفي محمود استشاري التنمية البشرية والنظم الادارية إلي أخبار اليوم يحمل فكرة لمشروع يصفه بانه الطريق الانسب لصناعة مصر الجديدة التي نحلم بها بعد ثورة 25 يناير. المشروع يعتمد علي فكرة أساسية وهي تحويل القري المصرية الفقيرة إلي قري منتجة، تجذب الاستثمارات وتوفر الالاف من فرص العمل للشباب، ويطرح المشروع فكرة جديدة لتمويل هذا المشروع برأسمال وطني، علي غرار تجربة طلعت حرب مؤسس بنك مصر، بالاضافة إلي الاستفادة من الموارد والامكانيات المتاحة كما حدث في حرب اكتوبر التي حققت فيه مصر نصرأ عسكرياً يشبه الاعجاز بأسلحة قديمة جداً. صاحب فكرة المشروع يري أن روح أكتوبر التي ما زالت تكمن في أجساد المصريين وروح ثورة يناير التي حررت العقول قادرة علي تنفيذ هذا المشروع.. بايدي شباب المحروسة الذين أعادوا كتابة التاريخ. »أخبار اليوم« حاورت المحاسب مصطفي محمود لتتعرف علي تفاصيل المشروع. في البدية يقول المحاسب مصطفي محمود إن (بناة مصر) هو مشروع قومي أري أنه السبيل الوحيد لإنقاذ ما تبقي من طاقة يناير الهائلة قبل أن تضيع منا، وهو يعتمد علي تحقيق هدف رئيسي ألا وهو إستعادة القرية المنتجة الجاذبة للإستثمار والعمالة، كما كانت من زمن قريب في كل المجالات البشرية والمادية، فالقرية هي التي أنبتت أحمد زويل والعقاد وغيرهم، والقرية هي التي أقيمت علي إنتاجها مصانع المحلة الكبري العملاقة. كيفية التنفيذ وكيف سيتم تحويل القري المصرية الفقيرة إلي قري منتجة وجاذبة للاستثمار؟! يتم ذلك من خلال خطوات محددة في إطار خطة المشروع وهي: دعوة القري الأكثر إحتياجاً للتنمية ليتم إختيار إحداها للبدء بتنميتها من خلال القرعة، مع تأكيد واضح بأن أهلها سيبذلون كل الجهد والعطاء وبسواعد أبنائها لإعادة إصلاح قريتهم. تصنيف القري المختارة للتنمية طبقاً (لموقعها الجغرافي في محافظاتها - عدد سكانها وشرائحهم العمرية - منتجاتها وصناعاتها..)، ويتم تقييم القرية الأكثر احتياجاً تحت عنصرين وهما:- أولاً:- بالنسبة لاحتياجات القرية للبنية التحتية تنقسم لعنصرين.. وهما بنية تقليدية وبنية غير تقليدية. ثانياً:- بالنسبة لقدرات القرية الإنتاجية فتنقسم لثلاثة أقسام وهي الخبرات البشرية المتوافرة بكل قرية وكيف يمكن توظيفها، والخبرات الجديدة التي يمكن اضافتها وتدريبها، والامكانيات المادية المتاحة بكل قرية، ومدي تقبلها للتطوير باستخدام التقنيات العلمية الحديثة. دور الشباب ومن سيقوم بحصر القري وامكانياتها المتاحة؟ قال صاحب فكرة المشروع من قاموا بثورة يناير هم من سيقومون بتنفيذ المشروع، حيث تضمن ثاني خطوة تنفيذية للمشروع دعوة الشباب بكل وسائل الإتصال بهم للمساهمة في تنمية القري، فتواجدهم أساسي وهام للغاية لتحقيق أهداف هذا المشروع، فعلي سبيل المثال لا الحصر سيقومون باجراء الدراسات الإجتماعية للأسر والأفراد بالقرية ومعرفة امكانياتهم وخبراتهم - والمشاركة في إصلاحات تحسين الطرق والمنازل - تولي أعمال التثقيف الإجتماعي والسياسي والديني والتعليمي.. كما سيتم دعوة أصحاب الإبتكارات والاختراعات والابحاث التي ما زالت في الأدراج والتي تساهم في تطوير القري مثل انتاج الطاقة الطبيعية بأنواعها - تنقية المياه الجوفية ومياه الصرف - الأبحاث والعلوم الزراعية والحيوانية.. إلخ، لتكون مشروعاتهم بداية نموذجية يتم تعميمها في باقي قري محافظات الجمهورية. رجال الأعمال وكيف سيتم توفير التمويل المناسب للمشروع؟ سيتم دعوة رجال الأعمال وأصحاب الملاءة المالية للمساهمة في مشروع، خاصة أن المشروع سيكون وسيلة لاسترداد وطنية وتحسين صورة رجال الأعمال كانوا مضطرين للتعامل مع النظام السابق بأسلوب لم يرضوه ولكنهم أجبروا عليه، والشرفاء منهم هم الأغلبية. وأوضح أن رجال الأعمال الذين سيتولون تنفيذ اختراعات أو مشروعات في المرحلة الأولي، سيكون لهم أولوية لتطبيق هذه الصناعات في باقي القري التالية، لأنهم تحملوا مخاطر التمويل الأول، وبالتالي يحق لهم تحقيق العائد الإستثماري لما قدموه من دعم في التجربة الأولي. أهداف مختلفة وما هو الفرق بين مشروعك وبين مشروع القري الأكثر فقراً الذي كانت تنفذه أمانة السياسات بالحزب الوطني المنحل؟ إن مشروع (بناة مصر) يهدف إلي إصلاح القرية ولا يقف فقط عند مفهوم رصف الشوارع وتوصيل المياة والصرف والكهرباء، ولكن الهدف الرئيسي من مشروعنا الذي سنعمل علي تحقيقه هو إستعادة القرية المنتجة للعقل البشري العلمي والفكري، واستعادة القرية المنتجة في كل مجالات الإنتاج (الزراعي الصناعي الخدمي ..)، وذلك من خلال مشروعات جاذبة للإستثمار والعمالة، وهذا الأمر ليس بالأمر المستحيل لأن كل قرانا كانت كذلك بالفعل. كما أن مشروع (بناة مصر) سيعيد للمواطن المصري إنتماءه وإعتزازه وثقته بنفسه وليتحقق إرتباطه بما حققه بساعده وجهده وماله وفكره، وبالتالي سيعمل دائماً علي تنميته والحفاظ عليه، وعليه؛ سيصبح المواطن المصري هو الرقيب والمحاسب الفعال علي أداء كل أجهزة الدولة. بنك التحرير وكيف سيشعر المواطن أنه صاحب المشروع؟ بالاضافة إلي أن شباب كل قرية هم من سينفذون أهم المشروعات المناسبة لقريتهم فإن المشروع سيتلقي التبرعات في حساب (بناة مصر) لدي إحدي البنوك، وهذا الحساب سيتحول في اقرب فرصة إلي إنشاء (بنك التحرير)، من خلال أسهم تطرح للإكتتاب العام ليمثل النواة الحقيقية لإعادة بناء مصر بنفس النهج الذي إتبعه الراحل العظيم طلعت حرب باشا رحمه الله، حيث سيتولي هذا البنك إقامة المشروعات أو المشاركة فيها مع رؤوس الأموال الخاصة طبقاً للإحتياجات الفعلية للمشروعات التي ستظهر من خلال التطبيق العملي، وبالتالي سيكون هذا البنك ممثلاُ لرأس المال الوطني الشعبي في كل المشروعات، وعليه سنضمن تحقيق البعد الاجتماعي لأفراد الشعب، ونضمن تحقيق العائد الاستثماري للمشروعات لضمان تحقيق الانتماء والولاء، وأيضاً تحقيق مبدأ المحاسبة بالثواب والعقاب فيما قد يصبح ملكية حقيقية عامة مشتركة لكل أفراد الشعب فيعمل كل منهم علي تنميته وتطويره والمحافظة عليه، لأن المشروع المقترح سيعيد الوطن لأبنائه ويصبحوا ملاكا حقيقيين له كما أنهم سيصنعون القرارات الخاصة بهم ولن يصبحوا مجرد متلقين فقط. وأضاف صاحب فكرة المشروع أنه يضع في تخطيطه الأساسي أن مشروعات تنمية القرية الأولي ستكون إمتداداً لمشروعات أكبر تخدم القري المجاورة حتي تمتد إلي خدمة المحافظة بأكملها، وبالتالي يسهل التخطيط لتحقيق التميز النسبي لكل محافظة من خلال مشروعات تعتمد علي القدرات الإنتاجية والإجتماعية والإقتصادية لكل محافظة، بما يحقق التعاون والتكامل بين المحافظات، وبالتالي رفع المستوي الإنتاجي علي كامل مستوي الجمهورية. دعم القوات المسلحة القوات المسلحة كان لها الدور الأساسي في حماية ثورة يناير، فهل سيكون لها دور في تنفيذ مشروع بناة مصر؟ بكل تأكيد سيحتاج المشروع لدعم قواته المسلحة لتنقطع كل الألسنة التي تعمل للوقيعة بين الشعب وجيشه، وستكون المشرف علي تنفيذه، كما أن المشروع سيحرر قرار مصر السيادي من أي ضغوط أو تبعية لأنه تحرر في لقمة عيشه، كما إن هذا المشروع سيتم تمويله ذاتياً فلن يختنق إقتصادها بأي قروض خارجية تثقل كاهله بفوائدها وتبعيتها. وأضاف: مشروع (بناة مصر) فترة تنفيذه قصيرة للغاية، حيث إن القرية الأولي يستغرق مدة اصلاحها 6 أشهر من بدء الحملة، وباقي القري علي مستوي الجمهورية كلها سيستغرق فترة تنميتها حتي 5 سنوات، وذلك بفضل سرعة الانتشار لتولي تطبيق خبرات الشباب التي أكتسبوها من تجربة تنمية القرية الأولي كما أشرنا. ومن أهم عناصر نجاح المشروع أنه سيسترد جزءاً كبيراً جداً من إستثماراته خلال فترة تنفيذه القصيرة، وذلك من خلال إنتاج القري ومشروعاتها المتتالية التي ستنفذ، كما إن عنصر المخاطرة فيه يعتبر منعدماً تماماً، خاصة أن المشروع سيتم تنفيذه بأيدينا وتحت أبصارنا في داخل قرانا مما سيدفع المؤسسات المالية المحلية وكل أفراد الشعب إلي المساهمة بالجهد والمال والفكر بحماس وبدون تردد.