فى خضم هذا الزخم واللغط الجدلى الذى بدأ يغشى ضبابه على الوطن، بدأت الأمور تختلط وتضيع الأهداف وتفتر الطاقات الهائلة التى تولدت من ثورة يناير العظيمة، تماماً مثلما فقدنا ذات الطاقة التى تولدت من حرب أكتوبر المجيدة حتى تم أختزالها فى اغانى وإحتفالات سنوية!! فظهرت صراعات إما بجهل أو بسوء نية لتخدم وتحقق مصالح خاصة بعيدة عن صالح هذا الشعب العظيم، الذى آن له أن يحيا حياة كريمة تليق به وهو يستحقها، والتى قد أختلست منه لعقود طويلة، الأمر الذى يؤكد الأهمية القصوى للعمل الجاد والفورى لإصلاح بلادنا، وهذا الأمر لن يتم إلا من خلال سواعد أبنائها وأموالها وهى أكثر من كافية. إن مشروع(بناة مصر) هو مشروع قومى نرى أنه السبيل الوحيد إن شاء الله تعالى لإنقاذ ماتبقى من طاقة يناير الهائلة قبل أن تضيع منا، وهو يعتمد على تحقيق هدف رئيسى ألا وهو إستعادة القرية المنتجة الجاذبة للإستثمار والعمالة، كما كانت من زمن قريب فى كل المجالات البشرية والمادية، فالقرية هى التى أنبتت أحمد زويل والعقاد وغيرهم، والقرية هى التى أنبتت القطن الذى أنشىء على إنتاجه مصانع المحلة الكبرى العملاقة، والقرية كانت دائماً نبع للقيم والأخلاق..إلخ، فالفلاح المصرى هو ركن أصيل وأساسى من القوة الحقيقية المتبقية والباقية لإستعادة بناء مصرنا الجديدة؛ وليس هذا إلا قليل من كثير بقدر أهمية القرية وعظمة عطائها. أن الأسرة هى نواة المجتمع، وإصلاحها يعنى إصلاح كل المجتمع كذلك؛ فالقرية هى نواة الأمة، وإصلاحها يعنى إصلاح الأمة كلها. أهداف المشروع إن مشروع(بناة مصر) يهدف إلى إصلاح القرية ولا يقف فقط عند مفهوم رصف الشوارع وتوصيل المياة والصرف والكهرباء..إلخ، ولكن الهدف الرئيسى من مشروعنا الذى سنعمل على تحقيقه هو إستعادة القرية المنتجة للعقل البشرى العلمى والفكرى، وإستعادة القرية المنتجة فى كل مجالات الإنتاج(الزراعى– الصناعى– الخدمى ..إلخ)، وذلك من خلال مشروعات جاذبة للإستثمار والعمالة، وهذا الأمر ليس بالأمر المستحيل لأن كل قرانا كانت كذلك بالفعل. إن مشروع(بناة مصر) من أهم أهدافه إستعادة الإنتماء والإعتزاز لكل مواطن شارك فى إعادة بناء قريته، كما إن المشروع سيتم تنفيذه من خلال رؤية جديدة تعتمد على تطبيق الإقتصاد الإستثمارى، ولكن من خلال فلسفة جديدة نضمن بها تحقيق التوازن الإجتماعى والإقتصادى للمشروع، ومن بعض أهم أهداف المشروع مايلى:- 1) مشروع(بناة مصر) سيعيد للمواطن المصرى انتماءه واعتزازه وثقته بنفسه، حتى يتحقق ارتباطه بما حققه بساعده وجهده وماله وفكره، وبالتالى سيعمل دائماً على تنميته والحفاظ عليه، وحينها؛ سيصبح المواطن المصرى هو الرقيب الحقيقى والمحاسب الفعال على أداء كل أجهزة الدولة التى ستعمل لخدمته بحق. 2) مشروع(بناة مصر) سيتلقى التبرعات فى حساب خاص لدى البنوك، وهذا الحساب سيتحول فى أقرب فرصة إلى إنشاء(بنك التحرير) وشركاته التابعة، وذلك من خلال أسهم تطرح للإكتتاب العام، ليكون النواة الحقيقية لإعادة بناء مصر بنفس النهج الذى إتبعه الراحل العظيم طلعت حرب باشا رحمه الله، حيث ستتولى البنك وشركاته إقامة المشروعات أو بالمشاركة فيها مع رؤوس الأموال الخاصة طبقاً للإحتياجات الفعلية للمشروعات التى ستظهر من خلال التطبيق الفعلى للمشروع فى القرى، وبالتالى سيكون هذا البنك ممثلاُ لرأس المال الوطنى الشعبى فى كل المشروعات، وعليه سنضمن تحقيق البعد الإجتماعى لطبقات الشعب، وتحقيق العائد الإستثمارى للمشروعات لترسيخ عنصر الإنتماء والولاء من الشعب المالك الحقيقى للمشروع، وأيضاً تحقيق مبدأ المحاسبة بالثواب والعقاب فيما قد أصبح ملكية حقيقية عامة مشتركة لكل أفراد الشعب، حتى يعمل كل منهم على تنميته وتطويره والمحافظة عليه، وأيضاً لضمان عدم إستئساد رؤوس الأموال الخاصة بمفردها لمشروعات(بناة مصر). 3) مشروع(بناة مصر) سيحقق ثورة تعليمية حقيقية من خلال تطبيق نظام(التعليم التفاعلى)، وهو نظام بأفكار جديدة تماماً وبأسلوب وأهداف غير تقليدية لم يتم تنفيذها من قبل شكلاً أو مضموناً، وهو نظام يعتمد على البحث والفهم حتى ولو باستخدم نفس المناهج المتأخرة الحالية كمرحلة أولى لحين تطويرها خلال السنتين الأوليتين. 4) مشروع(بناة مصر) يضع فى تخطيطه الأساسى أن تكون مشروعات القرية الأولى إمتداد لمشروعات أكبر تخدم القرى المجاورة حتى تمتد إلى خدمة المحافظة بأكملها، وبالتالى يسهل التخطيط لتحقيق التميز النسبى للقدرات الإنتاجية والإجتماعية والإقتصادية والخدمية ..إلخ) لكل محافظة، بما يحقق التعاون والتكامل بين المحافظات، وبالتالى رفع المستوى الإنتاجى وتنوعه على كامل مستوى الجمهورية. 5) مشروع(بناة مصر) سيؤكد تماماً لكل أفراد الشعب المصرى أن شبابه هم أهل للثقة، وأنهم أحق لتولى زمام الأمور فى إدارة كل شئون البلاد لتحقيق التنمية والنهضة الثورية الحقيقية للأمة. 6) مشروع(بناة مصر) لا يختلف على أهدافه أحد؛ وبالتالى سيكون بمثابة كلمة سواء يجتمع تحت مظلته كل الجماعات والقوى السياسية وحتى القوات المسلحة، وبالتالى تنقطع كل سبل الوقيعة بين الشعب ونفسه وجيشه. 7) مشروع(بناة مصر) سيعيد لنا القرية المنتجة الجاذبة للعمالة والإستثمار، وبالتالى سيوقف نزيف هجرة أبنائها للمدن، بل سيعود إليها من هاجر منها، وبالتالى تتوقف ظهور العشوائيات أخطر القنابل الموقوتة على الأمة. 8) مشروع(بناة مصر) سيحرر قرار مصر السيادى من أى ضغوط أو تبعية لأنه سيحرر لقمة عيشه، كما إن هذا المشروع سيتم تمويله ذاتياً، فلن يحمل إقتصادنا أى قروض خارجية تثقل كاهله بفوائدها وتبعيتها. أعلم يقيناً أن هناك الكثير من التساؤلات عن كيفية تحقيق كل هذه الأهداف الحلم وبمثل هذه البساطة!؟ ولكننا سنقابلها إن شاء الله تعالى بإجاباتها المنطقية التى ستؤكد سهولة إمكانية تحقيق مشروع (بناة مصر). خطوات تنفيذ المشروع تبدأ الخطوات التنفيذية لمشروع " بناة مصر " بحملة إعلامية مكثفة بهدف تحقيق الخطوات التالية:- 1) إستعادة القرية كوحدة منتجة جاذبة للاستثمار والعمالة. دعوة القرى الأكثر احتياجا للتنمية ليتم اختيار إحداها للبدء بتنميتها من خلال القرعة، مع تأكيد واضح بأن أهلها سيبذلون كل الجهد والعطاء وبسواعد أبنائها لإعادة إصلاح قريتهم. تصنيف القرى المختارة للتنمية طبقاً ( لموقعها الجغرافى فى محافظتها– عدد سكانها وشرائحهم العمرية – منتجاتها وصناعاتها.. إلخ)، ويتم تقييم القرية الأكثر احتياجا تحت عنصريين وهما:- أولاً:- بالنسبة لاحتياجات القرية للبنية التحتية تنقسم لعنصريين:- الأول:- بنية تقليدية لم تتطور ولا زالت تتم بالطرق التقليدية مثل ( الطرق، الصرف – الآبار – المبانى..إلخ) ولكنها تقبل التطور التكنولوجى. الثانى:- بنية غير تقليدية يمكن إضافتها وتطبيقها من خلال ابتكارات شباب مصر مثل ( توليد الطاقة بمختلف مصادرها الطبيعية، وتنقية مياه الصرف، وإعادة تدوير المخلفات بكافة أنواعها..إلخ). ثانياً:- بالنسبة لقدرات القرية الإنتاجية تنقسم لثلاثة عناصر كالتالى:- الأول:- الخبرات البشرية المتوارثة كالخبرات الزراعية والمنتجات المنزلية كتربية الدواجن والمواشى والزراعة..إلخ، وهى تحتاج لرفع قدرتها الإنتاجية بالتوعية والتعليم والتدريب، ومن خلال تحفيز التعاون الجماعى، وهو الأمر الذى سنركز عليه لمدى أهميته الاقتصادية والاجتماعية، وذلك من خلال مشروعات مشتركة يتعاون فيها أهل القرية مثل إنشاء حظائر أو صناعات تعتمد على الإنتاج الزراعى والحيوانى للقرية..إلخ. الثانى:- خبرات جديدة يمكن إضافتها واكتسابها بالتعليم والتدريب لخلق صناعات جديدة متطورة تعتمد على منتجات القرية أو لتتكامل مع منتجات القرى المجاورة داخل المحافظة بهدف تحقيق الميزة النسبية لإنتاجية كل محافظة. الثالث:- الإمكانيات المادية الحالية(معدات، حظائر، مراكز تعبئة..إلخ)، ومدى تقبلها للتطوير باستخدام التقنيات العلمية الحديثة. 2) دعوة الشباب بكل وسائل الاتصال بهم للمساهمة فى تنمية القرى، فتواجدهم أساسى وهام للغاية لتحقيق أهداف هذا المشروع، فعلى سبيل المثال لا الحصر؛ (أهميتهم لتنفيذ الدراسات الاجتماعية للأسر والأفراد بالقرية ومعرفة إمكانياتهم وخبراتهم - المشاركة فى إصلاحات تحسين الطرق والمنازل - تولى أعمال التثقيف الاجتماعى والسياسى والدينى والتعليمى..إلخ)، كما إن من أهم أهداف تواجدهم هو إكسابهم الخبرة العملية من تنفيذ هذا المشروع حتى تنطلق منهم فرق لتطبيق ما تعلموه وأنجزوه عملياً ونموذجباً على باقى القرى فى كل محافظات الجمهورية، وهذا الهدف من الأهمية القصوى لسرعة تنمية كل قرى مصر فى فترة وجيزة للغاية. 3) دعوة أصحاب الابتكارات والاختراعات والأبحاث التى لا زالت فى الأدراج والتى تساهم فى تطوير القرى مثل إنتاج الطاقة الطبيعية بأنواعها – تنقية المياه الجوفية ومياه الصرف – الأبحاث والعلوم الزراعية والحيوانية..إلخ، لتكون مشروعاتهم بداية نموذجية يتم تحقيقها بأسلوب اقتصادى على باقى قرى الجمهورية. 4) دعوة رجال الأعمال وأصحاب الملاءة المالية للمساهمة فى مشروع(بناة مصر) إعتماداً على التالى:- هذا المشروع يندرج تحت فتوى فضيلة مفتى الديار المصرية بتاريخ 20/9/2011، الذى أجاز التبرع فيه من أموال الزكاة، وبذلك يطمئن ذوى الملاءة المالية وأهل الخير لزكاة أموالهم وتبرعاتهم. المشروع سيكون وسيلة لاسترداد وطنية وتحسين صورة رجال الأعمال ممن كانوا مضطرين فى تعاملهم مع النظام السابق بأسلوب لم يرضوه ولكنهم أجبروا عليه، والشرفاء منهم هم الأغلبية. رجال الأعمال الذين سيتولون تنفيذ اختراعات أو مشروعات، سيكون لهم أولوية ولكن بضوابط سيأتى ذكرها لتطبيق الاختراعات وصناعاتها فى باقى القرى التالية، لأنهم تحملوا مخاطر التمويل الأول، وبالتالى يحق لهم تحقيق العائد الاستثمارى لما قدموه من دعم فى التجربة الأولى، فكما أشرنا أن مشروع(بناة مصر) يعتمد على الاقتصاد الاستثمارى، لذلك فإن المشروع سيفتح ويوجه فرص جاذبة لاستثمار رؤوس الأموال لمشروعات تنموية حقيقية نابعة من الإحتياج الفعلى لها. 5) دعوة للقطاع الأعظم فى شعب مصر من الفلاحين والعمال بمصر للتبرع من خلال رسائل (SMS)، لأهمية مشاركتهم لأنهم السواعد الحقيقية لبناء مشروع(بناة مصر)، ومن المؤكد إن شاء الله تعالى الوصول إلى مشاركة كبيرة منهم، اعتمادا على ضآلة قيمة التبرع الصغيرة، وسهولة وسيلة التبرع، خاصةً أن المتبرع يعلم أن تبرعه سيعود إليه مرة أخرى والاستفادة منه عندما يأتى الدور على قريته، ومما سيؤكد ويفعل نسبة مشاركتهم، وذلك لما سيلمسه ويراه المتبرع من واقع فعلى يتم تحقيقه على أرض الواقع أسبوعياً من خلال وسائل الإعلام، هذا؛ بخلاف إيداع ذوى الملاءة المالية فى الحساب البنكى لتلقى التبرعات. عناصر نجاح المشروع مشروعنا(بناة مصر) له عناصر تؤكد بقوة سهولة نجاحه وإمكانية تحقيقة فى أقصر وقت وأعلى كفاءة وأقل تكلفة وبأدنى درجات المخاطرة، ومن بعض هذه العناصر مايلى:- المشروعات القومية الأخرى المطروحة حالياً تحتاج لتمويل ضخم وهائل للغاية، وقد يتوقف التمويل لأسباب عديدة، فيتوقف المشروع بالكامل مثلما حدث فى مشروعات كثيرة نراها بأعيننا بيننا، كما إنه لن يظهر تأثير ناتج هذه المشروعات إلا بعد سنوات طويلة لا تقل عن 20 سنة، هذا بخلاف أنها ستتم بعيداً عن رؤية ومتابعة الشعب لها، مما سيؤدى إلى فتور فى المشاركة الشعبية لها، كما إن عنصر مخاطر فشلها عالى وكبير جداً. مشروعنا(بناة مصر) من أعظم ركائز نجاحه أنه يحتاج لتمويل بسيط لا يقارن بالنسبة للمشروعات الأخرى، فهو فى متناول يد كل أفراد الشعب المصرى مما سيساعد على بدء تنفيذه، وأيضاً معدل إنجازه سريع للغاية ويمكن متابعة نتائجه أسبوعياًً على مرأى ومسمع من كل أفراد الشعب، مما سيدفع الجميع للمشاركة فيه. مشروعنا(بناة مصر) فترة تنفيذة قصيرة للغاية، حيث أن القرية الأولى يستغرق مدة إصلاحها أقل من 6 أشهر من بدء الحملة، وباقى القرى على مستوى الجمهورية كلها سيستغرق فترة تنميتها حتى 5 سنوات، وذلك بفضل سرعة إنتشار الشباب لتولى تطبيق خبراتهم التى أكتسبوها من تجربة تنمية القرية الأولى كما أشرنا. مشروعنا(بناة مصر) من أهم عناصر نجاح اقتصادياته أنه سيسترد جزء كبير جداً من إستثماراته خلال فترة تنفيذه القصيرة، وذلك من خلال إنتاج القرى ومشروعاتها المتتالية التى ستنفذ، كما إن عنصر المخاطرة فيه يعتبر منعدم تماماً لأن مشروعنا(بناة مصر) سيتم تنفيذه بأيدينا وتحت أبصارنا فى داخل قرانا مما سيدفع المؤسسات المالية المحلية وكل أفراد الشعب إلى المساهمة بالجهد والمال والفكر بحماس وبدون تردد. إن الألف ميل يبدأ عند الآخرين بخطوة، ولكنه لنا كمصريين يبدأ بقفزة، إنها قدرتنا وهوايتنا عند مواجهه الصعاب والمستحيل، كما كان نصر 6 أكتوبر و25 يناير. إستشارى التنمية البشرية والنظم الإدارية . [email protected]