الروح المعنوية المرتفعة والرغبة في تحقيق الانتصار واستعادة الأرض والكرامة كانت هي كلمة السر في نصر أكتوبر العظيم. هذه الروح التي تولدت في المقاتلين ضباطاً وجنوداً خلال حرب أكتوبر أعطتهم طاقة جبارة وقدرة هائلة علي مواجهة عدو يملك أسلحة جبارة بينما يملك المصريون ويستخدمون أسلحة من الثلاثينيات. روح أكتوبر كانت بمثابة الطاقة الكهربائية التي أعادت شحن طاقة القوات المصرية ومكنت من عبور قناة السويس أقوي مانع طبيعي ومكنتها من اختراق خط بارليف أقوي حصن ومانع صناعي في دقائق. هذه الروح هي السبب في تفوق المصريين خلال الحرب وكانت سبباً مباشراً في تحقيق الانطلاقة السياسية والاقتصادية التي تلت الحرب مباشرة ولسنوات قليلة ولكن سرعان ما تناسينا هذه الروح.. وما أحوجنا لاستلهامها الآن حتي نواجه الأزمة التي يمر بها الاقتصاد بشكل خاص والدولة بشكل عام. عقب نصر أكتوبر.. كانت الدولة تواجه أزمات عديدة ولكن لأن مفهوم الروح كان يتجسد في كلمتين هما »مصر أولاً« فقد تغلب المصريون علي كل الصعاب وفي مقدمتها عدم وجود بنية أساسية واقتصاد منهك من الحروب وأزمة سيولة.. وغيرها. تغلب المصريون علي كل الأزمات لأنهم وضعوا مصر نصب أعينهم.. كان الوطن أكبر من المسلم والمسيحي ومن القطاع الخاص والعام ومن الأثرياء والفقراء.. كان الوطن هو الأهم وهو الذي يستحق أن نضحي من أجله..أين روح أكتوبر أو مصر أولاً هي ما نحتاج إليه الآن في أفكارنا ومشروعاتنا القائمة أو الجديدة.. نحتاجها لمواجهة الأزمات التي صنعها الذين يتاجرون بثورة يناير.. نحتاج روح أكتوبر لأنها السبيل الوحيد لصناعة مصر المستقبل.