وسط أجواء سينمائية دافئة يغلفها مزيج من روح الشرق وروح الغرب علي سواحل البحر المتوسط افتتحت مساء الاثنين الماضي بمدينة طنجه المغربية فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان الفيلم القصير لدول البحر المتوسط والذي يعد ملتقي سنويا لصناع السينما الروائية القصيرة في اوروبا والشرق الاوسط ... اقيم حفل الافتتاح في سينما روكسي التي تقع وسط مدينة طنجه خاصة وأن هذه السينما تعد من اقدم واعرق دور السينما في تلك المدينة وربما المغرب وهو ما يظهر في معمارها الكلاسيكي الذي يعيد للاذهان دائما ذكريات العقود الاولي في صناعة السينما ... وشهد حفل الافتتاح تقديم اعضاء لجنة التحكيم والتي تتشكل من الناقد السينمائي المغربي محمد باكريم رئيسا وعضوية كل من المخرجة الجزائرية يامنه بشير الشويخ والناقدة اللبنانية فيكي حبيب والممثلة المغربية السعدية لاديب والمنتج الفرنسي ايمانويل بريفو والمخرج الايفواري كيتيا توري والمخرج المغربي جمال بلمجدوب ..وعقب تقديم لجنة التحكيم عرض فيلم الافتتاح (ذاكرة المغرب 14) للمخرج احمد البو عناني وهو فيلم تسجيلي يتعرض لمأساة الشعب المغربي مع الاحتلال الفرنسي من خلال مشاهد ترصد ذلك التاريخ بشكل أقرب الي الذاكرة المصورة للفترة مابين 1912 و1953 .. وتشهد دورة هذا العام مشاركة 55 فيلما من 20 دولة وذلك في اطار المسابقة الرسمية التي تتنافس افلامها علي جوائز المهرجان وهي الجائزة الكبري وجائزة لجنة التحكيم وجائزة افضل سيناريو وجائزة افضل اخراج ودائما ما تشهد المسابقة مشاركات قوية لشباب السينمائيين وأصحاب التجارب الجديدة في مجال السينما الروائية القصيرة وهو ما اتضح في حماس عدد من المخرجين العرب للمشاركة في المهرجان يأتي في مقدمتهم الدولة المستضيفة وهي المغرب والتي تشارك بخمسة افلام هي (اندرويد) للمخرج هشام العسري وتدور احداثه في اطار اقرب الي الرعب حول هواجس تطارد فتاة وكذلك فيلم (القرقوبي) للمخرج جايس زينون وفيلم (امواج الزمن) للمخرج علي بنجلون وفيلم (مختار) للمخرجه حليمه ورديغي وفيلم (الطريق الي الجنة ) للمخرجة هودا بنيامينه ويتناول الهجرة الي اوروبا بحثا عن حياة افضل من خلال قصة عائلة تمر بهذه التجربة. مشاركة مصرية قوية المشاركة المصرية في المهرجان يبدو انها ستكون اكثر كثافة هذا العام خاصة مع مشاركة اربعة افلام مصرية لمجموعة من المخرجين الواعدين حيث يشارك فيلم (5 جنيه ) للمخرج الشاب محمد اديب وبطولة صفية العمري واحمد الفيشاوي وتدور احداث الفيلم حول سيدة تفاجأ بشاب غريب الاطوار يطاردها وهي في طريق عودتها لمنزلها ..والفيلم الثاني هو (مولانا) للمخرج عزالدين سعيد ويتناول الفيلم حالة الصوفية والتقرب لأضرحة الاولياء الصالحين والتي تسيطر علي عقول المصريين البسطاء وذلك من خلال قصة شاب تطارده تساؤلات حول تلك الحالة التي يعيشها المجتمع من حوله ويظل يتساءل من هو مولانا ومن اين جاء ؟..اما المخرج الشاب محمد رمضان فيشارك هو الاخر بفيلم (حواس) والذي يشارك في بطولته مجموعه من الممثلين الشباب منهم سلاف غانم وحسن الكريدلي وطارق مندور وتدور احداثه حول سعاد الممرضة التي تقع في حب شاب راقد في الغيبوبه وتتصرف مع هذا الشاب المعلق بين الحياة والموت وكأنه يبادلها مشاعر الحب..ويشارك المخرج الشاب محمد شوقي بفيلم (السندرة) والذي يطرح فكرة فلسفية حول الاشياء التي لاتربطنا بها علاقة يومية ولكننا لانستطيع الاستغناء عنها فتظل عالقة بين الماضي والحاضر او بمعني ادق بين السماء والارض . وتشهد المسابقة الرسمية مشاركة من عدة دول متوسطية مثل اسبانيا التي تحرص دائما علي المشاركة في المهرجان بعدد لابأس به من الافلام وهذا العام تشارك بخمسة افلام بينما تطل فرنسا الضيف الدائم في المهرجان بخمسة افلام هي الاخري ولكن يبدو ان تونس بعد الثورة قررت ان تنفتح اكثر علي عالم السينما الروائيةالقصيرة حيث تشارك هذا العام بثلاثة افلام هي (موجه) للمخرج محمد بن عطية وفيلم (بيضاء) للمخرجة ريم ريفاي وفيلم (العيشا) للمخرج وليد طايع بينما تشارك سوريا بفيلم واحد هو (انفلونزا) للمخرج رياض مقدسي. سينما شابة وبعيدا عن فاعليات المسابقة الرسمية تقام ضمن اطار المهرجان بانوراما الفيلم المغربي القصير والتي تشهد مشاركة مايقرب من 48 فيلما مغربيا قصيرا تم انتاجها مابين عامي 0102 و 1102 وهو ما يدل علي كثافة الانتاج المغربي في هذا المجال من السينما خاصة وان بعض الاعمال شاركت في مهرجانات ونالت جوائز سواء في الوطن العربي او اوروبا او افريقيا كما يتيح المهرجان هذا العام ايضا فرصة لأفلام المدارس والمقصود بهم طلاب معاهد السينما كي يقدموا نتاجهم السينمائي في مسابقة خاصة تعد نواة لتخريج دفعات جديدة من المخرجين الواعدين .. من بين انشطة المهرجان الدائمة (درس السينما) وهي الندوة التي تختار ادارة المهرجان كل عام فنانا او مخرجا لتقديمها كنوع من التواصل بين شباب الفنانين وهذا المبدع لنقل خبراته اليهم وهذا العام وقع اختيار ادارة المهرجان علي المخرج المغربي حكيم بلعباس ليلقي هذا الدرس. ويعد حكيم من جيل الوسط في السينما المغربية ودرس السينما في فرنسا وحصل علي درجة الماجستير من الولاياتالمتحدة وأخرج العديد من الافلام القصيرة والطويلة مثل همسات وعش في الدفء وثلاثة ملائكة بأجنحة منكسرة وخيط الروح وحصل فيلمه الاخير اشلاء علي الجائزة الكبري للمهرجان الوطني الثاني عشر للفيلم مطلع هذا العام.