علي خط التماس بين قارتي افريقيا واوروبا تبدو مدينة طنجة بقعة خارج حدود الزمن والجغرافيا تحتضن مختلف الحضارات.. الاسلامية والاسبانية والفرنسية وتنطق بعشرات اللغات وتصنع منها مزيجا ساحرا جعل من هذه المدينة تربه خصبة لنمو الفن والابداع، ولهذا ليس عجيبا ان تتحدث عروس الشمال المغربي لغة واحدة لمدة اسبوع وهي لغة السينما التي طغت علي كل ملامح المدينة منذ انطلاق الدورة الثامنة لمهرجان طنجة للسينما الروائية القصيرة لدول حوض البحر المتوسط والذي تختتم فاعلياته الليلة. اجواء سينمائية خاصة عاشتها طنجة منذ افتتاح المهرجان مساء الاثنين الماضي بقاعة سينما روكسي والتي تقع بوسط المدينة وهي من اقدم دور العرض بالمغرب وتتميز بالطابع المعماري الاسباني مثل اغلب مباني طنجة وحضر حفل الافتتاح نخبة من الشخصيات العامة والسينمائيين المغاربة يتقدمهم وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومه السيد خالد الناصري ومحمد حصاد والي جهة طنجة تطوان ونور الدين الصايل مدير المركز السينمائي المغربي والعربي المساري رئيس لجنة دعم الانتاج السينمائي الوطني. وقد كانت مفارقة لطيفة ان يكون حفل افتتاح الفيلم القصير"قصيرا" فلم يتجاوز النصف ساعه تقريبا حيث بدأ بكلمة قصيرة لنائب عمدة طنجه اعقبها تقديم لجنة التحكيم التي يترأسها الكاتب المغربي عبداللطيف اللعبي وتضم في عضويتها المخرجه التونسيه سلمي بكار والمخرجه المغربية فريده بنليزيد والممثله المغربيه ثريا العلوي والناقد اللبناني هوفيك حبشيان والمخرج الجزائري محمد مبتول , ثم عرض فيلم الافتتاح "طنجة مدينة دولية" وهو من انتاج عام 1946 واخراج اوندري زوبادا ومدته 15 دقيقة ويقدم الفيلم صورة عامه عن الحياة في مدينة طنجة القديمة وأهميتها الاقتصادية كواحدة من اهم موانيء المغرب القريبة من السواحل الاوروبية . يشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان 53 فيلما بدأت عروضها صباح الثلاثاء الماضي كانت الرومانسية والواقعية طرفي معادلة حكمت اغلب الموضوعات التي تطرحها حيث اتجهت اغلب الافلام الاوروبية لطرح رؤية لمشاكل وهموم البشر من منظور رومانسي ووجدت قصص الحب بمختلف انواعها مساحة كبيرة اضافة الي الافلام التي قدمت رصدا لايقاع الحياة اليومي في هذه البلاد الا ان المفاجأة الحقيقية هي الصبغة التجارية التي لونت بعض الافلام لتنبيء عن تيار جديد للسينما الروائية القصيرة التي ظل الجمهور بعيدا عنها لسنوات طويلة!اما افلام شرق اوروبا القادمه من صربيا وكرواتيا والبوسنه والهرسك فغلب عليها حالة الحنين للماضي ومقارنته بواقع مابعد الحروب العسكرية والتحولات الاجتماعية والاقتصادية التي تعيشها تلك الدول وتشارك مصر في المسابقة الرسمية بثلاثة افلام هي: »باب الخروج« للمخرج يوسف ناصر و»الدنيا لما تهزر« للمخرج اسامة عشم صالح وبطولة راندا البحيري واحمد السعدني واشرف مصيلحي و"صولو" للمخرجه ليلي سامي واتجهت اغلب الافلام العربية وخاصة المغربية منها لطرح مشاكل اجتماعية مثل فيلم "حياة قصيرة" الذي يرصد قصة طفل توفيت امه اما فيلم "الروح التائهة" فيتناول معاناة فنان تشكيلي بينما يقدم فيلم "ابيض واسود" مقارنة للماضي والحاضر في المغرب وكعادتها لم تخل السينما الفلسطينية من السياسه حيث قدم فيلم " الدرس الاول"رؤية جديدة للقضية الفلسطينية وعلي نفس الدرب سارت سوريا بفيلم »شوية وقت«.