لا أري.. مفراً اليوم من الكلام عن استاذي ومعلمي الكاتب الكبير، والصحفي القدير فتحي سالم حبيب قراء »عزيزتي أخبار اليوم« وصاحب العمود الشهير »نبض الشارع« وهو في حقيقة الأمر كان نبض مصر كلها. لقد استطاع استاذ افتحي سالم بقلمه الرشيق وعباراته السهلة، وكلماته العذبة، وفكره المستنير، وعمق معانيه، وتنوع أفكاره، ورؤيته الثاقبة ان يقدم لقراء »عزيزتي أخبار اليوم« عصارة فكره في قالب سهل وبسيط.. واهتم استاذنا الكبير فتحي سالم بأفكار وآراء المفكرين والأدباء والمسئولين وصنع قاعدة وأنشأ كتيبة من كُتّاب الصفحة ومراسليها وكّون بعلاقاته الواسعة برلماناً حقيقياً اتسم بالجدية وخفة الظل والنقد البناء في كلمات مختصرة .. وواقع الأمر، عندما أسند إليّ الاستاذ والكاتب الكبير السيد النجار رئيس التحرير مسئولية تحرير »عزيزتي أخبار اليوم« شعرت - لأول وهلة - بالخوف الشديد والرعب لانني سأحرر صفحة كان يحررها الأستاذ المخضرم فتحي ! وببساطة كده، وبكل المقاييس المهنية فإن المقارنة سوف تصب لصالح أستاذنا فتحي سالم مائة بالمائة، وإذا حاولت تقليده وكان التوفيق حليفي ونجحت في الوصول الي شفافيته في التعامل مع الرسائل وحكمته في التناول أكون قد اضفت انجازاً جديداً . ولا يسعني هنا إلاّ أن استأذن استاذي فتحي سالم في المساحة المخصصة له لعلي استطيع ملء ولو جزء من الفراغ الذي تركه . ولا أسمع.. أحداً اختلف معي علي دقة وانتظام ومثابرة الاستاذ فتحي في عمله وحرصه الشديد علي تنفيذ واصدار الصفحة قبل الطبع ب 84 ساعة، وحرفيته فوق العادة علي عناوينه خفيفة الظل خاصة عندما يتناول موضوعاً مأساوياً يمس حياة المواطن اليومية! ولا اتكلم.. عن ممنوعات فتحي سالم عند تحرير الصفحة، فكلما كان يقوم بإجازة ويخصني بمسئولية الصفحة بعد استئذان رئيس التحرير يكتب بخط يده ورقة الممنوعات وبدوري اجعلها خريطة طريق عند تولي المسئولية وهي لا لنشر رسائل طلبات وظائف أو الحصول علي سكن أو النقل من مكان عمل الي آخر. وفي النهاية يقول انتبه يا استاذ محمد الباب في النهاية باب رأي اساساً.