مراسل قطاع الأخبار بالرياض: إقبال كثيف للمصريين بالسعودية بانتخابات النواب    بدء المؤتمر الصحفي للهيئة الوطنية للانتخابات لمتابعة انتخابات المصريين بالخارج 2025    إقبال كثيف وانتظام لافت للجالية المصرية في الأردن بانتخابات النواب 2025    «المال في مواجهة الطموح».. هل يحسم «طوفان اللافتات» مقاعد البرلمان؟    وزير السياحة يعقد مؤتمراً صحفياً مع ممثلي أبرز الصحف والمجلات الألمانية    السيدة انتصار السيسى تستقبل قرينة رئيس كوريا بالمتحف الكبير    الاحتلال: شرطيان فلسطينيان يطلقا النار على قوة إسرائيلية    زيلينسكي: لا يمكن الثقة في روسيا بعدما هاجمتنا مرتين    كيف تهدد الأزمات الداخلية مكانة أوروبا الدولية؟    أحمد الشناوي: بيراميدز بطل أفريقيا وكل الأندية تعمل له ألف حساب    إيكتيكي: مواجهة نوتنجهام فرصة لإعادة ليفربول إلى مسار الانتصارات    قمة الإنماء الليلة "بث مباشر".. أهلي جدة يواجه القادسية سعيًا لخطف المربع الذهبي    مصرع وإصابة 3 أشخاص في حملة أمنية مكبرة بقنا    ضبط طفلان تعديا على طلاب ومعلمي مدرسة بالسب من سطح منزل بالإسكندرية    أول تعليق من نادية مصطفى على أزمة ملف الإسكان بنقابة الموسيقيين    أشرف زكي يتراجع عن الاستقالة بعد زيارة مجلس النقابة في منزله | صور    إقبال جماهيري كبير على حفل روائع عمار الشريعي ورؤية جديدة لمؤلفاته بتوقيع هاني فرحات    جاسمين طه زكى عن الحب بعد الزواج: لا يختفى بل يصبح أعمق.. ويقاس بالمواقف لا الهدايا    شوقي علام حول التعاملات البنكية: الفتوى الصحيحة تبدأ بفهم الواقع قبل الحكم    إحالة طبيبة النوبتجية وطبيبة الأسنان بمركز «63 متر» للتحقيق    رفع 30 طنا من القمامة والمخلفات والأتربة بمدينة ناصر بحى شرق سوهاج    المصري الديمقراطي يطالب خطوات "الوطنية للانتخابات" لمنع تكرار مخالفات المرحلة الأولى    بالصور.. استعدادات حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته ال46    ميدو عادل: خشيت فى بعض الفترات ألا يظهر جيل جديد من النقاد    كاريكاتير اليوم السابع يحتفى بعيد ميلاد جارة القمر الفنانة فيروز    ارتفاع حصيلة ضحايا زلزال بنجلاديش إلى 5 قتلى ونحو 100 مصاب    تعرف علي مواقيت الصلاة اليوم الجمعة فى سوهاج    يسرى جبر: عصمة الأنبياء والملائكة فى مرتبة واحدة والكمال المطلوب فى حقهما واحد    مسار يخسر أمام مازيمبى ويكتفى بالمركز الرابع بدوري أبطال أفريقيا للسيدات    كيف يؤثر تناول السكر على مرضى السكري وما الكمية المسموح بها؟    طريقة عمل القرنبيط المقلي الكرسبي بتتبيلة مميزة    «الزراعة» تواصل حملاتها لحماية الثروة الداجنة    انفوجراف| الحصاد الأسبوعي لوزارة الزراعة    جامعة بنها ومؤسسة حياة كريمة ينظمان قافلة بيطرية بمنشاة القناطر    كل ما تريد معرفته عن مواجهات الفرق الأربعة المصرية في البطولتين القاريتين    فليك: ميسي أفضل لاعب في العقد الأخير.. وتدريبه ليس من اختصاصي    دعاء يوم الجمعة لأهل غزة بفك الكرب ونزول الرحمة.. اللهم يا فارج الهم ويا كاشف الغم فرّج عن أهل غزة فرجًا عاجلًا    السفير المصري بنيوزيلندا: انتخابات النواب تسير بسهولة ويسر    الحكومة الفرنسية: أطفالنا لن يذهبوا للقتال والموت فى أوكرانيا    بعد إحالته للجنايات.. تفاصيل 10 أيام تحقيقات مع المتهم بقتل صديقه مهندس الإسكندرية    مواصلة الجهود الأمنية لتحقيق الأمن ومواجهة كافة أشكال الخروج على القانون    الجالية المصرية بإيطاليا تشارك فى المرحلة الثانية بانتخابات مجلس النواب    وزيرة التخطيط: ملتزمون بتمكين المرأة اقتصاديًا بما يتماشى مع رؤية مصر 2030    دوري أبطال إفريقيا.. محمد الشناوي: جاهزون لمواجهة شبيبة القبائل ونسعى للفوز باللقب    زيلينسكي يرفض إقالة أقوى مستشاريه رغم تفاقم فضيحة فساد كبرى    تعاون جديد بين هيئة الكتاب ومكتبات مصر العامة لتوسيع إتاحة الإصدارات في القاهرة    رشا عبد العال: النظام الضريبي المتكامل للمشروعات التي لا يتجاوز حجم أعمالها السنوي 20 مليون جنيه    كهرباء الإسماعيلية مهتم بضم كهربا    إصابة 4 أشخاص بطلقات نارية في مشاجرة بين عائلتين بقنا    قائمة بنوك تتلقى رسوم حج القرعة 2026.. اعرف التفاصيل    أفضل وقت لقراءة سورة الكهف يوم الجمعة وفضلها العظيم    اسعار الدواجن اليوم الجمعه 21 نوفمبر 2025 فى المنيا    بورسعيد الأعلى، جدول تأخيرات السكة الحديد اليوم الجمعة    وفاة القمص توماس كازاناكي كاهن كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بالإسماعيلية    فيديو| ضحايا ودمار هائل في باكستان إثر انفجار بمصنع كيميائي    الرئيس الفنزويلي يأمر بنشر أسلحة ثقيلة وصواريخ على سواحل الكاريبي ردا على تحركات عسكرية أمريكية    أخبار مصر: مصير طعون إلغاء الانتخابات، تفاصيل اعتداء 4 عاملين بمدرسة دولية على 6 تلاميذ، أبرز بنود خطة السلام في أوكرانيا    تحذير جوي بشأن طقس اليوم الجمعة.. خد بالك من الطريق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



متي تستعيد مصر أمنها القومي المستباح في عهد مبارك؟!
قناصة »بلاك ووتر« في ميدان التحرير !
نشر في أخبار اليوم يوم 02 - 09 - 2011

منظمة »فرسان مالطة« تزود شركة البلاك ووتر بمرتزقة لتنفيذ عملياتهم الاجرامية
مبارك وافق علي سفارة بوسط القاهرة ل »فرسان مالطة« رغم انها دولة بلا شعب أو ارض
هذا الموضوع الذي يتعلق ب »أمن مصر القومي« يمكن أن يجرحك .. يمكن أن تنزف بسببه كثيرا داخلك.. ولكن يبدو أننا كمصريين في حاجة من وقت لآخر لمن يجرحنا، وأيضا لأن ننزف نفسيا كثيرا حتي ننتبه، وحتي نتحرك - دفاعا عن كرامتنا الوطنية - لنتعامل - بجدية - مع سبب الجرح، كي يتوقف النزيف النفسي نهائيا.. هذا الموضوع ليس سوي بلاغ نرفعه لمن يهمه الأمر في هذا البلد.
تفجرت مؤخرا عدة قضايا بالغة الخطورة تتعلق جميعها بأمن مصر القومي، إلا أن أخطرها علي الإطلاق هو التقارير التي تحدثت - قبل أيام - عن استعانة الرئيس المخلوع مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي وابنه جمال بمرتزقة شركة »بلاك ووتر« الامريكية، التي غيرت اسمها - مؤخرا - الملطخ بدماء ضحاياها إلي »إكس إي«، لقتل المتظاهرين في ميدان التحرير إبان ثورة 25 يناير .
معني هذا - حال تأكد هذه التقارير المشفوعة بأدلة ظرفية - أن شهداء يناير قتلوا علي أيدي أجانب، تم استئجارهم من متعهد خاص »شركة بلاك ووتر للخدمات الأمنية« وهي شركة اسسها ايرك برينس وتقدم خدماتها من قتل وتخريب وإشاعة فوضي ودمار لمن يدفع .. ومعني هذا أيضا أن أمن مصر القومي كان مستباحا علي أيدي مبارك ونظامه قبل الثورة وأثناءها وفي حاجة إلي إعادة ضبط قبل فوات الأوان.
الحقيقة أن الأمر يتطلب الآن تحقيقا عاجلا في التقارير الأخيرة، وهو الذي لم نسمع عنه حتي الآن.. نعم الأمر يتطلب تحقيقا عاجلا ، لا سيما وأنه يتعلق بقضية منظورة أمام القضاء الآن ، حيث محاكمة مبارك وولديه ووزير داخليته بتهمة الاشتراك في قتل المتظاهرين أي نفس الضحايا التي تؤكد التقارير أنهم قتلوا علي أيدي مجرمي بلاك ووتر أو قناصة »إكس إي « وبأوامر من نفس المتهمين »مبارك وجمال والعادلي«.
ومن شأن هذه التقارير أن تدفع المحققين لإعادة النظر في السيارات الدبلوماسية التي قيل إنها سرقت من السفارة الأمريكية وتم استخدامها لقتل أعداد من المتظاهرين، وتحديد هوية سارقيها وما إذا كانوا مصريين أم أجانب ؟!
بيزنس الموت الرهيب !!
ولكن ما هي شركة بلاك ووتر التي يرتبط اسمها الآن بقتل المتظاهرين في جمعة الغضب، كيف نشأت ونمت، وما هو حجم نشاطها ، وما هي أشهر جرائمها ، وكيف ترتبط بمنظمات ماسونية وصهيونية متطرفة تعادي العرب والمسلمين علي طول الخط ، بل بعضها يعود في نشأته إلي عصر الحروب الصليبية ؟
تأسست بلاك ووتر »المياه السوداء« عام 1996 تحت اسم »بلاك ووتر أمريكا« علي يد المليونير الأمريكي إريك برينس، الذي خدم في القوات الخاصة التابعة لسلاح البحرية الأمريكية مع عدد من المنتمين لليمين المسيحي المتطرف ، وهو ما مهد لتعاون الشركة مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش اليمينية خصوصاً عند غزو العراق ، حيث وقعت وزارة الخارجية الأمريكية عقب الغزو عقداً بقيمة 300 مليون دولار مع بلاك ووتر، مقابل توفيرها الحماية لبول بريمر - الحاكم الأمريكي السابق في العراق والسفير الأمريكي في بغداد »زلماي خليل زادة«.
وتجاوزت العقود التي أبرمتها الشركة مع الإدارة الأمريكية حاجز ال 505 ملايين دولار، بموجب عقود خاصة، نجحت من خلالها في بناء قاعدة لجيش خاص من المرتزقة يضم 20 ألف شخص، مزودين بطائرة بوينج 727 ومروحيات ومدرعات. ولدي الشركة معدات عسكرية لا يمتلكها إلا الجيش الأمريكي ولديها أسطول من الطائرات العسكرية بما فيها طائرات الهليكوبتر المقاتلة التي يحلق طياروها فوق أحياء بغداد يوميًا مستعرضين فنونهم وشاهرين مدافعهم علي المواطنين.
وتشير التقارير إلي أن ما نسبته 34 بالمائة من مبلغ 21 مليار دولار، خصصتها الولايات المتحدة لإعادة إعمار العراق، قد تم تحويلها للشركات الأمنية الخاصة. ما دعا صحيفة »لوس أنجلوس تايمز« إلي القول: إن خصخصة الحرب الأمريكية في العراق قطعت شوطاً كبيراً.
وقد أكد الكثير من الباحثين والكتاب الأمريكيين منهم الصحفي الأمريكي جيرمي سيكل في كتابه.. »بلاك ووتر صعود أقوي جيش مرتزقة في العالم«، العلاقة الوثيقة التي تجمع بين شركة »بلاك ووتر« للمرتزقة ومنظمة »فرسان مالطا« السرية، المنشقة عن »فرسان المعبد« التي تعود جذورها إلي القرن الحادي عشر »وهي من بقايا غزوات الفرنجة والصليبيين علي العالم الإسلامي«.
كما كانت أكثر من دورية أمريكية بينهم صحف »نيويورك تايمز« و»ميامي هيرالد« و»سان فرانسيسكو كرونيكل« قد كشفت عن أن منظمة »فرسان مالطا« تقوم بتزويد شركة »بلاك ووتر« وغيرها من شركات المرتزقة الدولية، بمجندين تحركهم الأصولية المسيحية، ليقاتلوا في الأماكن الخطرة »العربية أو الإسلامية« التي يتردد باقي المرتزقة في دخولها، وأنه قد تم استخدام هذه العناصر في العراق، وأنهم مسئولون عن الكثير من الفظائع والانتهاكات التي جرت هناك، خاصة معركة الفلوجة ومذبحة ساحة النسور في بغداد .
وكانت صحف أمريكية قد كشفت عن إبرام الشركة لعقود من أجل العمل في عدد من الدول العربية، وتحديداً في السودان مع حكومة التمرد الجنوبي من أجل تدريب »المسيحيين« في »الجيش الشعبي للتحرير« الذي كان يسعي إلي فصل الجنوب عن السودان الأم، ونجح بالفعل وأعلن الاستقلال. كما تحدثت تقارير إعلامية عن دور تسعي الإدارة الأمريكية لإسناده للشركة في إقليم دار فور غرب السودان تمهيدا لانفصاله .
ومالك الشركة إريك برينس يميني مسيحي من عائلة جمهورية تعتبر من كبار الداعمين لحملات الجمهوريين الانتخابية، وهو عضو في مجلس إدارة مؤسسة »الحرية العالمية للمسيحيين« التي استهدفت السودان لسنوات طويلة.. وهي مؤسسة غير ربحية يصف موقعها الالكتروني عمل المؤسسة بأنها تسعي لتقديم المساعدة للمسيحيين المضطهدين بسبب إيمانهم بالمسيح، و توفير المساعدات والدفاع وكتب الإنجيل للمسيحيين المضطهدين في مناطق النزاع أو الاضطهاد الحاد في العالم. و يصف إريك برنس شركته بأنها امتداد وطني للجيش الأمريكي، وأنه الصليبي الذي يشكل درعا واقية للمسيحيين ضد المسلمين، الذين يقول إنه يخوض ضدهم قتالا ضاريا!!
وكانت اعترافات أحد العاملين في شركة »بلاك ووتر« قد فجرت مفاجأة كبري في شهر مايو الماضي ، حينما أكد أن مدير الشركة أريك برينس كان يعتبر نفسه مسيحيا صليبيا مكلفًا بمهمة اجتثاث المسلمين والدين الإسلامي من العالم.
وفي شهادة خطية تحت القسم نقل هذا العامل عن برينس أن شركاته قامت ب »تشجيع ومكافأة من يساهم في تدمير حياة العراقيين«.
وجاءت هذه الشهادة ضمن سلسلة من الاتهامات شملت القتل، وتهريب الأسلحة، وتصفية المدنيين العراقيين عمدًا .
كما أن من بين تلك الاتهامات التي قدمت لمحكمة بولاية فرجينا في شهر مايو 2011 قيام برينس بقتل أو اغتيال موظفين اثنين سابقين متعاونين مع المحققين الفيدراليين.
وقد وجهت هذه التهم لبرينس في شهادة خطية تحت القسم قدمها موظفان سابقان معه أحدهما جندي سابق في قوات المارينز الأمريكية. وقد رمزا لاسميهما بJohn Doe No 1 وJohn Doe No 2 وذلك خشية التعرض للقتل إن كشفت هويتهما.
وشهدا أن برينس وموظفين آخرين كبارا في شركة بلاك ووتر أتلفوا أشرطة فيديو ورسائل إلكترونية ووثائق تدينهم كما قاموا بإخفاء سلوكهم الإجرامي والتستر عليه عن وزارة الخارجية الأميركية.
وتأتي هذه الشهادة ضمن عريضة مقدمة إلي المحكمة من طرف محامين يمثلون 60 عراقيا يقاضون بلاك ووتر علي خلفية هذه الجرائم. وقد نفت بلاك ووتر هذه التهم زاعمة أنها تهدف إلي تشويه سمعة برينس بدلاً من تقديم أدلة حقيقية يمكن للمحاكم العدلية أن تعتمد عليها.
وكانت الشركة غرمت بمبالغ قيمتها 42 مليون دولار عن مئات الانتهاكات لقوانين التصدير المعتمدة في الولايات المتحدة، وتشمل الانتهاكات تصدير أسلحة غير مشروعة إلي أفغانستان، وتقديم عروض لتدريب قوات جنوب السودان من دون إذن، وتدريب لضباط الشرطة التايوانية علي القنص.
وعلي الرغم من أن الشركة خسرت عقدا بتوفير حماية أمنية للدبلوماسيين في السفارة الأمريكية بالعراق، فإنها ما زالت تملك عقوداً لتوفير خدمات أمنية لوزارة الخارجية ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في أفغانستان.
حتي الصومال
وذكرت صحيفة »ميامي هيرالد« أن مصادر مقربة من إريك برينس- كشفت أنه يشارك في برنامج ميزانيته تبلغ ملايين الدولارات، تموله بعض الدول العربية، من أجل تدريب وتجهيز ألفي مقاتل صومالي، مهمتهم مواجهة الجماعات الإسلامية المسلحة في الصومال وعلي رأسها حركة الشباب.
وأثار هذا التدخل لشركة »بلاك ووتر« في الصومال شكوكا كبيرة حول خلفيات وحقيقة استعمال المقاولين العسكريين في دولة تعاني من الفوضي، ويقول المراقبون: إن الاستعانة بهذه الشركة سيئة السمعة من الممكن جدا أن يؤثر بالسلب علي الجهود الدولية المبذولة ، من أجل تدريب وتمويل القوات الصومالية الحكومية التي تواصل حربها مع الإسلاميين، والقبائل المتحالفة معهم.
وقد أصبحت شركة »بلاك ووتر« تحمل اسم خدمات »إكس إي«، وأصبح هذا الاسم هو الذي يرمز لها في واشنطن، بعد أن نفذت عناصر هذه الشركة سلسلة من الجرائم والانتهاكات الخطيرة، كان أبرزها ما حدَث عام 2007 عندما قتَل حراس شركة »بلاك ووتر« 14 من المدنيين العراقيِين الأبرياء في العاصمة بغداد.
وقد أسقط قاض فيدرالي أمريكي فيما بعد تلك الاتهامات الموجهة لعناصر الشركة؛ بذريعة أنَّ الحقوق الدستورية للمتَّهمين في القضية قد انتهكت، وذلك رغم أن وزارة الداخلية العراقية أصدرت أمرًا لكل المتعاونين والمتعاقدين مع شركة »بلاك ووتر« بأن أمامهم مهلة لمدة أسبوع واحد للخروج من البلاد، أو مواجهة أوامر بالتوقيف لانتهاك تأشيرة العمل في البلاد.
سفارة دولة الشيطان!!
في منطقة وسط القاهرة وبالتحديد في شارع هدي شعراوي "سفارة فرسان مالطة" هكذا كتب بالعربية علي لوحة نحاسية في مدخل السفارة، وفي نفس اللوحة كتب بالفرنسية: Ambassade De Lصordre souveraine ET Militaire De Malte وبالإنجليزية: SOVEREIGN MILITARY ORDER OF MALTA
وترجمتها الحرفية »سفارة النظام العسكري ذي السيادة المستقلة لمالطا«!
وبرغم موجات الرفض المزمنة لوجود سفارة فرسان مالطا" المنتمين في جذورهم إلي فلول الصليبيين القادمين من قلب العصور الوسطي إلي قلب قاهرة صلاح الدين الذي أذل فرسانهم ، وقهر ملوكهم ، وأسرهم في يوم حطين ، رغم موجات الرفض لسفارة هذه الدولة التي تعد من بقايا الحروب الصليبية البائدة ، ومقرها داخل الفاتيكان منذ عام 1834 هذه الدولة ال »اعتبارية«.. الدولة التي ليس لها أرض ولا حكومة ولا شعب، رغم موجات الرفض، إلا أن نظام مبارك المتمسح في كل ما هو يهودي وصهيوني وماسوني ، وهو ما تصطبغ به هوية و أنشطة سفارة هذه الدولة الوهمية لم يسع - وهو الذي سمح بوجودها علي أرض مصر بعد أن رفضها عبد الناصر والسادات قبله - لم يسع لإغلاقها بالطبع.
ودولة »فرسان مالطا« هي دولة »اعتبارية« بكل المعايير تمثلها 96 سفارة »افتراضية« حول العالم منها 6 في دول عربية هي مصر والمغرب وموريتانيا والسودان والأردن ولبنان.
وكان الجنرال المتقاعد جوزيف شميتز الذي عمل مفتشا عاما في وزارة الدفاع الأمريكية ثم انتقل للعمل كمستشار في مجموعة شركات برينس المالكة ل »بلاك ووتر«، كان قد كتب في سيرته الذاتية أنه عضو في »جماعة فرسان مالطا« التي تمثلهم الدولة الوهمية.
وتعود جماعة فرسان مالطا الدينية إلي العصور الوسطي حيث نشأت في جزيرة مالطا وعرفت باسم »فرسان القديس يوحنا الأورشليمي«، وقد انبثقت عن الجماعة الأم الكبيرة والمشهورة باسم »فرسان المعبد« والتي كان لها شهرة أيام الحروب الصليبية، وكان أفرادها دائمي الإغارة علي سواحل المسلمين.. خاصة سواحل ليبيا وتونس لقربهما من مالطا.
ويكشف من جهتهما الباحثان الإيرلندي »سيمون بيلز« والأمريكية »ماريسا سانتييرا« اللذان تخصصا في بحث السياق الديني والاجتماعي والسياسي للكنيسة الكاثوليكية الرومانية، عن أن أبرز أعضاء »جماعة فرسان مالطا« من السياسيين الأمريكيين رونالد ريجان وجورج بوش الأب رئيسا الولايات المتحدة السابقان ، وهما يمينيان متطرفان من الحزب الجمهوري ، كما يشير موقع فرسان مالطا أن من بين الأعضاء البارزين في الجماعة »بريسكوت بوش« وهوالجد الأكبر للرئيس السابق جورج بوش الابن، والذي كان في عام 1831 قد ألف كتابا بعنوان "محمد" تناول فيه بكثير من المغالطات والأكاذيب حياة نبي الإسلام الكريم صلي الله عليه وسلم ، وقال في مقدمته : »يجب أن ندمر إمبراطورية المسلمين كي نقيم إمبراطورية الرب«!!
ولا يمكن -بحسب الباحثين- انتزاع تصريحات الحفيد الرئيس السابق بوش عقب هجمات 11 سبتمبر من هذا السياق حين أعلن شن »حرب صليبية« علي الإرهاب وذلك قبيل غزوه لأفغانستان عام 2001.
وبحسب الموقع الرسمي لدولة فرسان مالطا فإن رئيس المنظمة يلقب ب »السيد الأكبر«، ويقيم في روما ويعامل كرئيس دولة بكل الصلاحيات والحصانات الدبلوماسية.
وكما تزود هذه الدولة الوهمية شركة »بلاك ووتر«، أو »إكس إي« اسمها الجديد، بمعظم المرتزقة الذين يتم الدفع بهم في العالمين العربي والإسلامي ، كما في العراق ، فإنها تزودهم في الوقت نفسه بجوزات سفر صادرة عنها »دولة فرسان مالطا«، ولذلك يؤكد كثير من المراقبين أن حروب وعمليات شركات الأمن الخاصة كبلاك ووتر، وبالنظر لعلاقاتها الوثيقة بفرسان مالطا والماسونية العالمية وخلفية مؤسسيها كمتطرفين مسيحيين ، أو منتمين لما يعرف بتيار »المسيحية الصهيونية«، حروب وعمليات هذه الشركات ليست سوي حروب صليبية جديدة .. والسؤال الآن: متي تغلق السلطات المصرية هذه السفارة ؟!
وكان نائب مجلس الشعب المصري حازم فاروق قد تقدم بطلب إحاطة في عام 2008 حول إنشاء سفارة لدولة فرسان مالطا في القاهرة منذ 28 عامًا .
وقال فاروق كيف تعترف مصر بكيان ديني متطرف اسمه »فرسان مالطا«، خاصة أن مصر ترفض قيام دولة دينية ؟!
وأشار إلي علاقة »فرسان مالطا« بجيوش المرتزقة بالعراق التابعة لشركة بلاك ووتر الأمريكية. ولفت فاروق إلي أن »فرسان مالطا« كيان ديني متطرف، وكان لها دور أيام الحروب الصليبية، وأنه يكتب علي سفارته الكائنة بمنطقة وسط القاهرة »النظام العسكري ذو السيادة المستقلة«. وقال النائب: إن الخارجية باعترافها بكيان »فرسان مالطا« تفتح الباب للكيانات الدينية المتطرفة بفتح سفارات لها في القاهرة. وتساءل: هل من الممكن أن توافق مصر مثلاً علي فتح سفارة للملا عمر وحركة طالبان في القاهرة؟!
من جانبه أكد السفير محمود عوف مساعد وزير الخارجية للشئون النيابية والقانونية - آنذاك - أن »فرسان مالطة« دولة لها سيادة ، ولكنها بلا شعب، ولم ينف أنها جماعة كاثوليكية كان لها دور أيام الحروب الصليبية !!
عملاء أمريكا الطلقاء!!
وإلي جانب سفارة دولة فرسان مالطة ، تمتلك المباحث الفيدرالية الأمريكية المعروفة باسم »إف بي آي« مكتبا لها في جاردن سيتي بالقاهرة وهو الأكبر بين 8 مكاتب رسمية للجهاز في قارة إفريقيا وطبقا للقانون الأمريكي الخاص بأجهزة الأمن والمخابرات ولا يسيطر عليه السفير الأمريكي وأوامرهم تصدر لهم مباشرة من واشنطن. ويوجد في مدخل مكتبهم بالقاهرة لافتة رخامية لذكري تأسيس المكتب ومن الغريب أن تاريخ تأسيسه هو 14 أكتوبر 1981 أي أول يوم تولي فيه محمد حسني مبارك رئاسة مصر وتشير المعلومات إلي أن الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات قد رفضا وجود مكتب دائم لهم علي أرض مصر.
في عام 2010 كانت ميزانية المباحث الفيدرالية الأمريكية الرسمية 7.9 مليار دولار أمريكي حصل منها مكتب القاهرة علي أكثر من مائتي و30 مليون دولار لكنهم في ميزانية 2011 يؤكدون أن الميزانية قد زادت لتصبح 340 مليون دولار، وغير معروف في أي نشاط أو مشروع تصرف تلك المبالغ بسبب سرية العمليات لديهم، فقط مليون دولار واحدة معروف أنها مخصصة سنويا لتأهيل ما سمي بجهاز أمن الدولة وضباطه للتعامل الإنساني مع الشعب المصري!!
عددهم حاليا يتعدي ال230 فرداً منهم 40 عميلا يهودي الديانة يحتفلون بالأعياد اليهودية مع جالية السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، ومن المجموع 15 ضابطاً يعملون في المكتب بشكل ثابت وهم الأعلي رتبة وتوكل إليهم التحقيقات الفعلية ويطلق عليهم لقب »الضابط العميل« أما الباقي فمجرد حراس تابعين للمباحث الفيدرالية ولقبهم »عميل حارس« وضباط هذا المكتب هم الوحيدون العارفون بأسماء ورتب ضباط المخابرات الأمريكية الموجودين بالسفارة.
وعلاقتهم المباشرة بوسائل الإعلام معدومة في العلانية غير أنهم علي علاقة جيدة ببعض الصحفيين بالقاهرة خاصة الأجانب منهم .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.