كان الرئيس الراحل محمد انور السادات صاحب حلم كبير، وكانت سيناء جزءا من هذا الحلم، وكان اول زعيم وحاكم مصري يفكر في ان يجعل هذه الارض المباركة قطعة من ارض مصر بالمعني الحقيقي للكلمة، وليس بالمعني الجغرافي فقط.. ولذلك ما ان اتم مهمته في تحرير سيناء، حتي بادر بالبدء في تحقيق حلمه بضرورة التنمية والتعمير، لكي لا نفقدها مرة اخري، وكي تساهم في خير ونماء مصر كلها.. ولكن قضاء الله لم يمهله لتحقيق حلمه، الذي كان حلما لمصر والمصريين. وللأسف يتم التعامل مع ابناء سيناء علي انهم اصحاب حق وارض، وانهم مصريون لهم ما لكل المصريين من حقوق، وعاشت الغالبية منهم تشعر بالغربة علي ارضها، وتشعر بعدم الثقة تجاهها من السلطات المسئولة.. ولم تجر اي محاولات جادة لربط ارض سيناء ربطا حقيقيا بباقي الارض المصرية.. وتم انشاء هيئة لتنمية وتعمير سيناء، وصاحب انشاءها »زيطة وزمبليطة«، ولم تفعل شيئا.. وتذكر المسئولون بعد سنوات طويلة سيناء مرة اخري، فتقرر إنشاء هيئة لتعمير سيناء.. ولم يجرؤ احد علي ان يتساءل: واين الهيئة السابقة؟..ولماذا لم تقم بدورها؟ وبالرغم من ان الحدود الشرقية لمصر شهدت علي مدي السنوات الطويلة الماضية قلاقل وتوترات مع اسرائيل، إلا ان المسئولين لم يفكروا في ان الحل هو تأمين وتعمير سيناء، ولم يفعلوا شيئا سوي مشاركة اسرائيل في حصار غزة والفلسطينيين.. حتي كانت الاحداث الاخيرة التي شهدت ارتكاب جريمة اسرائيلية شنعاء في حق مصر والمصريين، ودفع خمسة شهداء مصريين ثمن الخسة الاسرائيلية، ولم تكن اسرائيل تدرك ان مصر قد تغيرت، وانها لا يمكن ان تسكت وانها قادرة علي ان تأخذ حقها عسكريا وسياسيا، وهي في طريقها لذلك.. وهنا لابد من ان نعود إلي سيناء، وان نعرف ان تعميرها وتنميتها الوسيلة الاكبر لتأمينها.. ولكن هذه المرة بالعمل الجاد والحقيقي.. اما قرار انشاء هيئة جديدة لتعمير وتنمية سيناء، فهو قرار لن يسعدنا إلا اذا تأكدنا انه قرار »بجد« وانه لا يمكن ان »يسيح« مع حرارة شمس سيناء!!