انت اخواني.. ولا سلفي.. ولا مدني.. ولا صوفي.. ولا قبطي.. ولا انت مين؟ أتمني أن أسأل هذا السؤال لكل شخص شارك أو دعا لمليونية أيا كانت في ميدان التحرير أو غيره من الميادين التي شهدت ووثقت شهادة ميلاد ثورة يناير.. خاصة وأن حب مصر يقاس الآن بقدرة كل شخص علي الدعوة للاعتصام أو التظاهر أو تنظيم حفل افطار في ميدان التحرير. وبالطبع سيكون هناك اختلاف في طقوس الاحتفاليات طبقاً للجهة التي تنظم الاحتفالية أو المليونية.. ولكن سيكون هناك اتفاق علي شيئ واحد وهو »كل واحد مننا يحب مصر بالطريقة اللي عاوزها« يعني مختلفين مختلفين مهما حاولنا أن نتوحد.. ولا أدري لماذا نصر كمصريين علي تضييع الفرصة كالعادة من أيدينا.. ويبدو لي أننا نعاني من »داء« التشرذم والانفصال والقبلية لأننا في البداية والنهاية عرب. والدليل ماحدث يوم الاثنين الماضي عندما اجتمعت 33 حركة وفصيل سياسي للدعوة لتنظيم مليونية جديدة تحت شعار »في حب مصر« للرد علي مليونية الاخوان والسلفيين، وقيل أن الاجتماع التحضيري للدعوة شاركت فيه 43 قوي سياسية، وخرجت بعض الصحف في اليوم التالي للاجتماع لتقول أنهم 53 قوي سياسية، وبصرف النظر عن العدد فهل يعقل أن تنسحب من هذا التجمع 26 قوي سياسية بعد مرور 48 ساعة فقط، وتطالب بتأجيل المليونية للجمعة القادمة، بينمايصر الصوفيون والاقباط علي تنظيم الاحتفالية في موعدها. طبعاً هذه الحركات والقوي السياسية معذورة.. خاصة بعد مليونية توحيد الصف يوم الجمعة قبل الماضية والتي عبرت عن صف واحد هو الاخوان والسلفيين والذين وجهوا رسالة للجميع بأنهم الاقوي والأكثر تنظيماً، والاكثر قدرة علي الحشد.. ولكنهم خسروا الكثير في المقابل، ورغم ذلك أرادت القوي الاخري أن تقول أنها موجودة سواء كانت قوي ليبرالية مدنية أو صوفية أوقبطية أو سياسية.. وستخسر أيضاً إذا اتبعت طريقة المليونية الإسلامية.. إن مصر بريئة من أي شخص يتاجر بها أو بحبها.. مصر لا تحتاج لمليونية حب، ولكنها تحتاج لمليونية عمل ومليونية انتاج، ومليونية ضمير وانتماء، ومليونية أمن وأمان.. .تصوروا مصر التي قال الله عنها في كتابه الكريم »ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين«.. تفتقد الآن للأمن والأمان!!