قال علاء الدين ماضى أبوالعزايم، شيخ الطريقة العزمية، والعضو المؤسس لحزب التحرير المصرى، إن جميع أطياف الشعب المصرى سيشاركون فى حفل إفطار، اليوم الجمعة، بميدان التحرير، وأن البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، يبارك الاحتفالية، وفقا لما نقله القائمون على قناة «سى.تى.سى» القبطية فى مداخلة هاتفية معه. وتوقع أبوالعزايم ألا يقل عدد المشاركين بأى حال عن 100 ألف مشارك، وأنه كان مع الرأى الذى ينادى بتأجيل الاحتفالية، إلا أنه خضع لرأى الأغلبية بعد التصويت على ضرورة المشاركة وتنظيم الاحتفال اليوم دون تأجيل، مؤكدا أن الاحتفالية هى رسالة إلى العالم أجمع بأن مصر للجميع، ولا يملكها فصيل واحد. «الشروق» حاورت شيخ الطريقة العزمية حول أسباب دعوته لمليونية «فى حب مصر»، وما أثير بأنها جاءت رد فعل لمليونية الإسلاميين فى 29 يوليو الماضى. ● ما الذى دفعك لتنظيم الاحتفالية؟ وهل جاءت للرد على الإسلاميين؟ الدعوة لمليونية «فى حب مصر» جاءت بشكل مفاجئ ودون ترتيبات قوية، وكانت استجابة لدعوة قيادات الحركات والائتلافات والأحزاب السياسية، لتنظيم أكبر إفطار رمضانى فى الشرق الأوسط. والجمعة ليست ردا على السلفيين أو الإسلاميين كما تردد، لأننا تيار وفصيل إسلامى، لكن الجميع كان مستاء من جمعة 29 يوليو الماضى، لأنها بثت الرعب فى نفوس المسلمين قبل الأقباط فى مصر، حيث تم رفع شعارات معادية لغير المسلم، ومن هنا كانت الفكرة بالخروج إلى مليونية تحت عنوان «فى حب مصر»، للرد على الشعارات التى خرجت فى مليونية الإسلاميين، التى كانت من الممكن أن تعمق الفتن بين أبناء الشعب الواحد، ولطمأنة المسيحيين والعالم أجمع بأن مصر ليست بالشكل التى ظهرت عليه فى الجمعة المزعومة، واتفقنا على عدم رفع شعارات موجهة لأى غرض دينى أو سياسى أو حزبى فى جمعة اليوم، وسيضفى على الاحتفالية أجواء الأمسيات الرمضانية بمشاركة كل الأطياف والحركات السياسية والقبطية والصوفية، على أن يتم تنظيف الميدان بعد الانتهاء من الاحتفالية والانصراف بعدها مباشرة. ● ما هى المكاسب السياسية التى ستحققها الطرق الصوفية بهذه المشاركة؟ لا توجد أى مكاسب خاصة للطرق الصوفية، ولا توجد مكاسب خاصة للصوفية أو غيرها من الفصائل أو الحركات، وكما ذكرت فإن الغرض الأساسى هو طمأنة الناس بوجود قوى شعبية تسعى لمصلحة الأمة ووحدتها وتعبر عن نسيج الأمة الواحدة بمسلميه وأقباطه، وقد تلقيت مكالمة هاتفية من القناة القبطية «سى.تى.فى» وسألونى عن مشاركة بعض الائتلافات والحركات والمنظمات القبطية، فذكرت لهم أنها احتفالية فى حب مصر تشارك فيها جميع الأطياف، فأبلغونى فى القناة أن البابا شنودة يبارك هذه الاحتفالية. ● لماذا تراجع بعض مشايخ الطرق الصوفية عن المشاركة وصدر بيان من المجلس الأعلى للطرق الصوفية يهدد بالعزل والطرد للمشاركين، إلى جانب انشقاق أعضاء جبهة الإصلاح الصوفى التى ترأسها حيث اتهموك بالسعى للشهرة والرغبة فى خدمة حزب التحرير المصرى؟ أولا أنا لا أجد سببا واضحا فى تراجع مشايخ طرق صوفية عن المشاركة، بعد أن كانوا قد أعلنوا المشاركة مثل شيخ الطريقة الرفاعية، طارق الرفاعى، ولكن فى كل الأحوال فإننى سأشارك بطريقتى فقط، بما لا يقل عن 20 ألف مريد من أتباع الطريقة، إلى جانب مشاركة الطريقة الشبراوية، والهاشمية، ولن يقل عددهم عن 20 ألفا أيضا، غير الحركات والقوى السياسية الأخرى والائتلافات والمنظمات القبطية، وعلى أقل تقدير لن يقل عدد المشاركون فى الاحتفالية عن 100 ألف من جميع الأطياف. وبالنسبة للمجلس الأعلى للطرق الصوفية فبعض أعضائه من فلول الحزب الوطنى، ولا يستطعيون أن يقوموا بعزل وطرد أحد لأن المجلس الطرق الصوفية هو الأحق بالعزل والتطهير، كما أن التظاهر حقا يكفله القانون والدستور. وبالنسبة للانشقاق داخل جبهة الإصلاح الصوفى واتهامى باستغلال الطرق الصوفية للترويج لحزب التحرير، فأنا لست رئيسا للحزب وليس لى دخل به، وأنا عضو مثل باقى الأعضاء، ولا أشغل منصبا قياديا فيه، والحزب له رئيس وهو إبراهيم زهران، غير أن الحزب قد تم تقديم أوراقه وجمع أعضائه منذ أسابيع. وأما المجلس الصوفى العالمى فهو كيان لا يحتوى سوى على عضو واحد وهو رئيسه الشيخ محمد الشهاوى، وبالتالى فإن المجلس لم يخدم التصوف ولم يقدم أنشطة، فمن منا الذى يريد الشهرة، هل الذى يقدم أنشطة ويخدم التصوف أم الذى يقوم بإنشاء كيانات باسم التصوف دون تحقيق أى مصالح تخدمه. ● هل الانشقاق داخل جبهة الإصلاح يعنى أنه من الممكن الإعلان عن فض الاعتصام داخل المشيخة العامة للصوفية؟ بالطبع لا.. ونحن مستمرون فى الاعتصام القائم منذ 30 أبريل الماضى، ومطالبنا تقتصر على حل المجلس الأعلى للطرق الصوفية، وعزل شيخ مشايخ الطرق الصوفية، ومستمرون فى الاعتصام حتى تتحقق هذه المطالب. ● حدث نوع من الجدل بين القوى السياسية والائتلافات حول تأجيل الاحتفالية لجمعة 19 أغسطس، فهل كنت من مؤيدى التأجيل أم معارضيه؟ طلبت التأجيل لأسباب عدة، منها لنكون أكثر استعدادا من حيث الحشد والقدرات والإمكانات المادية، غير أنه فى نفس الأمسية تقام مباراة الأهلى ونادى ميلودية الجزائرى، ونحن المصريين عشاق لكرة القدم، وحينما طلبت من القوى والحركات السياسية تأجيل المشاركة ليوم الجمعة التالية، طلبوا أن يتم عرض اقتراح التأجيل من عدمه للتصويت، وبالفعل صوتت الأغلبية على عدم التأجيل. ● مازالت الاتهامات توجه لشيخ الطريقة العزمية بالتشيع وتنفيذ أجندة شيعية فى مصر، لماذا؟ الطرق الصوفية فى مصر سنية ولم تكن طوال تاريخها بابا للتشيع، ولم يخرج من بين الصوفية تكفيرى ولا إرهابى، وأنا على المستوى الشخصى أسافر كثيرا لمعظم دول العالم لارتباطات شخصية، وتوجهت لإيران 4 مرات فقط، فإذا كنت أنفذ أجندة فأنا أطلب من أصحاب هذه الإدعاءات أن يثبتوا لى على أرض الواقع دلائل إدعاءاتهم، ومن هم الأشخاص الذين دعوتهم للتشيع، والله هذا الكلام يطلق من أناس لا يريدون للتصوف خيرا، فالطريقة العزمية هى أكثر الطرق الصوفية فى مصر والوطن العربى نشاطا وخدمة للتصوف، من خلال تنظيمها للاحتفالات والمؤتمرات والتواصل مع العالم الإسلامى والدول الغربية لنشر الإسلام الوسطى المعتدل. ● ما رأيك فى ظهور الائتلاف العام لشباب الطرق الصوفية؟ وهل هناك خطورة على المعتقد الصوفى كما يدعى بعض مشايخ الائتلاف؟ أرى أن من أهداف هذا الائتلاف الرئيسية وهو أول ائتلاف تشهده الطرق الصوفية فى تاريخها، توحيد الصف والكلمة بين مشايخ وأتباع الطرق الصوفية، وهو الهدف الذى عملت على تحقيقه طوال وجودى بمشيخة الطرق الصوفية وكعضو للمجلس الأعلى للطرق الصوفية، ولكن للأسف فشل فى العمل عليه معظم مشايخ الطرق فى العقود الأخيرة، ورأيى أن التخوف من هذا الائتلاف نتيجة لوجود مشايخ طرق كثيرين غير مؤهلين لقيادة طرق صوفية، وخوفا أن تضر مثل هذه الحركات بمصالح هؤلاء المشايخ الشخصية والمادية، وبالتالى وجدنا ولأول مرة أتباعا ومريدين لا يعترفون بمشايخهم، وهناك الكثير منهم سيشارك معنا فى جمعة فى حب مصر دون الانصياع لأوامر مشايخهم بعدم المشاركة، وهو أمر يجبر على أنه يجب أن يبدأ الإصلاح بداية من المشيخة العامة للطرق الصوفية وأعضاء الجمعية العمومية للمشيخة وعددهم 76 طريقة صوفية إلى جانب أعضاء المجلس الأعلى للطرق الصوفية.